الدعم الحكومي حائر بين "النقدي" و"العيني".. "نورالدين": إعطاء الأموال للشعب يحرر الدولة من الفساد.. "عبيد": لا يمكن تطبيقه بسبب الموازنة.. وخبير: سيرفع أسعار السلع
بعد اكتشاف العديد من قضايا الفساد في منظومة الكروت الذكية وتوريد القمح، والسلع التموينية، وحصول ملايين المواطنين على دعم الحكومة للسلع والمنتجات وهم لا يستحقون هذه الدعم، تعالت الأصوات مطالبين بإلغاء الدعم العيني واستبداله بدعم نقدي يحصل عليه من يستحق فقط.
وفى هذا السياق أكد عدد من الخبراء أن اتباع الدعم النقدي يمكن أن يحقق إيجابيات فى البداية برفع دخول المستفيدين منه، ولكن سيتبع تأثيره على رفع الأسعار بالأسواق ويفقد الدعم هدفه، وأكدوا أن الدعم النقدي له مزايا كما له عيوب، ويتطلب دراسة متأنية لتحديد النطاق الذى يمكن الأخذ فيه بهذا الأسلوب بما يحقق الهدف منه.
تطبيق الدعم النقدي سيحرر الدولة من الفساد
فيقول الدكتور نادر نور الدين أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، إن دعم السلع التموينية دعم ليس له أي فائدة، فهو لا يقترب من الدعم النقدي أو الدعم السلعي.
وأكد "نور الدين" فى تصريحات لـ"العربية نيوز" أن الفرد له على البطاقات التموينية 18 جنيهًا يأخذ به الذي جُبر عليه ولكن لا يأخذ به ماهو يحتاجه، مشيرًا إلى أن الدعم المقدم للمواطنين في بعض الاحيان يكون دعم جبري، فيجب على الدولة أن تعطي المواطن الـ18 جنيهًا وتترك له حرية الشراء والاختيار حسب رغباته.
وأضاف أستاذ الموارد المائية، أن المواطن الآن قل نصيبه التمويني وانخفض لأن السلع طُبق عليها الأسعار الحرة، لافتًا إلى أن الدعم النقدي إذا طبق سيحرر الدولة من الفساد ويأخذ المواطن حقه في السلع التموينية ورغيف الخبز ويكون استلام النقدية من أقرب مكتب بريد أو من البقال التمويني.
إلغاء دعم السلع التموينية سيؤدى لارتفاع أسعارها
الدكتور سرحان سليمان الخبير الاقتصادي، إن الدعم النقدي يتميز بأنه يعطى للفرد حرية الاختيار في الحصول على السلعة في الوقت المناسب له، وحسب تفضيلاته ورغباته، وبالتالي سيخلق ذلك ضغط على بعض السلع في بعض الأوقات نتيجة زيادة الطلب على منتجات معينة أو في أوقات معينة، مما سينتج عنه ارتفاع في أسعارها بشكل كبير، مؤكدًا أنه يصعب تطبيقه لأن الحكومة لن تستطيع إحكام الأمر.
وأضاف الخبير الاقتصادي، لـ"العربية نيوز" أن الدعم العيني إجبار للمستهلك على اختيار السلع في توقيت معين وتحديد رغباته وفقًا للمتاح من السلع، مشيرًا إلى أن الدعم النقدي سيؤدي إلى اختفاء أثر الدعم بالتدريج وسيشتكي الفقراء من عدم القدرة في الحصول على السلع بالأسعار المدعمة.
وتابع " أما العيني فهو محكوم بتوقيت واختيارات للمستهلك وضعتها الجهات المنظمة، موضحًا أن مثلاً منظومة النقاط بالعيش فأعطت حرية للمستهلك للاستغناء عن سلعة واختياره لأخرى، لكنه في ذات الوقت محدد له السلع التي يمكن الحصول عليها نظير استغنائه عن الخبز وفى توقيت معين.
وأكد الخبير الاقتصادى أن من الناحية الاقتصادية الدعم النقدي غير كفئ لأن الدولة تستورد أكثر ما تصدر لذلك تطبيقه يمكن أن يؤدى إلى اختفاء بعض السلع.
الدعم النقدي افضل من العيني وعلى الدولة مناقشة تطبيقه
وأوضح الدكتور حسن عبيد أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، إن فكرة تحويل الدعم العيني للدعم النقدي من الأمور الملائمة إقتصاديًا، منوهًا بأن الحكومة في طريقها لإلغاء الدعم العيني، ولا تفكر في الدعم النقدي، مؤكدًا أن إذا قامت الحكومة بتقليل الدعم العيني أو قامت بإلغائه وزادت من الدعم النقدي لن يكون هناك أى أعباء اقتصادية وستخفف الكثير من الأعباء على المواطن.
وأكد الخبير الاقتصادى، في تصريحات لـ"العربية نيوز" أن من مساوئ الدعم العيني إهدار حق المواطن البسيط، مشيرًا إلى أن يمكن انقاذ الطبقات الفقيرة بمنحها السلع بثمنها العادي والفرق النقدي فى أيديهم.
وتابع " والطبقات التي لا تعمل في جهة حكومية وفي قطاع خاص يضع ذلك على المرتب، مؤكدًا أن الفكرة لابد من تأييدها وتنفيذها لأن ايجابياتها كثيرة جدًا أمام سلبياتها.