"العلاقات المصرية الروسية" بين الماضي والحاضر
لمصر علاقات تاريخية مع روسيا تعود إلى ما قبل 1784 م وبدأت العلاقات الدبلوماسية تأخذ شكل رسمي في عام 1943 مع الاتحاد السوفيتي السابق، تطورت العلاقات واستمرت حتى بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وانتهاء الوجود القانوني له في يوم 26 ديسمبر عام 1991 واستقلت الجمهوريات السوفيتية ورفع العلم الروسي ثلاث الألوان على مبنى الكرملين ليحل محل علم التحاد السوفيتي.
بدأت أولى خطوات التعاون المصري الروسي في عام 1948 حين وقعت أول اتفاقية اقتصادية بين مصر وروسيا بمقايضة القطن المصري الشهير بحبوب وأخشاب روسية في فترة حكم الملك فاروق لمصر وشهدت العلاقات بين البلدين تطور مميز بعد ثورة 23 يوليو عام 1952 إذ قدم الاتحاد السوفيتي لمصر المساعدة في تحديث قواتها المسلحة وتشييد السد العالي.
وشهدت العلاقات تطورا كبيرا في فترة الخمسينيات من القرن الماضي حين ساعد آلاف الخبراء الروس مصر في إنشاء المؤسسات الإنتاجية، وبينها السد العالي في أسوان ومصنع الحديد والصلب في حلوان ومجمع الألمونيوم بنجع حمادي ومد الخطوط الكهربائية بين أسوان والإسكندرية والمشاركة في 97 مشروعا صناعيا بمساهمة سوفيتية وتم تذويد الجيش المصري بأسلحة سوفيتية حديثة ساهمت في حرب أكتوبر عام 1973.
وشهدت العلاقات المصرية الروسية توترا في فترة حكم الرئيس محمد أنور السادات بل وصلت إلى حد قطع العلاقات في سبتمبر عام 1981 وبعد تولي الرئيس الأسبق حسني مبارك بدأت العلاقات المصرية الروسية في التحسن والازدهار مرة أخرى، وفي عام 1991 كانت مصر أول الدول التي تقيم علاقات اقتصادية وسياسية مميزة مع روسيا الاتحادية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.
وتطورت العلاقات السياسية على مستوى رئيسي الدولتين والمستويين الحكومي والبرلماني. وجاءت الزيارة الرسمية الأولى للرئيس مبارك إلى روسيا الاتحادية في سبتمبر 1997، وقع خلالها البيان المصري الروسي المشترك وسبع اتفاقيات تعاون.
وقام حسني مبارك بزيارتين إلى روسيا عام 2001 و2006 وأعدت خلالهما البرامج طويلة الأمد للتعاون في كافة المجالات والبيان حول مبادئ علاقات الصداقة والتعاون.
وبعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم في البلاد أعاد العلاقات المصرية الروسية إلى فترة الازدهار السابقة حين قام بزيارة تاريخية إلى روسيا والتقى الرئيس فلاديمير بوتين وكانت لهذه الزيارة انعكاسات إيجابية على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والتجارية بين البلدين، وأصبحت علاقات مميزة.
وعلى الرغم من إسقاط الطائرة الروسية فوق سماء شرم الشيخ إلا أن العلاقات لا تزال مميزة بين البلدين وفشل مخطط الواقعية بين مصر وروسيا.
وأصبح حجم التبادل التجاري بين مصر وروسيا أكثر حوالي 4 مليارات دولار ووصل حجم الصادرات الروسية إلى مصر إلى 5ر3 مليار دولار.
وفي النهاية أقول أن العلاقات المصرية الروسية سوف تعود إلي تميزها واعتقد أن السياح الروس تربطهم بمصر علاقة قوية وسوف يعود الروس إلي مصر قريبا وعلى مسؤولي قطاع السياحة بذل المزيد من الجهد والعمل لعودة الحياة إلى السياحة.