بأمر وزير الأوقاف.. تصفية "مفرخة الدواعش" في مصر.. إلغاء تراخيص "معاهد السلفيين الدعوية"
"عبداللطيف": الدراسة بها عبارة عن مصانع لإنتاج الأفكار المتطرفة وخريجوها غير مؤهلين
"كريمة": المعاهد بمثابة "قنابل موقوتة" وتفتقد للعلم الشرعي الحقيقي
"عامر": التضييق على الدعوة السلفية سيؤدي إلى نشاط التنظيمات السرية
بوادر معركة مُرتقبة بين وزارة الأوقاف والدعوة السلفية بسبب ما تبنّاه الوزير "مختار جمعة"، تجاه معاهد إعداد الدعاة التابعة للدعوة السلفية، حيث قرّر "جمعة" إلغاء تراخيص معاهد إعداد الدعاة نهائيًا التابعة للدعوة السلفية وجمعية أنصار السنة المحمدية وضم مساجد الدعوة -خاصة الموجودة فى محافظة الإسكندرية التى تُعد أحد أهم معاقل السلفيين- إلى الأوقاف، وهو ما حدث مؤخرًا مع مسجد "نور الإسلام"، وعلى مدار الأشهر القليلة الماضية بدأت الوزارة حربها ضد معاهد إعداد الدعاة من خلال قيامها بالإشراف على المناهج التعليمية، وقرارها بعد ذلك بتعليق العمل بهذه المعاهد حتى وصل الأمر الآن إلى إلغائها نهائيًا.
من جانبه أكد الدكتور شوقى عبد اللطيف، وكيل أول وزارة الأوقاف لشئون الدعوة السابق، أن وزارة الأوقاف منذ سنوات وهى تتبنى فكرة ضم المساجد الخارجة عن سيطرتها خاصة التابعة لجمعية أنصار السنة المحمدية أو الدعوة السلفية، وهذه القرارات مُنفذة منذ فترة، لكن إلغاء المعاهد الدعوية التى تتبع بعض الجمعيات الخاصة أمر جيد، حيث إن وزارة الأوقاف هى التى كانت توافق على استمرارية هذه المعاهد من عدمها، وحان الوقت لإغلاقها نهائيًا فى ظل الظروف الراهنة، لافتًا إلى أن الدراسة بهذه المعاهد السلفية "نمطية"، وموادها التعليمية تحمل بعض الغلو والتشدّد، وما هى إلا مصانع لإنتاج الأفكار المُتطرفة، وبها نصوص قديمة يتم تفسيرها بشكل غير دقيق، وتقوم بتخريج طلاب غير مُؤهلين لممارسة العمل الدعوى.
وشدّد "عبداللطيف" أن وزارة الأوقاف هى المسئولة عن عرض البديل من مراكز الثقافة الإسلامية، والتى بلغ عددها قبل الثورة 22 معهدًا ومركزًا ثقافيًا، وكانت تؤدى دورًا محمودًا وتقبل جميع الشهادات العُليا بعد عملية تأهيل جيد، وكان طلاب هذه المراكز بعد التخرج تتم الاستعانة بهم فى الخطابة تحت إشراف الأزهر ووزارة الأوقاف، ولذا فإنه يجب التوسع فى إنشاء العديد من المراكز الثقافية حتى تكون البديل المناسب.
وأوضح الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقة المقارن بكلية الدراسات الإسلامية، أن قرار وزارة الأوقاف بوقف عمل المعاهد السلفية أمر جيد فى مُواجهة الفكر المُتطرف، مطالبًا بغلق كل المعاهد والمراكز التى لا تتبع وزارة الأوقاف، مشيرًا إلى أن هذه المعاهد بمثابة "قنابل موقوتة" يمكن أن تنفجر فى أى وقت، كما أنها قامت بتخريج الكثير من المُتطرفين والمُتشددين الذين يفتقدون للعلم الشرعى الحقيقى.
بينما رفض الدكتور محمود عامر، أستاذ الشريعة والقانون، وأحد مشايخ الدعوة السلفية، فكرة أن يكون هناك خطاب دينى أحادى التوجه، مشيرًا إلى أن الدعوة من مصلحتها أن تكون هناك مصادر مختلفة لشرح الدين فيما لا يختلف مع الشريعة الإسلامية وصحيح الدين، أما فكرة إغلاق المعاهد الدعوية لكونها لا تنتمى إلى وزارة الأوقاف أو الأزهر أمر ليس مدروسًا وخاطئًا.
وأضاف "عامر" أن التمادى فى التضييق على الدعوة السلفية من الناحية السياسية والدعوية، سيؤدى إلى تنامى التنظيمات السرية، والعمل الدعوى السرى، ومواجهة الإرهاب تأتى من فكر صحيح وقرارات صحيحة.