عاجل
الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

بالمستندات.. سرقة المال العام في مشروع تطوير "ميدان الحصري".. "المليجي" حصل على 15 مليونًا في مشروع تكلفته 4 ملايين جنيه فقط

الدكتور مصطفى مدبولي
الدكتور مصطفى مدبولي وزير الإسكان

 خداع وزير الإسكان في قيمة عقد التنفيذ.. والكبار أسندوا المُناقصة بالأمر المباشر للشركة 

ويسألونك عن الفساد؟..  قل: فى كل مشروع تنفذه وزارة الإسكان يكون الفساد حاضرًا جسدًا وروحًا!! لا أحد يكترث للمال العام، والمال كثير ومن كثرته تعلموا السرقة والنهب والإهدار بشتى الطرق، لم يردعهم ضمير، فعاثوا فى الأرض فسادًا، ينهبون المال العام دون خوف أو خجل.


فى السطور القادمة، نكشف بالمستندات عن واقعة فساد وسرقة وإهدار للمال العام في وزارة الإسكان، تمت في غفلة من الدكتور "المخدوع"، مصطفى مدبولي، وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية، في أعمال تنفيذ مشروع تطوير الصورة البصرية والذهنية لميدان الحصري بالمحور المركزي بمدينة 6 أكتوبر.


تشير المستندات، إلى تورط قيادات بوزارة الإسكان، وجهاز أكتوبر، في منح مقاول المشروع ملايين الجنيهات دون وجه حق وبإسناد بالأمر المباشر للمشروع الذي شوّه معالم مدينة أكتوبر، وتسبّب في خنق المدينة وغلق شرايينها المرورية في أكبر عملية تطوير عشوائي.


بتاريخ 24/5/2015 رفع المهندس أشرف السايس، رئيس الإدارة المركزية للمرافق، مذكرة إلى المهندسة عزة الطوبجي، وكيل أول وزارة الإسكان، يعرض فيها خطاب رئيس جهاز تنمية مدينة 6 أكتوبر، تحت رقم 13763، بخصوص استجلاب عروض بالاتفاق المباشر لأعمال الخدمات الاستشارية للإشراف على مشروع تطوير الصورة البصرية والذهنية لميدان الحصري.


وبتاريخ 21/5/2015، رفعت المهندسة عزة الطوبجي، وكيل أول وزارة الإسكان، مذكرة إلى المهندس رئيس جهاز أكتوبر، جاء بها: أتشرف بأن أرفق لسيادتكم صورة موافقة السيد المهندس نائب رئيس الهيئة لقطاع التنمية وتطوير المدن بتاريخ 19/5/2015، بشأن طرح الآتي: المناقصة المحدودة الأولى، الخاصة بتوسعة موقف سرفيس الفيوم + خدماته بين الشركات المرشحة من الجهاز على أن يتم الالتزام بما جاء بكتاب قطاع التخطيط والمشروعات بعاليه.


واقترح جهاز مدينة 6 أكتوبر على وزارة الإسكان أسماء 4 شركات ومقاول لتنفيذ أعمال تطوير ميدان الحصري، وهي: شركة النيل العامة لإنشاء الطرق، وشركة المقاولون العرب، والمقاول محمود عبد الفتاح المليجي صاحب شركة المليجي لأعمال المقاولات المتكاملة، وشركة النيل العامة للطرق والكباري، وشركة النصر العامة للمقاولات "حسن علام".

 

لم تجر أي مناقصات بين الشركات، وتم إسناد تنفيذ المشروع بالأمر المباشر إلى المقاول محمود عبد الفتاح المليجي.

 

كما ألغى المسئولون في وزارة الإسكان أعمال الإشراف على المشروع المسندة إلى المكتب الهندسي للعمارة والتخطيط "أرك بلان" وتم إسناده بالأمر المباشر إلى المهندسين الاستشاريين الدوليين د. أسامة عقيل.


وحسب المستندات، ففي المذكرة المعروضة على نائب رئيس الهيئة لقطاع التنمية وتطوير المدن، وافقت اللجنة الدائمة بهيئة المجتمعات العمرانية في جلستها بتاريخ 1/3/2015، على طلب جهاز مدينة أكتوبر بإلغاء الموافقة السابقة للجنة المشكلة بتاريخ 8/8/2014، لإسناد أعمال الإشراف على المشروع لمكتب "أرك بلان".


ووافق المهندس كمال فهمي، نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية لقطاع التنمية وتطوير المدن، والمهندسة عزة الطوبجي، وكيل أول الوزارة، على طلب رئيس جهاز أكتوبر، بشأن طرح مشروع تطوير الصورة البصرية والذهنية لميدان الحصري وفقًا للمستندات المعدة بواسطة الدكتور أسامة عقيل في مناقصة محدودة بين الشركات السابقة، إلا أنه تم إسناد المشروع إلى شركة "المليجي" بالأمر المباشر.


الوزير المخدوع

الدكتور مصطفى مدبولي "الوزير المخدوع"، وزير الإسكان، صرح بأن تكلفة مشروع تطوير ميدان الحصري بلغت 10 ملايين جنيه، في حين تشير المستندات، إلى أن الشركة المنفذة للمشروع "المليجي" حصلت على مبلغ 15 مليونًا و342 ألف جنيه، والمكتب الاستشاري الدكتور أسامة عقيل، المسئول عن الإشراف على المشروع حصل على مبلغ 195 ألف جنيه، حسبما جاء في العقدين الموقعين مع وزارة الإسكان.


العقد الأول، حرّر في يوم الاثنين الموافق 8/6/2015، بين كل من: هيئة المجتمعات العمرانية "طرف أول" ويمثلها الوزير مصطفى مدبولي، وأناب عنه في التوقيع على العقد المهندس "أمين عبد المنعم"، بصفته نائب رئيس الهيئة لقطاع التخطيط والمشروعات، والمقاول محمود عبد الفتاح المليجي، صاحب شركة المليجي "طرف ثان".


ونصَّ عقد تنفيذ المشروع، على أن يلتزم الطرف الثاني بتنفيذ أعمال مشروع تطوير الصورة البصرية والذهنية لميدان الحصري بالمحور المركزي لمدينة 6 أكتوبر، طبقًا للمواصفات الفنية والكميات والأسعار المشمولة ضمن مستندات العطاء، بقيمة إجمالية قدرها 15 مليونًا و342 ألف جنيه بعد خصم 10% من إجمالى التكلفة، على أن يتم تنفيذ الأعمال في 4 أشهر تبدأ من تاريخ استلام الموقع خالٍ من العوائق في مدة أقصاها 30 يومًا من تاريخ صدور أمر الإسناد.


وعليه حصل المقاول على تنفيذ المشروع بعد أن قدّم للوزارة خطاب ضمان بنكياً باسم جهاز 6 أكتوبر.

ووقع العقد الثاني لأعمال الإشراف على المشروع بالأمر المباشر، في يوم الخميس الموافق 18/6/2015، بين كل من: هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة "طرف أول" ويمثلها الوزير مصطفى مدبولي، وينوب عنه في توقيع العقد المهندس "أمين عبد المنعم"، بصفته نائب رئيس الهيئة لقطاع التخطيط والمشروعات، والمهندسون الاستشاريون الدوليون، الدكتور أسامة عقيل "طرف ثان" بصفته رئيس ومالك المكتب، وبلغت قيمة العقد 195 ألف جنيه، تدفع للمكتب الاستشاري على دفعات شهرية.


وزارة الإسكان فشلت في إعداد الدراسات الفنية المطابقة للمواصفات المطلوبة للمشروع، وأسندت دراسة المشروع بالأمر المباشر للمكتب الاستشاري لتحقيق مصالح تربط مسئولين بالوزارة بالمقاول المنفذ للمشروع.


ما كشفته المستندات عن قيمة المشروع، وما صرح به الوزير نفسه، يأتي على العكس تمامًا مما كشفته المصادر المطلعة بالوزارة، بأن القيمة الحقيقية لتنفيذ المشروع لا تتخطى الـ4 ملايين جنيه، وأن وقت التنفيذ لم يكن ليستغرق أكثر من 3 أسابيع فقط وأن المشروع كان من الممكن أن ينتهي العمل به في هذه الفترة الصغيرة إلا أن حال تم ذلك ستثار الشكوك والتساؤلات حول طبيعة المشروع، ولماذا أنفقت عليه كل هذه الملايين طالما أن تنفيذه لا يستغرق أكثر من 3 أسابيع؟! .

وأضافت مصادر بجهاز أكتوبر: أن المشرفين على المشروع من الجهاز والمتابعين لعمل الشركة المنفذة للمشروع، كان في إمكانهم الانتهاء من الأعمال التي تمت فى 3 أسابيع فقط، إلا أنهم حرصوا على استنفاذ المدة المحددة "4 أشهر" والزيادة عليها حتي لا يساور أحد الشك وتنطلق تساؤلات: إذا كان المشروع لم يستغرق 3 أسابيع، فلماذا أنفق عليه 15 مليونًا 521 ألف جنيه؟! وحتى يتمكن المقاول من تحصيل الدفعات المتفق عليها مع الوزارة كما ورد فى بنود العقد.

المشروع دمر المدينة

أساتذة التخطيط العمراني، وصفوا المشروع بالفضيحة الحضارية، والجريمة المعمارية، وتدمير للصورة الذهنية والبصرية للميدان، وليس تطويرًا، لتضاف هذه الجرائم إلى جانب جريمة الفساد في المشروع وإهدار المال العام وتآمر المسئولين في وزارة الإسكان على مُجاملة المقاول المنفذ للمشروع بـ15 مليون جنيه أهدرت لا لشيء إلا لتحقيق مصالح مشتركة بين رئيس جهاز أكتوبر ومسئولين بالوزارة ومقاول تنفيذ المشروع، هذه المصالح المشتركة تسبّبت في تدمير شوارع وميادين 6 أكتوبر، واقتلاع أشجار من عمر المدينة وإتلاف مسطحاتها الخضراء، وتغيير مسارات المدينة وخنق مسار الحركة على الرواد والمواطنين بعد تحويل 4 طرق إلى طريقين ما أدي إلى خلق زحام وشلل مروري غير معتاد في شوارع المدينة المعرضة لكارثة في حالة حدوث أي أزمة مرورية علاوة على المعاناة التي يتعرّض لها المواطنون كل يوم بعد تغيير المسارات وإلزامهم بطرق طويلة بعد أن كان للمدينة والمصالح الحكومية أكثر من طريق يوفر على المواطنين الكثير من الوقت والجهد.


المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء السابق، كان قد زار المكان وأوصى الشركة بسرعة الانتهاء من تنفيذ المشروع الذي لم تنته منه حتى الآن وغاب عن الوزير أن يكتشف إهدار المال العام في المشروع.