بالمستندات.."الزراعة" تبرئ نفسها من فضيحة "الإرجوت" في القمح المستورد.. "الفاو": البيئة غير مناسبة لتوطينه.."الصحة": نسبة تعرض الإنسان للإصابة به 50.%.. فايد: تعديل القرار حال تأثيره على الزراعية
أكد الدكتور عصام فايد وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أن القرار الذي تم اتخاذه مؤخرًا، فيما يخص التعامل مع فطر "الإرجوت" في رسائل القمح المستوردة، جاء طبقًا لتوصية الاجتماع الوزاري بخصوص الحجر الزراعي، والذي عقد بمجلس الوزراء برئاسة المهندس شريف إسماعيل، وحضور وزراء الزراعة والتموين، والصحة، والتجارة والصناعة، واتحاد الغرف التجارية.
وأشار فايد إلى أن القرار أكد الالتزام بتطبيق المواصفة القياسية المصرية رقم 1601-1-2010، والأخذ بتقرير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، وهيئة دستور الغذاء العالمي "كودكس"، بشأن نسبة الإرجوت الموصى بها دوليًا في الأقماح المستوردة من الخارج.
وقال فايد إنه بناء على تكليف من المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، تم إعداد تقرير مشترك بين وزارتي الصحة والزراعة، تم فيه الأخذ بالمواصفة القياسية المصرية، وتقرير منظمة الفاو، وهيئة الكودكس، حيث أكدت فيه وزارة الصحة بأن نسبة 0.05% من الإرجوت في الأقماح، مسموح بها، وهو ما اتفق مع ما أقرته المواصفة القياسية المصرية، حيث لا ينتج عنها أي خطر على الصحة العامة للإنسان، وذلك بالنسبة للأقماح الغير معدة للطحن.
وأوضح وزير الزراعة أن القرار جاء بناء على دراسة مستفيضة وتحليل للمخاطر التي أجرتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" مع عدد من الخبراء بالحجر الزراعي المصري، ومركز البحوث الزراعية، وممثلي الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات، وهيئة المواصفات والجودة، وهيئة السلع التموينية، ووزارة الصحة، والتي أثبتت أن البيئة المصرية غير مناسبة لتوطين فطر الإرجوت، حيث لا يمكن أن ينتشر الفطر في مصر، ولن يتسبب في خسائر اقتصادية مما يجعل من غير الضروري التقدم بإقتراح تدابير وقائية.
وأشار وزير الزراعة إلى أن التشريع الزراعي المصري الذي كان يقضي بعدم السماح بدخول أي شحنات قمح مصابة بأي نسبة من فطر الإرجوت، لم يخضع لتحليل المخاطر، كما هو متبع في العالم كله، حيث يخالف بذلك المواصفة القياسية المصرية، وهيئة دستور الغذاء العالمي "كودكس"، واللتان تسمحان باستيراد الأقماح التي لا تزيد فيها نسبة الإرجوت عن 05.%.
وأضاف فايد أن الأمر استلزم مراجعة التشريع الزراعي المصري طبقًا للقواعد العالمية الصحيحة، علمًا بأن وزارة الصحة والمواصفة القياسية المصرية، توافقان على أن لا تتجاوز نسبة الإصابة 0.05%، وذلك منذ صدور المواصفة في عام 2010، خاصة وأن التقارير والدراسات أثبتت أنه لا توجد مخاطر من هذا الفطر على الصحة النباتية.
وأكد وزير الزراعة أن الوزارة مستمرة في الحفاظ على الثروة النباتية برفض الأقماح المستوردة والتي تجاوزت فيها نسبة الأجسام الحجرية لفطر الإرجوت عن المواصفة القياسية المصرية وما أقرته منظمة الفاو وهيئة الكودكس، وهو ما سيتم البدء في تنفيذه اليوم، بعد نشر هذا القرار بالوقائع المصرية أمس.
وقال الوزير إنه في حال ظهور ما يخالف النسبة المقررة عالميًا، بناء على دراسات مستقبلية، سيتم إعادة النظر فورًا في هذا الأمر واتخاذ ما يلزم لحماية الزراعة المصرية، ووقاية النباتات فيها.
وأكد فايد أن الوزارة تنتهج المنهج العلمي للحفاظ على الثروة الزراعية وتنميتها، مشيرًا إلى أنه تم التشديد على الحجر الزراعي المصري باتخاذ كافة الإجراءات الحجرية اللازمة لضمان عدم تسرب فطر الإرجوت من الرسائل الزراعية المنقولة والمخزنة في الصوامع إلى حين تصنيعها، بحيث تضمن عدم استعمال هذه الأقماح في أهداف أو مناطق أخرى غير المطاحن.
وأكد الوزير أن القمح الخام الغير معد للطحن يمر بعمليات غربلة وغسيل لمدة 6 ساعات، ثم يتم تجفيفه ومروره على وحدة لفصل كافة أنواع الشوائب بما فيها الأجسام الحجرية لفطر الإرجوت، ويتم إعدامها فورًا، تحت إشراف مندوب الحجر الزراعي، والجهات الرقابية ذات الصلة بالمطحن وعلى نفقة صاحب الشأن، بحيث يكون القمح المعد للطحن خالي تمامًا من أي شوائب أو من كل ما يخالف القمح في اللون، بما في ذلك الأجسام الحجرية لفطر الإرجوت.
وأشار فايد إلى أن الحجر الزراعي مستمر في إيفاد اللجان الفنية إلى بلاد المنشأ المصدرة للمنتجات الزراعية إلى مصر، للقيام بدورها بفحص تلك المنتجات في بلادها، والتأكد من مطابقتها للمواصفات القياسية المصرية، مشيرًا إلى أنه سيتم وقف الاستيراد فورًا من أي دولة لا تتفق منتجاتها مع تلك المواصفات.