انقلاب الأئمة على الخطبة الموحدة.. الوزارة تدعم الخطاب الديني بموضوعات خارج الزمن .. وإمام بالأوقاف: أحداث الإرهاب تستوجب الحداثة
يظل الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، واحدًا من أبرز الشخصيات إصرارًا على التعنت في عدد من القرارات التي تبدو صحيحة من وجهة نظره الشخصية، متجاهلاً مطالب العديد من الأئمة بضرورة أن توائم خطب الجمعة في موضوعها الأحداث ومتطلبات العصر إن أراد السير في طريق التجديد الذي سبق ونادي به رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال المولد النبوي.
خطبة الجمعة الموحدة التي عنونتها الوزارة بـ" الزكاة وأثرها في تحقيق التكافل الاجتماعي" لم تجد بين أئمة الأوقاف ودعاتها سوى السخرية من مضمونها في ظل غياب الداعي للحديث عنها، فبادر البعض بالقول، إن الوزارة لا تعلم أننا في موسم زراعة القمح وليس حصاده، وقال آخرون إن الوزارة لم تشهد أحداث فرنسا والإرهاب وما يتعرض له المسلمون في الخارج.
الزكاة عنوان منابر الغد
فرضت وزارة الأوقاف من خلال موقعها الإلكتروني "أوقاف أون لاين" موضوع الزكاة وأثرها في تحقيق التكافل الاجتماعي على جميع أئمة المساجد في كافة مديرياتها. مؤكدة استمرار مشروع نشر الخطبة باللغة الإنجليزية، ضمن خطتها في التطوير الدعوي التي تقوم بها، وعملاً على الوصول بالخطاب الإسلامي الوسطي إلى العالم كله بمختلف اللغات، واستمرارًا لتعظيم الاستفادة من الكوادر الدعوية من الأئمة الشباب.
لأول مرة أخالف
الشيخ نشأت زارع، إمام وخطيب بأوقاف الدقهلية، قال إنه "لأول مرة سيقوم بمخالفة موضوعات الخطبة الموحدة التي سبق وأعلنتها الوزارة منذ أيام"، مشيرًا إلى أنه سيتحدث في خطبته غدًا عن رسالة المسلم تحت عنوان " المسلم من سلم الناس من لسانه ويده".
وأشار "زارع" إلى أن ما يحدث من قبل تنظيم داعش يحتم على الأزهر تكفيره، لافتًا إلى أن الكفر ينقسم إلى شقين من وجهة نظره كفر عقيدة وهو ما عليه أغلب المخالفين للإسلام ممن نتعايش معهم بسلام، لا يعتدون ولا نعتدي عليهم، وكفر السلوك وهو ما عليه "داعش" حيث يقومون بالترهيب والقتل في مخالفة لحديث النبي "المسلم من سلم الناس من لسانه ويده"، مشيرًا إلى أن "داعش" يعمل على إنكار معلوم من الدين بالضرورة من خلال قتلهم النفس التي حرم الله.
وشدد خطيب الدقهلية على أن نحو 90% إن لم يكن أكثر من أئمة الأوقاف لا يلتزمون بموضوعات الخطب الموحدة التي تعلنها الوزاة، لعدم موائمتها للواقع، لافتًا إلى أن المفتشين لا يقومون بدورهم في التفتيش على المساجد.
"حد يعرّف الوزير إننا مش في موسم حصاد"
بينما كانت لصفحات الأئمة دورها في نقد ما أعلنته الوزارة من موضوع، حيث علق أحد الأئمة بالقول: "هي الوزارة مش عارفة إننا في موسم زراعة قمح، مش في موسم حصاده"، بينما قال آخرون "المساجد بتتقفل بره والمسلمون صورتهم زي الفل واحنا بنتكلم عن الزكاة، ناقص الناس تضربنا وتمشي".
