ملفات وقضايا هامة
حقًا كثيرة هى التحديات التى تواجه مصر.. من مشاكل داخلية وخارجية كبيرة، ولكن لا يجب أن ننسى فى خضم انشغالنا بمشاكلنا الداخلية ما يحدث فى ليبيا من صراعات واقتتال داخلى وصراع على السلطة، والذى وصلت خطورته لحد اختطاف رئيس الوزراء الليبى، ولا ننسى ما بيننا وبين الأشقاء فى ليبيا من علاقات قوية، وصلات اجتماعية قديمة، ولكننا للأسف انشغلنا بما يحدث من جرائم إرهابية فى مصر ولم ننتبه كثيرًا لعُمقنا الاستراتيجى فى ليبيا والسودان وإثيوبيا، التى تسارع الزمن لبناء سد النهضة لفرض الأمر الواقع على الأرض، فيجب أن ننتبه لخطورة الوضع فى ليبيا أو فى ملف سد النهضة فى إثيوبيا.
ولأننى أؤمن بدور القوات المسلحة المصرية ليس فقط داخل مصر، بل بدور يجب أن تلعبه خارج الحدود المصرية خصوصًا فى ليبيا وبعد موافقة البرلمان المصرى على فكرة توجيه ضربات لداعش فى ليبيا، وكذلك يجب علينا تقديم يد المساعدة لليبيا لبناء قواتها المسلحة، وبناء الدولة الليبية على أسس حديثة، ولا يجب أن نكتفى بالمشاهدة بما يحدث فيها من صراعات دون التدخل لصالح الشعب الليبى ولصالح الأمن القومى المصرى.
ولكى أكون واقعيًا أقترح على رئيس الجمهورية تشكيل "فريق عمل" وليس "لجنة" من "المهتمين والخبراء والسياسيين من غير الحكوميين" للعمل على خمسة ملفات تحديدًا وهى:
• ملف ليبيا لمساعدتها فى بناء الدولة الليبية وقواتها المسلحة، وهذا سيساعدنا كثيرًا وسيصب فى صالح الأمن القومى المصرى.
• ملف سد النهضة واستمرار إثيوبيا فى بناء السد ومرور الوقت الذى لم يعد فى صالحنا بالطبع ومدى وجوب اتخاذ موقف مصرى واضح مع الأشقاء الأفارقة، لأنها أصبحت مسألة حياة أو موت.
• الإسراع أكثر فى ملف "الضبعة النووى" وذلك للإسراع فى بناء المحطة النووية مع الجانب الروسى لأن المحطات العادية لن تكفى احتياجات مصر المستقبلية من الطاقه مع مرور الزمن.
• ملف نهر الكونغو ورغم التكلفة التى قد تصل لـ 8 مليارات دولار، إلا أن الأمر يستحق الدراسة والتنفيذ واستغلال العلاقات الطيبة مع دولة الكونغو وأيضًا التحدث بلغة المصالح المشتركة بين البلدين فى هذا الملف على وجه التحديد.
• ملف التعاون مع دول حوض النيل والاستفادة بمياه النيل لديهم، بزراعة 250 ألف فدان تقريبًا، فى كل دولة من دول حوض النيل بالحبوب الاستراتيجية، وهذا سيوّفر لنا "ربع حصة مصر" من مياه النيل، وسيخلق تعاونًا دائمًا مع دول حوض النيل، وأيضًا يجب أن يكون لدينا "مصنعان" فى كل دولة من دول حوض النيل "واحد لتعبئة وتغليف الحبوب الاستيراتيجية، وآخر لتعبئة وتغليف اللحوم الأفريقية".
لابد أن نكون جادين فيما يتعلق بمستقبلنا، ونتخطى الروتين والبيروقراطية فى التفكير الحكومى، لذلك علينا أن نفكر جدّيًا خارج الصندوق.
فلابد من الاهتمام بأى أفكار أو اقتراحات جديدة إذا أردنا التقدّم نحو مصر المستقبل بحق.. حمى الله مصر وشعبها وجيشها.. والله الموفق.