إسقاط تركيا للطائرة الروسية يستحوذ على مقالات الرأي
اهتم كبار كتاب الصحف المصرية الصادرة صباح اليوم الجمعة بعدد من الموضوعات من بينها خطورة داعش والإرهاب بشكل عام على كل دول العالم دون استثناء، وكذا حادث إسقاط تركيا للطائرة الروسية السوخوي 24 فوق سوريا، وأهمية اجتماع الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس مع المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء و6 وزراء لمناقشة عدد من القضايا التي تهم المواطن.
فمن جانبه، أكد الكاتب محمد عبد الهادي علام رئيس تحرير صحيفة الأهرام في مقاله الصادر اليوم أن تشجيع الفوضى في البلدان المنافسة هو سياسة استعمارية بامتياز، قام بسنها هنرى بالمرستون وزير خارجية بريطانيا (1830-1841 ثم رئيسا للوزراء مرتين) في صورة تشريعات حملت اسمه "تشريعات بالمرستون" التي عمدت إلى تشجيع "الفوضويين" أو هكذا كانت تسمية المعارضين لأنظمة الحكم في بلدان أوروبا في ذلك الوقت.
وأشار الكاتب إلى أن بالمرستون لعب دورا مهما في توفير الدعم العملي لإقامة كيان صهيوني على أرض فلسطين من منطلق الوعي بسبل هدم أي دولة تطل برأسها على الساحة الدولية.
ولفت إلى ما قام به وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قبل أيام من استهزاء عندما وصف المقاومة الفلسطينية المشروعة ضد الاحتلال الإسرائيلي بأنها إرهاب.. مشيرا إلى أن الاستخفاف بلغ حده بقلب المعايير وليس بازدواجيتها فقط، فالسياسة الأمريكية باتت تجرم المقاومة وتطالب الآن بـ"الاحتلال الآمن للشعوب المقهورة"!!
ونبه الكاتب إلى أنه لا يخدم قضايا العرب أن نستمر في الانقسام الطائفي والعرقي والحروب الداخلية العبثية، ولن يفيد العالم الغربي أن يكون تيار الإسلام السياسي هو مخلب القط يستخدم ضدنا لتحقيق مكاسب أو مصالح خاصة.
كما نبه إلى أن عدم الوصول لتعريف محدد للإرهاب وعدم وجود قائمة موحدة تجمع الكيانات الإرهابية والمتطرفة تحت هذا التعريف والاضطراب في توصيف جماعات دون أخرى "مثلما هى الحال مع جماعة الإخوان التي تصر الولايات المتحدة ودول أوروبية كبيرة على عدم وضعها في قوائم الإرهاب" هو نوع من التحايل على الرأي العام وخداع للقوى الحية في المجتمعات التي تستشعر الخطر مما يدور حولها.
وقال إن تصويت مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة الماضي بالإجماع على القرار رقم 2249 حول داعش، والذي يدعو الدول الأعضاء إلى القيام بكل ما في وسعها، لمضاعفة وتنسيق جهودها لمنع وقمع الأعمال الإرهابية التي يرتكبها على وجه التحديد تنظيم داعش وجبهة النصرة وجميع الأفراد الآخرين والجماعات والمؤسسات والكيانات المرتبطة بتنظيم القاعدة، هو مجرد خطوة على الطريق لتوحيد الجهود الدولية.
ورأى أن القرار الذي تقدمت به فرنسا، بعد مجزرة باريس، يحث الدول الأعضاء على تكثيف جهودها لوقف تدفق المقاتلين الإرهابيين الأجانب إلى العراق وسوريا ومنع وقمع تمويل الإرهاب، ويحث جميع الدول الأعضاء على مواصلة التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
كما أكد القرار مجددا وجوب محاسبة جميع الأشخاص المسئولين عن ارتكاب أعمال إرهابية أو مسئولين عن ارتكاب انتهاكات للقانون الإنساني الدولي أو انتهاكات أو تجاوزات لحقوق الإنسان.
فيما أكد الكاتب محمد بركات في عموده بدون تردد بجريدة الأخبار أن حادث إسقاط تركيا للطائرة الروسية السوخوي 24 فوق سوريا جاء صادما ومفاجئا ليس لروسيا فقط، بل أيضا لكل العالم، الذي لم يكن يتوقعه على الإطلاق، خاصة لأنه يحدث في الوقت الذي كانت فيه كل النوايا المعلنة للدول الكبرى والصغرى أيضا، ابتداء من أمريكا وروسيا والصين وفرنسا وإنجلترا وألمانيا، وانتهاء بإيران وسوريا والأردن وبقية دول الشرق الأوسط، تقول وتؤكد أن هناك توجها قويا للتوصل إلى توافق دولي عام لإقامة تحالف شامل في مواجهة الإرهاب الداعشي في سوريا والعراق، وأن هذا التحالف سيشمل روسيا وأمريكا وأوروبا وغيرها.
ولفت الكاتب إلى أن أصحاب النوايا الحسنة في العالم كانوا يحاولون تصديق ما أعلنته أمريكا وتركيا ودول أوروبا، بعد الحوادث الإرهابية الدامية التي تعرضت لها باريس، بأنها ستقف كلها ضد الإرهاب، وأنها ستعمل مع روسيا وبقية دول الشرق الأوسط لتحقيق هدفين رئيسيين، هما إيجاد حل سلمي للأزمة أو الكارثة السورية، والقضاء على داعش، وأن الأولوية العاجلة هى القضاء على داعش.
ونبه الكاتب إلى أن البعض كان يحاول في ذات الوقت نسيان - ولو إلى حين - حقيقة أن "داعش" هى صناعة أمريكية، ولدت على يد المخابرات المركزية، وتربت ونمت وتضخمت في حضن تركيا، وبرعاية ودعم أذناب وذيول الولايات المتحدة في قطر وإسرائيل وغيرهما وتحت أعين وآذان المخابرات الأوروبية.
وقال إن أصحاب النوايا الحسنة كانوا يحاولون وما زالوا يحاولون التصديق والنسيان بينما كانت تركيا تبحث عن وسيلة تؤدي لفشل هذا التحالف قبل أن يبدأ، وبالطبع كان ذلك بالتنسيق الكامل مع "المعلم الكبير" أمريكا.
بينما أكد الكاتب فهمي عنبة رئيس تحرير جريدة الجمهورية في مقاله الصادر صباح اليوم أهمية اجتماع الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس مع المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء و6 وزراء لأنه يفتح باب الأمل لإنهاء معاناة المواطنين وتوفير السكن والعمل للشباب.. وربما تساهم في استعادة الطبقة الوسطى "المفرومة" وتقليل الفجوة الواسعة ما بين قاع المجتمع وقمته.
وشدد الكاتب على ضرورة أن نعترف بوجود خلل في الهرم الاجتماعي منذ سنوات.. وأصبح لدينا قمة وقاع دون وجود وسط يحافظ على التوازن ويربط ما بين الطبقتين.
ولفت الكاتب إلى أن المجتمع انقسم إلى فئة قليلة هم أولاد الذوات وأغلبية الشعب من أبناء القرى والنجوع والعشوائيات والحارات.. مشيرا إلى ضياع الطبقة الوسطى "رمانة ميزان" أي مجتمع.
وأكد أننا لم نعد نسمع عن الطبقة الوسطى التي هى الحماية وصمام الأمان للمجتمعات.. ومن المفترض أن تتكون من غالبية الشعوب.. بينما الأغنياء يكون عددهم قليلا والفقراء ينبغي أن يكونوا أقل حتى يتقدم المجتمع.
وكانت تستطيع الأسرة المتوسطة تدبير أمورها من المسكن والطعام ومصاريف المدارس والعلاج والمواصلات وسداد الفواتير بسهولة أو على الأقل دون معاناة كبيرة.. وكلما نقص عدد هذه الأسر زاد الخلل في المجتمع.. وهنا يجب أن تتدخل الدولة للوقوف مع البسطاء الذين يحتاجون إلى حلول عاجلة لمشاكلهم.
وطالب بالإسراع في خطط التنمية وفي تنفيذ المشروعات القومية وزيادة منافذ بيع السلع الغذائية والاستهلاكية بأسعار مخفضة واستحداث مبادرات في الإسكان والتعليم والصحة تشعر المواطن بما يتم من إنجازات في الطرق والموانيء ومصادر الطاقة.. مشيرا إلى أن الناس "الغلابة" يريدون أن يعيشوا ويأكلوا ويشربوا ويعالجوا ويسكنوا اليوم وليس غدا الذي قد لا يعيشون ليروه.