عاجل
الخميس 28 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

مرض العصر


لماذا نشعر بالوحدة؟ بالرغم من التقدم التكنولوجي الحديث، وتوفير الكثير من سبل الحياة والرفاهية وسبل التواصل الاجتماعي الحديثة إلا أننا أصبحنا نحيا في عالم الخيال الموازي، وافتقدنا التواصل الحقيقي مما أدى إلى انخفاض في مهاراتنا الاجتماعية.
  
أن الوحدة هو ذلك الإحساس السلبي بفقدان وعدم وجود من نشاركهم ونتقاسم معهم ما نشعر به من أحاسيس فأصبحنا في عزلة اجتماعية مخيفة. 

أن الإحصائيات العالمية تؤكد أن الشعور بالوحدة يعتبر من أهم المشكلات الصحية التي تتفاقم في الآونة الأخيرة وأنها لا تقل أهمية عن المشاكل الناجمة عن المخدرات أو السمنة، فالشعور بالوحدة يؤثر سلبا على الصحة العامة، بل الأكثر من هذا أنه يؤثر على نفس مراكز الشعور بالألم الجسدي بالمخ. 

أن هذا المرض الحديث لا يرتبط بعمر معين كالمسنين الذين انخفضت قدرتهم على الحركة وفقدوا الأقارب والأصدقاء، وأصبحوا معزولين اجتماعيا عن الآخرين، بل بات الأطفال والمراهقون أيضا معرضون أيضا لنفس الشعور، نظرا لانغماسهم في ذلك العالم الخيالي الموازي الذي تقدمه لهم وسائل التكنولوجيا الحديثة. 

لقد خلق الله الإنسان مخلوقا اجتماعيا يتعارف ويبني مجتمعا مترابطا ومتماسكا، وهو ما يشعره بالسعادة والأمل في البناء والاستمرار في الحياة، تلك هي الفطرة التي جُبلنا عليها بالاتصال الاجتماعي والصداقات والعلاقات الإنسانية، ذلك ما يُحد من الألم الاجتماعي بالوحدة الذي بتنا نشعر به. 

إن من أهم الأسباب التي أدت إلى هذه الظاهرة الخطيرة اختفاء واندثار التواصل بين أفراد الأسرة والسؤال عن الأحوال، ذلك التواصل في العالم الحقيقي بين البشر بعضهم البعض والمشاركة الفعالة. 

فلننتبه جميعا ولنعمل للحد من هذا الشعور القاتل ولنعد للفطرة التي تحث وتزيد من التعامل الاجتماعي بين الأفراد، ونعمل عَلى زيادة التعارف بيننا وكسب أصدقاء حقيقين والعمل الجاد على إعادة الروابط الاجتماعية، بدءا من الأسره الصغيرة وحتى المجتمع الكبير، حتى لا نجد أنفسنا بعد أعوام قليلة أما مأزق صحي خطير. فلنعمل معا من أجل مجتمع يتمتع بالتماسك والتوازن الصحي.