ثقافة الاختلاف و"فك الارتباط"
لقد خلقنا الله عز وجل مختلفين في الشكل والمضمون حتى وإن تقاربت الملامح وتوحدت اللغة، نجد طباعًا وتصرفات واهتمامات مختلفة من شخص لآخر، ناهيك عن اختلاف اللغة والدين والطبيعة والعادات والتقاليد بين الأقطار والقارات المختلفة، ومع ذلك خلقنا الله، لنتعارف ونشارك ونتكاتف فيما بيننا، ويفيد كل طرف الأطراف الأخرى حتى تستمر الحياة وإن اندلعت الحروب بين الناس وتصارعت القوى على الامتلاك. قال الله تعالى "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير".
وعلى الرغم من كل الفروق بين الناس في المأكل والمشرب والملبس والمسكن، إلا أن الإسلام جاء ليساوي بين البشر، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثة الشريف "لا فرق بين عربي وأعجمي ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى"، وبعيد عن المساواة التي دعا إليها الرسول صلى الله عليه وسلم، والتعارف والاختلاط والتكامل الذي دعا إليه الله عز وجل، ترسخت فكرة الاختلاف والتباين بين البشر في الرأي والتصرفات واللغة والدين والانتماء والحب والكراهية.
وليكن حديثي اليوم عن الاختلاف الفكري لأنه هو جوهر الاختلاف الحقيقي وهو الذي يقود إلي ظهور الاختلاف والعنصرية. فنحن في "مصر لا نعرف ثقافة الاختلاف ولا ثقافة فك الارتباط في أعمالنا، إذ يصحب الاختلاف في الرأي موجة قوية عتيدة من التلاسن والسخافات ويصحب أيضا "فك الارتباط "في الحياة بصفة عامة وفي العمل والزواج بصفة خاصة موجة عاتية من الكذب والافتراء من أجل إظهار العيوب وإنكار المميزات هذا واقع نشاهد عقب كل اختلاف في الرأي أو "فك ارتباط ". ومع ذلك نتشدق بكلمات وأمثال بعيدة كل البعد عن الواقع، فدائمًا ما نقول "إن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية"، والواقع إن الاختلاف يفسد الود ويخلق الضغينة ويؤجج النفوس. والاختلاف قال عنه الإمام الشافعي رضي الله عنه "رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب"، ومع ذلك تقوم الحروب والثورات دافعًا عن الآراء والمعتقدات حتى لو كانت خطأ، ونحن نؤيد رأينا ونثور دون أن تكون لدينا أدلة وبراهين على صحة ما نقول. ولذلك حتى نكون مختلفين اختلافًا صحيًا لابد أن نمنح العقل والمنطق والبرهان دورًا أساسيًا في مساندة ما نقول.
وليكن حديثي اليوم عن الاختلاف الفكري لأنه هو جوهر الاختلاف الحقيقي وهو الذي يقود إلي ظهور الاختلاف والعنصرية. فنحن في "مصر لا نعرف ثقافة الاختلاف ولا ثقافة فك الارتباط في أعمالنا، إذ يصحب الاختلاف في الرأي موجة قوية عتيدة من التلاسن والسخافات ويصحب أيضا "فك الارتباط "في الحياة بصفة عامة وفي العمل والزواج بصفة خاصة موجة عاتية من الكذب والافتراء من أجل إظهار العيوب وإنكار المميزات هذا واقع نشاهد عقب كل اختلاف في الرأي أو "فك ارتباط ". ومع ذلك نتشدق بكلمات وأمثال بعيدة كل البعد عن الواقع، فدائمًا ما نقول "إن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية"، والواقع إن الاختلاف يفسد الود ويخلق الضغينة ويؤجج النفوس. والاختلاف قال عنه الإمام الشافعي رضي الله عنه "رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب"، ومع ذلك تقوم الحروب والثورات دافعًا عن الآراء والمعتقدات حتى لو كانت خطأ، ونحن نؤيد رأينا ونثور دون أن تكون لدينا أدلة وبراهين على صحة ما نقول. ولذلك حتى نكون مختلفين اختلافًا صحيًا لابد أن نمنح العقل والمنطق والبرهان دورًا أساسيًا في مساندة ما نقول.
الرأي الصحيح القوي دائمًا يكون قولاً "لينًا" يغلب فيه الحق وينقي من شوائب الباطل والهوى ويستمد برهانه من العقل والإقناع، أما قول الباطل ورأي الهوى فهو لا يستند إلى عقل ولا منطلق ولا يرتكز على برهان علمي وصاحبة عالي الصوت غير مدرك ما يقول لا يقبل المناقشة والرأي الآخر.
وفي النهاية، أوضح أن حديثي عن الاختلاف الحياتي في القول والرأي لا الاختلاف العقائدي، وعلينا أن نرسخ مفهوم لدى كل الناس أن الاختلاف في الرأي والفكر تجاه أي قضية حياتية، يجب أن يكون في إطار العقل والمنطق والتحليل ونتجنب كل ما يدعو إلى التلاسن المهاترات التي تظهر في الاختلاف. وعلينا أن ندرك أن "فك الارتباط" قد يكون بداية لارتباط جديد مع نفس الأشخاص ووقتها يبقى كل ما قيل محفورًا في ذاكرة هؤلاء المتجاوزين والمتجاوز في حقهم.