جعجع: سنشارك في جلسة البرلمان اللبناني غدًا.. والحريري أنقذ الموقف
أعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أن حزبه سيشارك في الجلسة التشريعية لمجلس النواب اللبناني بعد حل الخلاف بشأنها بالاتفاق على إدراج قانون الانتخابات النيابية على جدول الأعمال على أن يتم التوصُل لقانون انتخابي جديد في أقرب وقت ممكن، معتبرا أن رئيس تيار المستقبل سعد الحريري أنقذ الموقف.
وقال "جعجع"، في كلمة ألقاها عشية انعقاد الجلسة التشريعية لمجلس النواب "إنه تم التواصل والتشاور مع كل الكتل النيابية من أجل إدراج قانوني الانتخابات واستعادة الجنسية للمهاجرين ذوي الأصول اللبنانية على جدول الأعمال، وتم الاتفاق مع تيار المستقبل على التصويت في جلسة الغد لصالح قانون استعادة الجنسية وبالتالي سيُقر عملياً أحد القانونين المطروحين".
وأضاف: "ما كان مطروحاً هو عقد جلسة لإقرار التشريعات الضرورية، وهذا أمر صحيح، فالقوانين المالية المدرجة على جدول أعمالها هي فعلاً ضرورية ونحن منذ البداية لم يكن لدينا أي مشكلة تجاهها، بل أن العقدة الأساسية كانت تكمن في عدم إدراج قانونين هما قانون استعادة الجنسية وقانون انتخابات جديد، اللذان طُرحا منذ سنوات دون أن يلقيا تجاوباً حيالهما".
وقال إن "قانون الانتخابات بات ملحّاً جداً بخلاف ما حاول البعض تسويقه، باعتبار أن موعد الانتخابات النيابية بات على مقربة عام ونصف من اليوم، وبالتالي إذا لم نبدأ منذ الآن بالتوافق على قانون انتخابي جديد،، فمتى يحدث ذلك؟.
وتابع قائلا "جاء إنقاذ الموقف من قبل الرئيس سعد الحريري، بعد أن كنّا وصلنا بالأمس وحتى اليوم صباحاً الى وضع شبه مغلق كان سيستدعي منا خطوات أخرى.
واستدرك قائلا "لكن من خلال تفاهم كامل بيننا وبين تيار المستقبل، وبعد الاتفاق الذي كنا أجريناه مع التيار الوطني الحر (التيار العوني)، عولج الأمر".
وأكد أنه تم الاتفاق مع تيار المستقبل على التصويت في جلسة الغد لصالح قانون استعادة الجنسية وبالتالي سيُقر عملياً أحد القانونين المطروحين على خلفية نيله الأكثرية النيابية من القوات والتيار الوطني والمستقبل الى جانب قوى 14 آذار وكتل أخرى.
ولفت جعجع إلى أنه بقى بعض التعقيدات حول مشروع قانون الانتخاب، ولكن الحريري أكّد اليوم، وكما جاء في بيان له، التزام كتلة المستقبل بعدم حضور أي جلسة تشريعية تلي الجلستين المقررتين إلا إذا كان على رأس جدول أعمالها قانون انتخابات جديد لبحثه ومناقشته حتى إقراره، وهكذا يكون قد توفير أكثرية نيابية قوامها تيار المستقبل والتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية بالإضافة الى مستقلين من 14 آذار وبعض الأطراف السياسية للتوصُل الى قانون انتخابي جديد في أقرب وقت ممكن".
وهنّأ جعجع الشعب اللبناني على ما تم اليوم "لأنه عمل ديمقراطي "، وأردف قائلا " كنتُ أتمنى منذ اللحظة الأولى عدم الوصول الى هذا التصعيد لتعود الأمور وتُحلّ، فالقانونان المطروحان شاملان ولا يخصا حزباً أو منطقة أو فئة بحدّ ذاتها".
ونوه بالعمل المشترك والتعاون بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية "الذي أسفر عن هذه النتيجة .
وقال :"أشكر سعد الحريري،بالرغم من بعض العثرات التي تعترضنا في بعض الأوقات، "، معربا عن الأمل في "الاستمرار بالتعاون بين الجميع لمعالجة كل المشاكل التي يعاني منها البلد.
واختتم كلمته بالقول "هنيئاً للبنانيين بقانون استعادة الجنسية، وبعد وقت ليس ببعيد سأهنئهم على قانون انتخابي جديد تحضيراً لانتخابات نيابية جديدة، وأتمنى، ولو أنني لا أستطيع تحديد الوقت، تهنئة الشعب بانتخاب رئيس جديد للجمهورية".
وكانت البلاد قد شهدت أزمة سياسية جديدة إثر دعوة رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري إلى عقد جلسة لمجلس النواب غدا الخميس بعد عام من تعطيل الجلسات ولكنه رفض إدراج مشروع قانون الانتخابات النيابية على جدول أعمال الجلسة بسبب الخلافات حول القانون ، وهو ما أثار اعتراض الأحزاب المسيحية، خاصة حزب القوات اللبنانية الذي يترأسه سمير جعجع الذي اعتبر أن عقد الجلسة بدون مشاركة الأحزاب المسيحية يخرق الميثاقية (أي ميثاق العيش المشترك والمشاركة في السلطة بين المسلمين والمسيحيين).. بينما أكد رئيس مجلس النواب اللبناني أن مشاركة النواب المسيحيين المستقلين توفر الميثاقية للجلسة، إلا أنه تم حل الأزمة بإدراج القانون على جدول الأعمال دون إقراره.
يشار إلى أن البرلمان اللبناني لم ينعقد خلال العام الماضي بسبب إصرار الأحزاب المسيحية على أنه في ظل خلو منصب الرئاسة فإن دور البرلمان أن يكون هيئة ناخبة للرئاسة فقط ، وليس التشريع إلا أن أكبر تيارين مسيحيين وهما تكتل التغيير والإصلاح بزعامة العماد ميشال عون وحزب القوات وافقا بعد ذلك على مبدأ تشريع الضرورة أي انعقاد البرلمان للنظر في التشريعات الضرورية فقط، ولكنهما أصرا على إدراج قانون استعادة الجنسية للمهاجرين ذوي الأصول اللبنانية وقانون الانتخابات النيابية على جدول أعمال الجلسة بهدف وضع قانون للانتخابات على أساس النسبية ينصف المسيحيين.