عاجل
الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

محور تنمية قناة السويس


نعم لقد صنعت مصر فرحتها بافتتاح قناة السويس الجديدة، ولن ندخل فى جدل عقيم هل هى تفريعة من تفريعات القناة القديمة أم إنها قناة جديدة؛ لأنه ليس لدينا الوقت للمناقشات والمجادلات العقيمة، لأن الأهم هو ذلك الإنجاز والإعجاز الهندسى الذى تم بسواعد أبناء مصر، كما أن الأهم أيضًا هو ما سيتم بناؤه عليه من مشروعات عملاقة، مثل مشروع محور تنمية قناة السويس والذى أعلن عن مخططه الكامل فى مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى الدولى الذى انعقد فى مارس الماضى، وتعلمنا من ذلك المؤتمر أنه يجب علينا أن نكون أكثر تخطيطًا سواء للإعداد قبل المؤتمر أو بعد انتهاء المؤتمر، ولا أخفيكم سرًا بأننى كأحد الشباب غير راضٍ عن نتائج ما بعد المؤتمر الاقتصادى فى شرم الشيخ والسبب فى ذلك هو الأداء الغريب والمرتبك من المجموعة الاقتصادية، كما لو أنهم تفاجئوا بالمعوقات فى التشريعات والقوانين المصرية، ألم يكن هذا ضمن التخطيط بالنسبة لتلك الوزارات والمؤسسات الحكومية، أم أننا نفكر لكل خطوة على حدة.

إن مشروع محور تنمية قناة السويس سوف يحدث نقلة هائلة ليس لمصر فقط وإنما لجميع الدول المحيطة بنا، لأنه من المتوقع إقامة العديد من المشروعات الضخمة وبخاصة مشروعات بناء السفن وصيانتها وكل ما يتعلق باللوجستيات الأساسية للسفن، وهو ما يترتب عليه بالضرورة تنشيط حركة التجارة العالمية وجذب الشركات والمؤسسات العالمية لمصر والدول المحيطة مثل السودان والسعودية والأردن، كما أنه من المتوقع بإذن الله أن تتحول مدن القناة والبحر الأحمر إلى أكبر منطقة تجارية وصناعية فى العالم، وذلك هو المستهدف فى الأساس وليس كما يظن البعض أن حفر قناة جديدة الهدف والغاية منه زيادة الإيرادات فقط، فهذا أمر غير صحيح لأن هناك أهداف أخرى كثيرة وذلك لتعظيم الاستفادة من الممر الملاحى العالمى ورفع تصنيف القناة عالميًا وإجهاض كافة المحاولات الإسرائيلية لإنشاء بدائل للعالم عن قناة السويس مثل إنشاء قطار من نوع خاص لنقل الحاويات سريعا من البحر الأحمر للبحر المتوسط، لكن إرادة الشعب المصرى وقيادته كانت لها السبق فى إجهاض كافة المخططات والاستفادة من زيادة إيرادات قناة السويس التى تتجاوز مائة مليار دولار بعد حوالى عشر سنوات تقريبًا؛ بسبب وجود مشروعات لوجستية فى محور قناة السويس وليس فقط رسوم لعبور القناة.

ويتضح لنا أن الدراسه والتخطيط الإستراتيجى لهذا المشروع رائعة وتحتاج إلى إرادة قوية، لذلك أتمنى أن نعمل على قهر كل التحديات التى سوف نواجهها على أرض الواقع من البيروقراطية الوظيفية التى تعطل أى مركب مبحر للمستقبل.

لقد بات واضحًا للجميع أننا نحتاج قوة حقيقة فى اتخاذ القرارات الإدارية والمالية، بما يحول هذه المشروعات من رسومات على الورق إلى حقيقة على الأرض ونثبت للعالم أن الرسالة السياسية والاقتصادية من حفر قناة السويس الجديدة، هى أن مصر قادرة على قهر أى تحدٍ وأنهم ينفذون ما وعدوا به بما يبهر العالم ويعطيه الثقة فى مصر حكومة وشعبا. 

السؤال هنا هل مصر سوف تلجأ إلى فكرة التمويل الذى تم فى قناة السويس الجديدة الذى يغنينا عن الاقتراض من الخارج أو الوقوع تحت رحمة الشركات العالمية وتحويل مكاسبها خارج مصر مما قد يؤثر بالسلب على الاقتصاد المصرى فيما بعد.

لذلك أتمنى أن نتبنى كدولة فى المشاريع الكبرى فكرة (التمويل الشعبى) التى سوف تنعكس إيجابيا أيضا على الروح المعنوية للشعب المصرى، لأنه سيشعر بأن هذه المشروعات ملك له وأنه المستثمر الرئيسى فيها.

إن طموحات الشعب المصرى كبيرة ولكن علينا أن نوضح له بكل شفافية ودقة كل خطوة ونحذر من رفع سقف التوقعات والمبالغات، وذلك لأن الأيام تمر سريعا وسوف يكتشف الشعب الحقيقة أمامهم لذلك فإن الشفافية والوضوح أمر مهم للغاية.

لذلك فإن مصر إذا أحسنت إدارة المشروعات الاقتصادية فى محور قناة السويس وغيرها من المشروعات التى سوف يعلن عنها فى الصعيد لسوف يتم نقل مصر نقلة غير عادية، مما سيساهم فى حل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التى عشناها طويلا لأن رخاء الأوطان يساهم بلا شك فى حل المشكلات، وأتوقع إن شاء الله أن يصل معدل النمو الاقتصادى فى مصر العام القادم إلى حوالى 6% أو يتجاوزها إذا تم ما خطط له جيدا، وأن يكون لمصر نصيب الأسد خلال السنوات القليلة المقبلة من حكم التجارة العالمية، لأنه ستتحول منطقة لجذب الاستثمارات التجارية والصناعية والسياحية ولذلك علينا الاستعداد لهذا جيدا وكفانا ارتباكا بعد نجاح كل مشروع من قبل بعض الوزارات والمؤسسات الحكومية لأن المجهود الكبير من قبل رئيس الجمهورية فى هذه المشروعات يجب أن يقابل بإنجاز وترجمة حقيقية لهذه المشروعات على الأرض.

نعم انتهينا من تحدٍ كبير من قبل ونستعد لتحدٍ أكبر بكثير من حفر قناة السويس الجديدة ألا وهو تحدى التنمية فى مشروع تنمية محور قناة السويس ومشروعات شرق التفريعه ببورسعيد والتى وضع السيد الرئيس حجر الأساس لها؛ وهو ما سيؤدى بالضرورة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية فى مصر المستقبل، ولأن الشعوب التى تسعى لنهضتها لا تنظر للوراء وإنما عيناها تكون على المستقبل فقط ولا تقف أمام الماضى إلا قليل لأخذ العظة والخبرة منه وبعدها لا ترجع له مرة أخرى، حفظ الله مصر وشعبها. تحيا مصر.. تحيا مصر.