عاجل
الخميس 28 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

أحزان اليتامى


صورة الطفل إيلان عبدالله الكردي وهو يلعب بكرة القدم التى من الواضح أنه يحبها.. وحكاية طارق محمود عباس وهو يقوم بتوزيع مليون دولار على مسؤولى أندية كرة القدم الفلسطينية فى الضفة الغربية.. يمكننا التوقف قليلا أمام علاقتنا كعرب وحكايتنا مع كرة القدم.. كرة القدم التى لا نزال نراها مجرد لعبة.. يراها الصغار لعبة قد تأتى بالفرحة والبهجة مهما كانت قسوة الواقع وأسواره العالية.. أما الكبار فيرونها أيضا لعبة يمكن استغلالها لمصالحهم السياسية أو الاقتصادية أو للشفاء من أمراضهم النفسية والاجتماعية.

وشاءت المصادفة أن أرى مثل كثيرين جدا غيرى صورة الطفل إيلان الذى مات على أحد شواطئ تركيا وهو مع أسرته التى حاولت الهرب من جحيم الاضطهاد والتهديد الدائم فى تركيا إلى اليونان بحثا عن أى أمان أو أمل.. وتوقفت أمام صورة لإيلان وهو يحاول اللعب بكرة القدم رغم السن الصغير والجسم الضئيل الذى لا يزال فى بدايات النمو والتكوين.

وتوقفت كثيرا أمام هذه الصورة التى كانت تلمع فيها ابتسامة الطفل الصغير رغم قسوة الأيام ومواجع أسرته الصغيرة وهى تهرب من كوبانى خوفا من داعش إلى تركيا ثم تهرب منها خوفا من الاضطهاد والعذاب إلى اليونان.. وفى نفس الوقت الذى كنت أتوقف فيه أمام تلك الصورة.. كانت هناك حكاية أخرى تتمثل فى قيام طارق محمود عباس بلقاء مسؤولى أندية الكرة فى الضفة الغربية فى مدينة رام الله ليقوم بتوزيع مليون دولار عليهم مقدمة من الرئيس الفلسطينى محمود عباس.. ومن حقك التساؤل عن اختيار نجل الرئيس لتوزيع هذا المال وبأى صفة مثلما اختارت حماس عبدالسلام نجل إسماعيل هنية لتوزيع أى أموال تخص أندية الكرة فى غزة.. فهل لا تزال كرة القدم هى لعبة الرؤساء والقادة وأبنائهم.

وما معنى أن يقول نجل الرئيس الفلسطينى أنه لا يعلم أين ذهبت السبعة ملايين دولار التى كانت مع جبريل الرجوب رئيس اتحاد الكرة الفلسطينى.. وما كل هذه الملايين التى يتحدثون عنها ويلعبون بها رغم معاناة أطفال فلسطين الذين لا يلتفت إليهم أحد.. وهل فعلا باتت كرة القدم هى السلاح الأخير المتاح سواء للإطاحة بالرئيس الفلسطينى أو الخلاص من كل منافسيه وأعدائه مثل جبريل الرجوب الذى أصبح نجل الرئيس ويريد الاستحواذ على مناصبه الرياضية.. وإلى متى سيدوم هذا العبث العربى حيث تبقى كرة القدم هى البهجة الوحيدة المتاحة والممكنة للأطفال المنسيين المعذبين المحرومين من كل شىء حتى الأحلام والحياة نفسها.. وتبقى لعبة الكبار وتسليتهم شاهدة على فسادهم وإهمالهم وخطاياهم أيضا.