عاجل
الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

تركيا تقرع طبول المواجهة.. موسكو لن تحارب الـ"ناتو" بسبب إسقاط طائرتها.. و"بوتين" يصب غضبه على معارضي "بشار"

صور ارشيفية
صور ارشيفية

قللت صحيفة "ذي تليجراف" البريطانية، من احتمالية أن يتسبب حادث إسقاط تركيا لطائرة حربية روسية في انزلاق موسكو والغرب إلى حرب عالمية ثالثة؛ بيد أنها أكدت أن هذه الحادثة لا تزال تظهر مدى خطورة الأزمة السورية على العالم بأسره.

وأوضحت الصحيفة البريطانية، في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني، اليوم الثلاثاء، أن "الإسقاط الواضح" للطائرة الحربية الروسية، التي قالت تركيا إنها انتهكت مجالها الجوي رغم تحذيرها عشر مرات، يعد لحظة خطيرة على نحو استثنائي في الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ أربع سنوات. ولكن في سياق العلاقات الدبلوماسية الدافئة مع موسكو والمخاطر غير العادية للتصعيد، فمن المحتمل أن يتحرك حلفاء تركيا الغربيون بأقصى درجات الحيطة والحذر، بحسب الصحيفة.

وأكدت الصحيفة أن حادثة كهذه كانت ستحدث لا محالة ولا مفر من ذلك على الأغلب؛ فتركيا كانت قد اشتكت في مطلع أكتوبر الماضي من الانتهاكات الجوية المتكررة للطائرات الروسية، ودعت حزب شمال الأطلسي "ناتو" إلى إعلان اعتراضه. وفي وقت لاحق من الشهر نفسه، أسقطت تركيا طائرة مقاتلة روسية كما اعتقدت، قبل أن يتضح أنها طائرة روسية بدون طيار، وأنه مع ازدحام الطائرات الحربية متعددة الجنسيات في سماء سوريا "تشمل طائرات روسية وسوريا وأمريكية وفرنسية وبريطانية وكندية"، ووسط اقتراب طائرات روسية من أخرى أمريكية في الأجواء السورية، كانت هناك دائمًا احتمالات لحدوث أزمة وشيكة.

وقالت "ذي تليجراف" أن هذه المرة ليست الأولى التي يتم فيها إسقاط طائرة روسية عن طريق طائرات أمريكية الصنع أو العكس، بدون إثارة مخاوف من اندلاع حرب عالمية ثالثة.

وأعادت للأذهان إسقاط باكستان لطائرة سوفييتية باستخدام طائرة أمريكية الصنع في أواخر الثمانينيات خلال الحرب الأخيرة في أفغانستان، وأعادت للذاكرة إسقاط طائرة (أر يو-8 سيمينول) التابعة للجيش الأمريكي فوق أجواء أرمينيا التي كانت حينئذ تابعة للاتحاد السوفيتي. وغيرها من الحوادث الأخرى المشابهة، مشيرة إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إسقاط طائرة حربية روسية عن طريق دولة عضو في الناتو منذ انتهاء الحرب الباردة.

ولفتت "ذي تليجراف" إلى أنه رغم إصرار تركيا على أنه من حقها إسقاط أي طائرة تنتهك مجالها الجوي بعد حوادث متكررة الشهر الماضي، إلا أن أن حلفاء تركيا في الناتو سيرغبون في التركيز على الحد من تصاعد التوترات مع روسيا.

وتساءلت الصحيفة بقولها "ما الذي ستقوم به روسيا؟.. مجيبة بقولها "مثل أي زعيم، سيتعرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لضغوط كبيرة للرد على هذا الهجوم. ولكن من المحتمل أن تسمح مزاعم روسيا المتصلبة التي تقول إن طائرتها كانت في المجال السوري، بالتوصل إلى تسوية لحفظ ماء الوجه، وذلك من خلال صب بوتين غضبه على المعارضة السورية بدلا من توجيهه إلى تركيا. ومع إصرار المتحدث باسم الكرملين على أن الطائرة أسقطت من الأرض، فسيكون لذلك تأثير مهدئ للموقف". 

وأكدت الصحيفة البريطانية، أن ذلك سيعتمد كثيرًا على مصير طياري روسيا، الاثنين، اللذين قيل إن أحدهما وقع أسيرًا في أيدي التركمان في حين أن الآخر يبدو أنه لقى حتفه وفقا لصور بثتها وسائل إعلامية، أو تم أسره هو الآخر. لافتة إلى أن الحكومة التركية بما لديها من علاقات وثيقة مع التركمان والمعارضة في شمال سوريا، فربما تلعب دورًا في تأمين إطلاق سراح الأسيرين الروسيين أو جثامينهما. 

واختتمت "ذي تليجراف" تقريرها بالقول "ومن المرجح أن تتجنب موسكو وأنقرة الانزلاق نحو الصراع على خلفية هذا الحادث. ولكن سيبقى السبب الرئيسي للأزمة، وستتكرر مثل هذه الحادثة ما لم تدرك روسيا أن المجازفة على حدود أعضاء الناتو تعد لعبة خطرة ومتهورة".