الصحف الجزائرية تستنكر إعلان "مرازق" عزمه تأسيس حزب سياسي
استنكرت الصحف الجزائرية الصادرة اليوم، إعلان مدني مزراق الأمير السابق للجيش الإسلامي للإنقاذ نيته تشكيل حزب سياسي وهو الشخص الذي تلخطت يداه بدماء الجزائريين في سنوات العشرية السوداء.
وتحت عنوان "الزعيم الإرهابي السابق يرغب فى ممارسة السياسة" قالت صحيفة "لوماتان دي زد" الجزائرية الناطقة بالفرنسية، إن هذا الإرهابي السابق الذى اعترف بقتل شباب يؤدون الخدمة العسكرية إلى جانب الآلاف من المدنيين الذين زهقت أرواحهم أو تم إجبارهم على النزوح الجماعي إلى جانب تدمير البنية الأساسية الصناعية للجزائر عن طريق دك المصانع وقتل التجار.. يأتي اليوم ويعلن نيته ممارسة السياسة عن طريق تشكيل حزب خاص به.
وقالت الصحيفة إننا لا نرغب في الحصول على دروس فى الديمقراطية، متسائلة في سخرية هل يمكن أن يكون هذا الشخص - الذى كان سببًا فى انهيار الجزائر - هو المنقذ لها الآن.
وأضافت "لوماتان دي زد" إن هذا "الشيطان" يرغب في أن نمحو كل الذكريات الأليمة وان نقفز على الماضى حتى يتمكن من تشكيل حزبه.. وتوجهت إليه بالتساؤل: هل نسيت الجرائم التى ارتكبتها أنت واتباعك؟ وكيف تجرؤ اليوم على أن تقدم نفسك للشعب بأنك "منقذ الجزائر"؟ هل ستكون لديك الشجاعة أن تواجه أمًا أو أسرة قتلت أحد أفرادها؟ والآن لنكن أكثر واقعية: هل ستنقذ الجزائر بما حصلت عليه من شهادات أم بخبرتك التى اكتسبتها فى نصب الكمائن للجنود الجزائريين من الشباب؟ هل ستنقذ الجزائر باللصوص الذين زرعتهم فى الجزائر؟ وماذا ستقول لأسر ضحايا "العشرية السوداء"؟
وتحت عنوان عودة "الجبهة الإسلامية للانقاذ" الجديدة قالت صحيفة "لوسوار دالجيرى" إن زعيم الجيش الإسلامي للإنقاذ ـ سيئ السمعة ـ والقيادى الإرهابي الذى ارتكب أسوأ الجرائم فى حق الجزائريين يعلن عزمه تأسيس حزب سياسى.. أو بعبارة أخرى يمكن القول يعلن "عودة الجبهة الإسلامية للإنقاذ".
وقالت الصحيفة، إن ما أعلن عنه مزراق يمثل إهانة جدية لمائتي ألف ضحية من ضحايا الإرهاب، متسائلة كيف يمكن تفسير تساهل الدولة الجزائرية أمام أفعال واستفزازات هذا الشخص الدموي.. متسائلة في دهشة:"ألم يدق الجيش الجزائرى ـ الذى نجح في دحر الإرهاب الإسلامي ـ ناقوس الخطر أمام استسلام الدولة أمام هذا الزحف الإسلامي؟ وأعادت إلى الأذهان مقولة رئيس الأركان السابق محمد العماري في عام 2002 عندما قال:"إذا كان الإرهاب قد مني بهزيمة عسكرية إلا أن التيار الإسلامي لايزال قائمًا".
فيما رأت صحيفة "الجيري1" الإلكترونية، أن لقاء أحمد اويحيى مدير ديوان رئاسة الجمهورية مع مدني مزراق فى يونيو من العام الماضى فى إطار المشاورات التى أجرتها رئاسة الجمهورية للوقوف على رأى كافة التوجهات السياسية بشأن تعديل الدستور شجع زعيم "المأساة الوطنية" على إعلان مثل هذه الخطوة متسائلا كيف يمكن الوقوف على رأي رجل لا يؤمن بدستور أو ميثاق الوقوف ولكن بـ "قال الله وقال الرسول" على غرار أمثاله من الحركات الإسلامية.