غرق مركب الوراق يستحوذ على مقالات كبار كتاب الصحف
اهتم كتاب الصحف الصادرة صباح اليوم الجمعة بعدد
من الموضوعات المختلفة من بينها حادث غرق مركب الوراق ، والحديث عن قوة ومتانة العلاقات
المصرية السعودية ، وخطورة الاتفاق النووي الإيراني مع الدول الكبرى على المنطقة.
وأكد الكاتب فهمي عنبه في مقاله بصحيفة
"الجمهورية" أن نزيف الدماء علي الطرق وفي عرض النيل سيستمر طالما هناك إهمال
وتسيب وعدم التزام بالتعليمات.. والقوانين يضرب بها عرض الحائط.. ولا رقابة أو متابعة
أو مساءلة للمخالفين.
ولفت إلى أننا كل يوم نفقد العشرات من الأرواح
البريئة في حوادث طرق أو كوارث صنادل وعبارات ومراكب أو اصطدام قطارات وجميعها تقع
نتيجة نفس الأسباب التي يكون المتهم الأول هو الإهمال واللامبالاة.. وكأننا نصر علي
ارتكاب الخطأ ونلقي بالمواطنين إلي التهلكة ولا نتعلم من التكرار.
ورأى أن حادث اصطدام صندل بمركب عند الوراق لن
يكون هو الأخير.. وستظل أرواح الضحايا الذين غرقوا معلقة في رقبتنا جميعا.. وجرس إنذار
أخير لننتبه إلي اننا شعب ننتحر وعلينا أن نتغير كمواطنين وكمسئولين أو نتحمل وقوع
كارثة كل يوم وسقوط أبرياء جدد ربما نكون أحدهم في المرة القادمة.
وأكد أننا كلنا مسئولون ومتهمون.. ولابد أن نتغير
كمواطنين.. ونحترم اللوائح والقوانين.. ولا نتجاوز الحد المسموح لركوب العبارات والمراكب
ونقول "معلهش واحد زيادة مفيهاش حاجة" فحتي لو سلمها ربنا مرة فلن تسلم في
الثانية وهنا الخسارة تكون أرواحا وأحبابا نفقدهم إلي الأبد.
وتساءل أين اللجنة العليا للنيل؟ وهل مهمتها
فقط منع التعديات وعدم البناء لحجب الرؤية وتلويث النهر.. أم انها من المفترض أن تقنن
عمليات السير وتنظيم حركة النقل والتخطيط للاستفادة من النيل في النقل والمواصلات وفي
السياحة ووضع استراتيجية متكاملة للنيل الذي يمثل شريان حياة المصريين؟
وأكد أننا نحتاج لثقافة جديدة.. وثورة في حياتنا..
وفي تفكيرنا.. وفي الإدارة.. وفي مفهومنا لبناء وطن يحافظ علي أبنائه وتكون أرواحهم
أغلي من أي شيء ومن منصب أي مسئول.
أما الكاتب جلال دويدار فأكد في عموده
"خواطر" في صحيفة "الأخبار" أنه قد حان الأوان ولصالح العلاقات
المصيرية التي تربط كلا من مصر والمملكة السعودية ولتحقيق متطلبات الأمن والاستقرار
العربي أن يتم إجلاء ما قد يشوب الأجواء من غيوم وشائعات تجعلها تعاني من الغموض الذي
لا يستفيد منه سوي الأعداء والحالمين بالوقيعة بين البلدين اللذين تربطهما أخوة تاريخية.
وقال إن الشعب المصري والشعب السعودي لا يمكنهما
أن ينسيا مواقف الدعم المتبادلة للحفاظ علي مصالح الدولتين الشقيقتين.. مثل موقف مصر
من عدوان صدام علي دولة الكويت الشقيقة وامتداد تهديداته بعد احتلالها إلي المملكة
السعودية. كما يأتي ضمن هذه الاستراتيجية المصرية مساندة ودعم مصر لأمن الخليج العربي
في مواجهة التهديدات الإيرانية.. ولا يمكن لمصر أن تنسي للدولة السعودية موقفها من
العدوان الثلاثي علي مصر وكذلك موقفها التاريخي إلي جانبها خلال حرب 1973 المجيدة..
وموقف المرحوم الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الفترة الحالكة التي تسلطت فيها جماعة
الإرهاب الإخواني علي حكم مصر ورفضه لمخطط التدمير الذي تبنته.
وشدد الكاتب على ضرورة أن يكون هناك لقاء عاجل
لقيادتي البلدين. لوضع النقاط فوق الحروف فيما يتعلق بكل ما يثار ويثير المخاوف والشكوك
حول مستقبل العلاقات المصرية - السعودية وهو ما يتطلب حمايتها من هذه المحاولات المريبة.
فيما تناول الكاتب محمد
عبد الهادي علام رئيس تحرير الأهرام - في مقاله - موقف العالم العربى قبل أيام
قليلة وكأنه استيقظ فجأة علي الاتفاق بين الدول الكبرى وإيران بشأن برنامجها النووى
الذى ترجمته وسائل الإعلام العربية والعالمية على أنه بمثابة بداية حقبة جديدة فى الشرق
الأوسط وكسر لعزلة طهران فى المجتمع الدولى وبداية علاقات جديدة بين الغرب، وفى مقدمته
الولايات المتحدة، وإيران.
وقال ان الاتفاق جاء بمثابة جرس إنذار إلى كل
الأطراف المعنية أن الشرق الأوسط يتغير.. تغيير لن يكون على هوى العرب فى الغالب وسيفرض
قواعد جديدة يتعين علينا القبول بها، لأننا لم نفعل ما هو مطلوب لمواجهة سيناريوهات
خارجية غير متوقعة وربما غير مرغوب فيها منا.
وأشار إلى أن المواجهة السنية ــ الشيعية ليس
هو ما يجب أن يحركنا فى تلك المرحلة، فليس كل ما ينطق به بعض السياسيين أو رجال الدين
العرب يعبر عن المتغيرات الحالية فى الشرق الأوسط.. لافتا إلى أن أساليب المواجهة التى
كانت تصلح قبل قرون ليست بالضرورة صالحة اليوم.
وأعرب عن أسفه لأننا اعتقدنا أن ثورة 30 يونيو
وما كشفته من مخططات جماعة الإخوان الإرهابية خلال عام من حكم مصر وما فعلته ضد هوية
مصر قد صحح مفاهيم دول فى المنطقة استخدمت تلك الجماعات فى الماضى فى الاتجاه الخاطيء
على مدى عقود لكن ما جرى فى الآونة الأخيرة من محاولة احياء جماعة حكم عليها الشعب
المصرى حكما نهائيا أمر لا يجب التعامل معه بخفة.
وأكد أن المؤسسات الدينية، خاصة الأزهر، تتحمل
اليوم مسئوليات كبرى وعليها الارتفاع إلى مستوى الخطر الذى يواجهه بلدنا وعدم التعامل
باستخفاف مع دعاوى تطوير الخطاب الدعوي، فعدم التعامل مع تلك المخاطر يصب فى مصلحة
التشدد ولا يخلق مناخا ناضجا مواتيا لبناء دولة مدنية حديثة أو تحقيق التقارب بين المذاهب
الإسلامية وهى مسئولية لو أحسنت المؤسسات الدينية القيام بها لأصبحت حائط صد مهما فى
مواجهة السياسات الخاطئة فى الشرق الأوسط التى تدفع المتطرفين دوما إلى الواجهة.