مصر بنت الأكابر
خرافات وخزعبلات وتطرف فكري تعيشه بعض قرى محافظات الوجه القبلي ، وبالأخص محافظة سوهاج بعد أن شاهدنا جميعا من خلال وسائل الأعلام ومواقع الإنترنت، ميت يرقصون به أثناء تشييع جثمانه، وقد أثار هذا الأمر جدلا واسعا في الوسط الإعلامي والصحفي، مما أدى إلى غضب جماهيري بعد استضافة أصحاب تلك الكارثة التي ترجع بنا إلى عصر الجاهلية، وكان لقاؤهم من خلال برنامج كبير لدى المواطنين مثل "العاشرة مساء" والذي يقدمه الإعلامي وائل الإبراشي.
ظهور مثل هؤلاء المشعوذون يثير الجدل ، وينشر لفكر متطرف لا يقل عن كارثة الفكر الإرهابي التي تعاني منه البلاد في الوقت الحالي، وهذا يدل على جهل أهل الميت حين يشبهون متوفاهم الذي يبلغ الخامسة عشرة من عمره بأنه في مكانة نبي الله داود ، واستشهدوا بالآية "ولقد أتينا داوود منا فضلا يا جبال أوبي معه والطير والنا له الحديد" ، فهل يعقل أن شخص لديه بعض القدرات الخارقة من الممكن أن تكون ناتجة لتسخيره للجن ، ويستطيع آن يقوم بتطبيق العملات الحديدية.
وهذا أمر عادي لأننا نجد العديد لديهم بعض القدرات الخارقة، فهناك من يقفز من أعلى العمارات، وهناك من يسحب خلفه شاحنة كبيرة، هل معنى ذلك أنه والي من أولياء الله الصالحين وهذه كرامات تدل على ولايته أو نبي قد أتاه الوحي، لاشك أن هذا التطرف الفكري قد يتبعه أعداد كبيرة في بعض القرى والريف قد تصل لمئات الآلف من البشر، وهذا دليل على غياب دور الدولة في التوعية والأجهزة الرقابية المختصة والمنوطة بذلك، مثل وزارة الاوقاف والازهر ، واين دور مراكز الشباب في عمل ندوات ثقافية لساكني تلك القري ، ويجب ان تراقب من قبل الاجهزة الامنية ، وخصوصا الأجهزة المعلوماتية والتحقيق بمن يحاولون نشر هذا التخلف العبثي، وإقناع الناس بتلك الخزعبلات والتخاريف، فترك تلك الأفكار المتطرفة ومن يبثونه في عقول الناس، أثبتت التجارب أنها تجلب الخراب والدمار.
فقد تركنا الجماعات المتطرفة تبث سمومها في آذان الشباب، وكانت النتيجة أننا نجد شخصًا يقوم بتفجير نفسه وفي اعتقاده يقينا أنه ذاهب إلى الجنة، فغياب التوعية سبب أساسي في نشر الخرافات والتطرف الفكري ، وفي النهاية يؤدي بنا جميعا إلى كوارث ودمار باسم الدين.
ويجب عدم تركيز الإعلام على أصحاب الفكر المتطرف من المشعوذين أو ما يطلقون على أنفسهم مجاهدين ، فاستضافة هؤلاء في الفضائيات، يشوه صورة مصر أمام العالم، فرجاء حافظوا على مصر واعملوا لمصر ولو بكلمة طيبة أو معلومة تنفع الناس، لا بالفكر المشعوذ أو المتطرف فمصر دائما أم الحضارة والتاريخ، مصر بنت الأكابر اللي علمت الدنيا فن العلوم والفلك والرياضيات، مصر اللي علمت المسلمين سماحة الإسلام هل يأتي عليها اليوم وتصبح مصر المشعوذة ذات الأفكار الجاهلية، ونجلس أمام التلفاز نستمع للخرافات من المتطرفين والمشعوذين الجاهلين.