تعمير القناة وسيناء
الأنفاق الستة بمنطقة قناة السويس، التي تفقد الرئيس السيسي سير العمل بها مؤخرًا؛ في إطار الاحتفال بالذكرى الأولى على افتتاح قناة السويس الجديدة ومرور 60 عامًا على تأميم قناة السويس؛ ستحدث طفرة عمرانية وتنموية كبيرة فى سيناء، طال انتظارها، بل إن البدء في حفر أنفاق جديدة، أسفل قناة السويس، تأخر كثيرًا جدًا.
وأدى إلى عرقلة حركة التعمير والتنمية في أرض الفيروز، ولا سيما إن النفق الوحيد الذي يجري أسفل القناة الآن وهو نفق الشهيد أحمد حمدي، تم افتتاحه عام 1983، بعد حوالي عام من عودة سيناء إلى السيادة المصرية، وبالتالي استكمال العمل في القنوات الجديدة، والتى بدأ العمل بها فى يناير 2015 وسيتم افتتاحها فى مايو 2018، سيدشن مرحلة جديدة من التنمية فى سيناء كلها؛ شمالها وجنوبها وحتى وسطها؛ وسيساهم ذلك فى تقدم حركة العمران بها ، فلايعقل أن يظل نفقا واحدا يربط سيناء بباقى محافظات الجمهورية، على مدى 35 عامًا.
فالأنفاق الجديدة؛ والتى تشرف على إنشائها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة؛ تشمل أنفاقًا للسيارات والسكك الحديدية أسفــل قناة السويس؛ وذلك بهدف ربط سيناء وشرق القناة بالوادى والدلتا وتسهيل حركة العبور الأفراد والبضائع من وإلى سيناء وإحداث التنمية المنشودة لتلك المنطقة بالتوازي مع ما تشهده سيناء ومنطقة القناة من تنمية شاملة وحركة عمران غير عادية.
كما أن مجموعة الأنفاق التى يتم حفرها فى الإسماعيلية، ستستخدم في نقل الشاحنات الصغيرة ، الذي يصل إلى نقل 24 ألف سيارة يوميًا، وهذا لا يحققه النقل على المعديات البحرية.
فمشروع الأنفاق الستة؛ التى تقام بأيدى عاملة؛ تشمل حفر 4 أنفاق فى المرحلة الأولى، ونفقين فى المرحلة الثانية فى الإسماعيلية وبورسعيد ، ستكون بمثابة شرايين لدفع عجلة التنمية بسيناء، وتنميتها ولاسيما بعد زيادة أعداد الأنفاق إلى أكثر من نفق، بدلًا من الاعتماد فقط على نفق الشهيد أحمد حمدى.
ونفق الشهيد أحمد حمدي، يستوعب نحو 20 ألف سيارة يوميًا ويبعد عن القاهرة حوالي 130 كيلو مترًا وتم إنشاؤه بمساهمة أوروبية، وقامت بتصميمه وتنفيذه شركات بريطانية، و"المقاولين العرب".
وقد ظهرت بالنفق مشاكل إنشائية عديدة مباشرة بعد افتتاحه، وربما كانت تلك المشاكل سببًا في إنشاء كوبري مبارك السلام بالقنطرة، لربط سيناء بريا مع باقي مصر.
ونقاط العبور الباقية، ومنها ترعة السلام ببورسعيد، و8 نقاط عبور لمعديات القناة ، والتي تقوم بنقل المدنيين بصورة مجانية بين الضفتين، لا تكفي إطلاقا لإحداث طفرة عمرانية في سيناء، ولعل ذلك يفسر البطء الشديد فى تعمير وتنمية سيناء، على مدى أكثر من 34 عامًا.
أتمنى أن يؤدي استكمال حفر الأنفاق الستة وتشغيلها، إلى تعمير وتنمية سيناء، بل وإحداث طفرة تنموية غير مسبوقة في مدن القناة، وباقى محافظات الجمهورية، ولا سيما بعد تشغيل قناة السويس بكامل طاقتها، وإقامة المشروعات العملاقة المعلن عنها من قبل على محورها، وفى منطقة شرق التفريعة، وهذا يتطلب "ثورة " تشريعية لجذب الاستثمارات، لأن تعمير سيناء وتنميتها أحد العوامل الرئيسية للقضاء على الإرهاب، وقضية أمن قومي في الأساس.