إسقاط تركيا لطائرة روسية يفقد بورصة مصر 6.4 مليار جنيه
هوت المؤشرات الرئيسية للبورصة المصرية لأدنى مستوياتها في عامين متأثرة بالضغوط البيعية من قبل المؤسسات المصرية والعربية والاجنبية والافراد المصريين وسط مخاوف من تزايد التوترات الاقليمية عقب قيام تركيا بإسقاط طائرة حربية روسية فضلا تأثر أداء السوق بالتداعيات النفسية السلبية لحادث العريش الارهابي الذي وقع صباح اليوم.
وخسر رأس المال السوقي لاٍسهم الشركات المقيدة نحو 4ر6 مليار جنيه من قيمته منهيا التعاملات عند 4ر413 مليار جنيه، بعد تداولات متوسطة زادت في مجملها قليلا عن 450 مليون جنيه وهو معدل أقل بكثير من متوسطات التداولات في اوقات الانتعاش الذي تقترب فيه من مليار جنيه يوميا.
وهبط مؤشر السوق الرئيسي/ايجي اكس 30/ بما نسبته 01ر2 في المائة ليسحل 39ر6321 نقطة، وهو أدنى مستوى له في عامين متأثرا بالضغوط البيعية على الاسهم الكبرى والقيادية المكونة للمؤشر.
مؤشر /إيجي إكس 70/ للاسهم الصغيرة والمتوسطة خسر هو أيضا 97ر0 في المائة من قيمته ليغلق عند مستوى 08ر350 نقطة ملامسا بذلك أدنى مستوى في تاريخه والذي سجله منتصف الاسبوع الماضي عندما بلغ 9ر349 نقطة.
لم ينج المؤشر الاوسع نطاقا /إيجي إكس 100/ من موجة الهبوط العنيفة ليفقد 8ر1 في المائة من قيمته مسجلا 83ر748 نقطة وهو الادني له في 30 شهرا.
وسطاء بالبورصة المصرية اعتبروا في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الاوسط تراجع مؤشرات السوق بهذه الوتيرة امرا طبيعيا ومتوقعا فى ظل الاحداث السلبية المحيطة سواء على الصعيد الاقليمي أو العالمي، أو حتى الداخلي بعد قيام البنوك برفع أسعار الفائدة والارتفاع المتواصل للدولار بالسوق السوداء.
محمد أنور خبير أسواق المال قال لوكالة أنباء الشرق الاوسط " هبوط السوق اليوم له أسباب منطقية، الاحداث المحيطة تحرك مؤشرات البورصة، بدأنا اليوم على حادث العريش الارهابي الذي أثر سلبا على المستثمرين الذين لم يفيقوا بعد من تداعيات حادثي الطائرة الروسية واحداث باريس".
وتابع" السوق حاول التماسك مع مرور الوقت وظهرت عمليات شراء على بعض الاسهم الكبرى والقيادية، دفعت المؤشرات لقتليص خسائرها مع نهاية الربع الاول من جلسة التداول، لكن جاء نبأ اسقاط تركيا لطائرة حربية روسية كالصاعقة على المستثمرين الذين زادت مخاوفهم من حدوث من الاضطرابات السياسية والعسكرية اقليميا خاصة حال اقدام روسيا بالرد عسكريا على تركيا التي هي بدورها عضو في حلف الناتو المنهاض لروسيا".
وخسر مؤشر البورصة المصرية منذ مطلع عام 2015 نحو 2ر29 في المائة من قيمته ، فيما كانت الخسائر اكثر وقعا على صعيد مؤشر الاسهم الصغيرة والمتوسطة الذي فقط من بداية يناير الماضي 38 في المائة من قيمته.
أضاف أنور " الاوضاع المحيطة تبدو غير جيدة لكن الاسهم المصرية وصلت لمستويات مغرية للغاية وجاذبة وقبعت العديد من الاسهم بعيدا عن قيمها العادلة او حتى قيمها الاسمية ووصلت غالبية الاسهم الى ادنى مستوياتها في اكثر من عام".
وأشار إلى وجود أسباب داخلية أخرى منها استمرار البنوك المصرية فى نهج سياسة رفع الفائدة حتى بلغت 5ر13 في المائة ما جعلها تسحب جزءا كبيرا من سيولة البورصة، فضلا عن الحالة المزاجية العامة وانتظار المواطنين كثيرا للشعور بتحسن الاوضاع الاقتصادية يتزامن ذلك مع استمرار التحفظ من قبل رجال الاعمال على ضخ استثمارات كبيرة فى الاقتصاد.
ولفت الى وجود نظرة تشاؤمية مبالغ فيها من قبل المستثمرين عن الاوضاع الاقتصادية اقليميا وعالميا خاصة بعد صدور تقارير دولية حول تباطؤ الاقتصاد العالمي، لكن الوضع في مصر ربما يكون مختلفا نسبيا حيث تقدم الحكومة على مشروعات قومية كبرى من شأنها احداث طفرة اقتصادية تظهر اثرها خلال عامين.
وقال محمد معاطي رئيس قسم البحوث بشركة ثمار لتداول الاوراق المالية إن مؤشرات البورصة تبحث منذ عدة جلسات عن قاع تبدأ منه في حركة عرضية تمهيدا للارتداد الصعودي، متوقعا قرب الوصول الى هذا القاع، والارتداد نحو مستوى 6800 و7000 نقطة خاصة فى حال قدرة السوق على الصمود اعلى من مستوى 6300 نقطة.
وأشار الى انه في حال فشل السوق فى الصمود اعلى مستوى 6300 نقطة فإنه قد يهبط الى منطقة دعم 6050 -6150 نقطة التي قد يحاول الارتداد منها نحو الصعود واذا ما تفاقم الامر ولم تظهر اي قوى شرائية او انباء ايجابية تدفع السوق للصعود فإن موجة الهبوط قد تمتد الى 5800 نقطة على اقصى تقدير.