تركيز أردوغان على المتطرفين "الأكراد" يعقد جهود محاربة "داعش"
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، اليوم الأربعاء، أنه في الأيام التي أعقبت الاتفاق بين الولايات المتحدة لمكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا والعراق، أكدت تركيا أنها حشدت نفسها للحرب ضد المتطرفين الذين يشكلون تهديدًا على أمن البلاد.
لكن المتطرفين الذين يضعهم الأتراك في اعتبارهم ليسوا فقط أعضاء في تنظيم "داعش" الإرهابي، بل مثلما أتضح بشكل جلي هذا الأسبوع يتمحور تركيز تركيا على سحق المسلحين الأكراد، الذين حاولت احتواءهم على مدار سنوات، بحسب الصحيفة.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن الرئيس التركي رجب طيب أرودغان زاد من التوترات مع المسلحين الأكراد، أمس الثلاثاء، عندما قال - للصحفيين الأتراك - إنه من المستحيل مواصلة عملية السلام المستمرة منذ عامين مع الأكراد.
وتحدث أرودغان -عقب اجتماع طارئ لحلف شمال الأطلسي دعت إليه تركيا- مؤكدا أن الانفصاليين الأكراد يشكلون تهديدًا كبيرًا لتركيا مثل التهديد الذي يشكله "داعش" للعالم، ولفت إلى حصول تركيا على تعهد من "ناتو" بمقاتلة الجماعتين.
وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن الوضع تفجر في جنوب شرق تركيا الذي يشكل الأكراد أغلبية فيه، وأن موقف أردوغان يضيف تعقيدًا جديدا أمام الولايات المتحدة والدول الأخرى الحليفة في الـ"ناتو"، فوفقًا لقواعد الحلف تجب عليهم حماية تركيا من التهديدات، وطالما اعتبروا حزب العمال الكردستاني -ذا التاريخ الطويل من التمرد في تركيا- منظمة إرهابية، لكن أمريكا وحلفاء الناتو ليسوا متحمسين لأن تطغى القضية الكردية على القتال الدولي ضد تنظيم "داعش" الذي سيطر على أجزاء واسعة من سوريا والعراق ويسعى إلى نشر فكره في العالم كله.
وقال مسؤول في الإدارة الأمريكية -في تصريحات أمس الثلاثاء- إن العداءات بين تركيا وحزب العمال الكردستاني بدأها المتمردون الأكراد، وإن تركيا تتمتع بالحق في قصف أهداف حزب العمال الكردستاني في العراق.
ورأت "نيويورك تايمز" أن تجدد تركيز تركيا على الأكراد تثير تساؤلات جديدة بشأن دوافع أردوغان الحقيقية، مشيرة إلى أن بعض منتقدي الرئيس التركي في أوروبا يرون أنه مهتم بقمع الأكراد أكثر من مقاتلة "داعش".
وذكرت الصحيفة أن تصاعد التوترات بين تركيا والجماعات الكردية يشكل تهديدات لجهود مكافحة "داعش" فإذا اندلعت أعمال عنف واسعة النطاق بين المسلحين الأكراد والقوات الأمنية في تركيا فقد ينصرف اهتمام الحكومة عن تعهدها بمقاتلة "داعش" الذي تم الاتفاق عليه مع الولايات المتحدة الأسبوع الماضي.
وفي العراق - الذي يقاتل من اجل استعادة السيطرة على مناطق استولى عليها إرهابيو "داعش" - وصفت الحكومة الهجوم التركي على حزب العمال الكردستاني داخل الأراضي العراقية بأنه "تصعيد خطير وانتهاك للسيادة العراقية".
ولفتت الصحيفة إلى أن الأكراد العراقيين يتواجدون في صفوف المقدمة في القتال ضد "داعش" وفي سوريا، وأن التوترات بين أنقرة والأكراد تعمق مخاطر نشوب صراع بين المسلحين الأكراد (في سوريا والعراق وتركيا) والحكومة التركية، بالنظر إلى أن الجميع منخرطون -ولو نظريا- في تحالف لمحاربة "داعش".
وقال مسؤول أمريكي بارز - تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته - إن الهجمات التركية على حزب العمال الكردستاني "تعقد هذه العلاقة " مع المسلحين الأكراد السوريين، وقال المسؤول إن الولايات المتحدة تضغط على تركيا لعدم مهاجمة الأكراد في سوريا.
ونوهت "نيويورك تايمز" بأن المسلحين الأكراد في سوريا لهم روابط بحزب العمال الكردستاني لكنهم لا يرون تركيا هدفًا ويسعون إلى الحصول على الحكم الذاتي في سوريا فقط.
وقال مسؤولون بارزون في الإدارة الأمريكية إن الولايات المتحدة وتركيا متفقتان على تحديد المقاتلين المعارضين في سوريا المستحقين الدعم في الغارات التي تنفذها الولايات المتحدة وحلفاؤها وفق الاتفاق.
وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو - في وقت سابق هذا الأسبوع - إن الأكراد السوريين لا "يزعجوننا" مثل "داعش" أو "حزب العمال الكردستاني".