علماء يعيدون بناء "الوجه الوسيم" لرمسيس الثاني
نجح فريق من علماء الآثار في بناء الوجه الوسيم لفرعون مصر القوي، في مصر القديمة، رمسيس الثاني، وبات واضح المعالم لأول مرة منذ 3200 عام بفضل إعادة البناء العلمي الجديدة.
رمسيس الثاني
وتعاون علماء آثار من مصر وإنجلترا لالتقاط شكل الملك في وقت وفاته، باستخدام نموذج ثلاثي الأبعاد لجمجمته لإعادة بناء ملامحه ثم عكسوا عملية الشيخوخة، وأعادوا عقارب الساعة إلى ما يقرب من نصف قرن للكشف عن وجهه في ذروة قوته.
وكانت نتيجة تلك العملية هي أول "إعادة بناء علمية للوجه" للفرعون بناءً على فحص بالأشعة المقطعية لجمجمته الفعلية، حسب ما أوردته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
الوجه الوسيم لرمسيس الثاني
وقالت سحر سليم من جامعة القاهرة، التي ابتكرت النموذج ثلاثي الأبعاد للجمجمة، إن "النتيجة كشفت عن حاكم وسيم للغاية"، مضيفة: "خيالي لوجه رمسيس الثاني تأثر بوجه موميائه، ومع ذلك، ساعدت إعادة بناء الوجه في وضع وجه حي على المومياء".
وأشارت إلى أنها وجدت "أن الوجه المعاد بناؤه هو شخص مصري وسيم للغاية مع ملامح وجه مميزة لرمسيس الثاني - الأنف الواضح والفك القوي".
وشاركت كارولين ويلكينسون، مديرة "Face Lab" في جامعة "ليفربول جون موريس"، في إعادة بناء رؤية الفرعون.
وقالت: "نأخذ نموذج التصوير المقطعي بالكمبيوتر (CT) للجمجمة، والذي يعطينا الشكل ثلاثي الأبعاد للجمجمة ويمكننا إدخاله في نظام الكمبيوتر لدينا، ثم لدينا قاعدة بيانات لتشريح الوجه المصمم مسبقًا نقوم باستيراده ثم تعديله لتناسب الجمجمة".
وأضافت: "نحن أساسًا نبني الوجه، من سطح الجمجمة إلى سطح الوجه، من خلال بنية العضلات، وطبقات الدهون، ثم أخيرًا طبقة الجلد، لدينا جميعًا نفس العضلات تقريبًا من نفس الأصول ونفس المرفقات".
والمشروع هو الثاني من نوعه، الذي تشرف عليه سحر مؤخرًا، بعد إعادة بناء علمية لوجه توت عنخ آمون أكملها النحات الملكي كريستيان كوربيت.
ورمسيس الثاني يُشار إليه أيضًا باسم رمسيس الأكبر، كان فرعون الثالث من حكام الأسرة التاسعة عشر (حكم 1279 – 1213 ق.م)، وينظر إليه على أنه الفرعون الأكثر شهرة والأقوى طوال عهد الإمبراطورية المصرية. سماه خلفاؤه والحكام اللاحقين له بالجد الأعظم. قاد رمسيس الثاني عدة حملات عسكرية إلى بلاد الشام وأعاد السيطرة المصرية على كنعان. كما قاد كذلك حملات جنوبًا إلى النوبة حيث ذهب معه اثنان من أبنائه كما لوحظ منقوشًا على جدران معبد بيت الوالي.
نصّب رمسيس وهو في سن الرابعة عشر وليًا للعهد من قبل والده سيتي الأول. يعتقد بأنه جلس على العرش وهو في أواخر سنوات المراهقة وكما ويعرف بأنه حكم مصر في الفترة من 1291 ق.م إلى 1213 ق.م لفترة 78 عاما، وشهرين، وفقا لكلًا من مانيتون والسجلات التاريخية المعاصرة لمصر. وقيل عنه أنه قد عاش 99 عام، ولكن المُرجح أنه توفي في عمر 90 أو 91.
فلو أصبح فرعون في 1279 ق.م كما يعتقد معظم علماء المصريات اليوم، لكان قد تولى العرش في عمر 31 1279 ق.م، استنادًا على تاريخ اِرتِقاءُه العَرش في موسم الحصاد الثالث يوم 27. احتفل رمسيس الثاني بأربعة عشر عيد «سِد» (يُحتفل به لأول مرة بعد ثلاثين عامًا من حكم الفرعون، ثم كل ثلاث سنوات) خلال فترة حكمه، وبذلك يفوق أي فرعون أخر. في وفاته، دفن في مقبرة في وادي الملوك؛ تم نقل جثته لاحقا إلى الخبيئة الملكية حيث تم اكتشافه عام 1881، والآن هي معروضه بالمتحف القومي للحضارة المصرية.
تركزت الفترة الأولى من حكمه على بناء المدن والمعابد والمعالم الأثرية. أسس مدينة «بي رمسيس» في دلتا النيل كعاصمته الجديدة والقاعدة الرئيسية لحملاته إلى سوريا. وقد بنيت هذه المدينة على أنقاض مدينة أواريس عاصمة الهكسوس عندما تولى الحكم، وكانت موقع المعبد الرئيسي لمجموعة. وهو معروف أيضا باسم أوزايمنديس في المصادر اليونانية، ترجمت حرفيًا إلى اليونانية لجزء من اسم تتويج رمسيس، “حقيقة رع العظيمة، اختيار رع”.