عاجل
الأربعاء 27 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

رمي الجمرات.. حرب باردة جديدة بين السعودية وإيران.. طهران تدعو الرياض لتسليم الحج للتعاون الإسلامي.. نافعة: يمس السيادة.. واللاوندي: نرفض المد الشيعي

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

اللاوندي: إسرائيل تستنزف قوى المسلمين بالطائفية

نافعة: إشراف منظمة التعاون الإسلامي على الحج غير عملي

قامت إيران بتحميل الحكومة السعودية مسئولية حادث تدافع الحجاج بمنى والذي وقع في 24

سبتمبر الجاري وأسفر عن مصرع 717 حاجًا منهم 131 حاجًا إيرانيًا وكذلك إصابة ما لا

يقل عن 863 جريحًا، في أسوأ مأساة يتعرض لها الحجاج منذ 25 عامًا.


كما أن هذه الحادثة تأتي عقب انهيار الرافعة الذي أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص، وهو ما دعا المرشد الإيراني خامنئي لشن هجوم ضد الحكومة السعودية، بقوله "يجب على الحكومة السعودية تحمل المسئولية في هذا الحادث المرير.. لا ينبغي لنا أن نغفل أن سوء الإدارة والتصرفات غير اللائقة هي السبب في هذه الكارثة"

 

وفي 25 سبتمبر الحالي خرج الآلاف من الإيرانيين إلى شوارع طهران بعد صلاة الجمعة رافعين لافتات سوداء، يهتفون بالموت لآل سعود احتجاجًا على سوء الإدارة السعودية التي يزعمون أنها تسببت في التدافع القاتل يوم الخميس خارج مكة.


وفي 26 سبتمبر الحالي لم يدع الرئيس الإيراني "حسن روحاني" الفرصة تمر أثناء اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك لتوجيه سهام النقد للسعودية حيث قال من فوق منصة مبني الأمم المتحدة " إن كارثة الحج قد حدثت لأن السعوديين قد نقلوا القوات التي لديها خبرة إلى اليمن؛ حيث المملكة تقاتل المتمردين الحوثيين، وطالب بفتح تحقيق محايد حول هذه الحادثة."

 

كما دعت إيران المملكة العربية السعودية إلى تسليم مسئولية تنظيم الحج السنوي لمنظمة التعاون الإسلامي، وهي هيئة دولية يزعمون أنها ستكون أكثر قدرة على معالجة أسباب الكوارث القاتلة في السنوات الأخيرة.

 

كما أشاعت وسائل إعلام إيرانية، أن التدافع كان قد ارتبط بوصول الأمير محمد بن سلمان آل سعود، وزير الدفاع السعودي، والوفد المرافق له لمنطقة منى بالقرب من مكه المكرمة .

 


إيران تتاجر بدماء الأبرياء في مأساة إنسانية


 وهو ما رفضه وزير الخارجية السعودي في 27 سبتمبر الحالي "عادل الجبير"، خلال لقاء مع نظيره الأمريكي جون كيري في نيويورك والذي قال "أعتقد أنه أفضل للإيرانيين أن لا يستغلوا سياسيًا مأساة طالت أناسا كان يقومون بالشعائر الدينية المقدسة

وأضاف الجبير: "نحن لا نخفي شيئاً. إذا كانت هناك أخطاء قد ارتكبت، فإن الذين ارتكبوها سوف يحاسبون".

 واختتم تصريحاته: "آمل أن يكون القادة الإيرانيون أكثر تعقلاً حيال الذين قضوا في هذه المأساة، وأن ينتظروا نتائج التحقيق."


إسرائيل تهدف إلى حرب طائفية بين المسلمين السنة والشيعة.

 

عن هذا الشأن تحدث سعيد اللاوندي خبير العلاقات الدولية لـ"العربية نيوز" قائلا "إن هذه ليست المرة الأولى التي تطلب فيها إيران مثل هذه الطلبات فقد كان هناك دعوات سابقة تحمل نفس المعني في عهد الرئيس الإيراني أحمدي نجاد.

 

وإيران تهدف إلى أن يشرف على الحج عدد من الدول ولا تنفرد به السعودية وحدها ولا تهدف إيران إلى استحواذها على الأشراف على الحج لنفسها كما يشاع حاليا.

 

وأشار اللاوندي إلى أن المستفيد من الصراع السني الشيعي هو إسرائيل التي دائما ما تنفخ في النيران ليستنزف القوى الإسلامية ثرواتهم وقواتهم ضد بعضهم البعض فيما تقوي إسرائيل من وسائلها الدفاعية والهجومية على حد سواء،  وتعمل على هدم المسجد الأقصى في الوقت الذي يتصارع القوى الإسلامية في معسكرين سني شيعي.

 

ورفض اللاوندي مصطلح المد الشيعي الذي تستخدمه وسائل الإعلام العربية قائلا " العالم كله قائم على المصالح إيران بصفتها رمزا للشيعة فأنها تدعم الشيعة في مناطق عديدة في العالم والسعودية كرمز للسنة فإنها تدعم السنة في مناطق عديدة في العالم فهل يمكن أن نستخدم مصطلح المد السني عندما تقوم السعودية بذلك". 

 

وطالب اللاوندي بأن نستخدم مصطلحات قائمة علي المصالح السياسية دون أن ننزلق إلى مستنقع الطائفية لأن الانفجار الطائفي بين السنة والشيعة والذي يتم تأجيجه بخطى سريعة سوف يكون بمثابة تسونامي يعصف بالعديد من الدول الإسلامية وسوف يؤدي إلى أكبر مذابح سوف يشهدها التاريخ وهو بمثابة تدمير ذاتي للدول الإسلامية.

 


إيران تستغل الحادث للشحن الطائفي


فيما قال حسن نافعة رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أنه لا يمكن لأحد أن ينكر مجهودات السعودية في خدمة الحجيج وأن حادث مثل سقوط الرافعة نفسه كان سببه توسعه الحرم والقيام بإنشاءات جديدة للتيسير على الحجيج.

 

وأشار نافعة إلي أن المملكة العربية السعودية قامت بنشر أكثر من 100 ألف من القوات الأمنية المختلفة، فضلا عن 25 ألفًا آخرين من طواقم المهن الطبية لتنظيم الحج ورعاية الحجاج.

 

وأضاف نافعة "لا يمكن أن يقول عاقل أن للسعودية مصلحة من هذا الحادث الأليم من الممكن أن يكون هناك إهمال من بعض الأفراد من الأمن أو عدم التزام بالتعليمات من قبل بعض الحجاج ولكن السعودية تبذل قصارى جهدها لكي يمر موسم الحج بسلام".

 

وأوضح نافعة "أن السعودية تعاني من إشكالية قد تكون صعبة على أكبر الدول المتقدمة وهي أن هناك 2 مليون حاج يتواجدون في منطقة مساحتها 7 كم في نفس التوقيت من كل عام" .

 

ورفض نافعة مقترح إيران بشأن إشراف منظمة التعاون الإسلامي علي مراسم الحج قائلا "إن هذا الاقتراح غير عملي علي الإطلاق لأن السعودية سوف ترفضه بدون مناقشة لأنه بكل بساطة يمس سيادتها وسوف تري فيه تقليلا من شأنها وإضعاف لموقفها دوليا، ومن ناحية أخرى فإن الإشراف الجماعي لن يؤدي إلي تحسن نتائج تنظيم مراسم الحج بل من الممكن أن يؤدي إلي أن تلقي كل دولة بالمسئولية على الدولة الأخرى في حالة وجود أي خطأ ، كما أنه سوف يؤدي إلى وجود صراع بين الدول الإسلامية لبسط سيادتها على تنظيم مراسم الحج".

 

وأشار نافعة إلي أن تسييس قضية دينية سوف يكون له عواقب وخيمة على المسلمين جميعًا فعندما يخرج مسئول إيراني ليربط بين حادث تدافع الحجاج وحرب اليمن هو محاولة واضحة للشحن الطائفي فما علاقة حرب اليمن سواء كانت السعودية على حق فيها أم على باطل بحادث تدافع الحجاج".

 

وطالب نافعة السلطات السعودية بإعلان نتيجة التحقيقات سواء في حادث سقوط الرافعة أو تدافع الحجاج من خلال لجان مستقلة بمنتهي الشفافية لأن المناطق المقدسة هي ملك للمسلمين جميعا وإذا ثبت وجود أخطاء تنظيمية يجب على السعودية أن تعترف بهذه الأخطاء وتعالجها من أجل عدم الوقوع بها مره أخرى .