الانقسام يواجه "العمال" في اسكتلندا بعد التصويت لمناقشة الرادع النووي
يقترب حزب العمال الاسكتلندي من التصويت على إلغاء منظومة صواريخ ترايدنت النووية في بريطانيا بعد أن صوت المشاركون في مؤتمر الحزب لصالح ادراج القضية للنقاش ، مثيرين احتمالات تزايد الشرخ بين قواعد العمال في الشمال وقيادات الحزب وأعضاءه في شتى أنحاء المملكة المتحدة.
وجاء قرار مناقشة الغاء برنامج ترايدنت النووي في المؤتمر السنوي لحزب العمال الاسكتلندي بعد أن أشاد نشطاء الحزب بدعوات زعيم حزب العمال جريمي كوربين ما وصفه "باحتضان شمس الاشتراكية".
ودعم الأعضاء المشاركون في المؤتمر يوم أمس الجمعة وبأغلبية ساحقة الدعوات المطالبة بالتصويت على تجديد برنامج ترايدنت النووي يوم غد الأحد ، وهي القضية التي تعتبر مثار خلاف حاد بين قادة ونواب الحزب في مجلس العموم.
وفي أول خطاب له أمام حزب العمال الاسكتلندي كزعيم للحزب ، طالب جريمي كوربين باستغلال "الطاقة الناتجة عن الاستفتاء على استقلال اسكتلندا العام الماضي" ، عندما شارك في التصويت 85% من الاسكتلنديين ، للعثور على أشخاص لم يصوتوا من قبل ، ومحاولة إقناعهم بالتصويت لصالح حزب العمال".
ومن المرجح أن تعكس مناقشة القضية في حزب العمال حول تجديد برنامج ترايدنت الانقسام الكبير الذي شهده الحزب القومي الاسكتلندي في مؤتمره عام 2012 حول معارضتها الطويلة لعضوية حلف شمال الأطلسي "النانو"، بينما لايزال الحزب يعارض تجديد برنامج الصواريخ النووية.
وقالت زعيمة حزب العمال في اسكتلندا كيزيا دوجديل - التي تفضل الاحتفاظ ببرنامج ترايدنت لحين نزع السلاح النووي في العالم ، لشبكة "بي بي سي" - إنها "منفتحة للغاية" بشأن مناقشة القضية يوم الغد ، مصرة على أن المخاطر السياسية على حزب العمال حول القضية مبالغ فيها.
وقالت "الجميع في حزب العمال ضد الأسلحة النووية ، والحزب يريد أن يرى نهاية للأسلحة النووية في العالم ، والسؤال يبقى ما هي أفضل طريقة للقيام بذلك؟".
ويرى العديد من المحللين السياسيين أن التصويت على الغاء برنامج ترايدنت يعتبر نداء للناخبين اليساريين في اسكتلندا ، ويساعد حزب العمال على استعادة جزء من الناخبين الذي فقده لصالح الحزب القومي الاسكتلندي قبل الانتخابات البرلمانية في شهر مايو القادم.
ورغم ذلك سيثير التصويت على ترايدنت شرخا عميقا وخطيرا مع الحزب في بقية أنحاء المملكة المتحدة وكبار الشخصيات في حكومة الظل العمالية ، كما قد يؤدي أيضا الى ابعاد ناخبي الحزب المعتدلين الذي لايزال الحزب بحاجة الى جذبهم في اسكتلندا.
وبرز مستقبل برنامج ترايدنت النووي بالفعل كقضية الأكثر إثارة للجدل والتي تواجه مؤتمر الحزب في بيرث ، مع كتل متنافسة داخل حزب العمال تتنافس للتأثير على تصويت محتمل حول ما إذا كان سيتم إدراج المسألة في جدول الأعمال النهائي للمؤتمر.
كان جريمي كوربين - وسط تحذيرات من أنّ موقفه يمثل تهديداً للأمن القومي البريطاني - قد اعترف في وقت سابق بأن التصويت تجاه هذه القضية قد يُسبب خلافا في الهيئة العليا للحزب ، حيث يُعتبر برنامج الردع النووي "ترايدنت" إحدى القضايا الأساسية الخلافية بينه وبين كبار أعضاء حزبه ، وقال "قد ينتهي الأمر بخلاف في الرأي ، وقد تصبح كارثة عندما يكون هناك رأيان في شأن مسألة سياسية".
وهدد وزير العدل في حكومة الظل اللورد فالكونر بالاستقالة إذا عارض الحزب تجديد برنامج "ترايدنت" ، كما أعرب نحو عشرة أعضاء في حكومة الظل عن استعدادهم للاستقالة إذا أجبرهم زعيم الحزب على دعم موقفه.
ويتوقع أن يتكلف استبدال الغواصات الأربع - وهي من طراز فانجارد وتحمل صواريخ ترايدنت - 20 مليار جنيه استرليني ، حيث من المقرر اتخاذ قرار نهائي بشأن تجديدها عام 2016 ، و يقول معارضون إن استبدال الصواريخ سيتكلف 100 مليار جنيه استرليني ، وإن على بريطانيا دراسة بدائل أقل تكلفة.