برلمان مع إيقاف التنفيذ.. أزمات سياسية تتفاقم.. ومشاكل بلا حلول.. وخبراء: مجلس النواب "صناعة أمنية".. ولا سلطة تشريعية بدون أحزاب
يتسم المشهد السياسي المصري في الوقت الحالي بالضبابية، لاسيما أن المسارات التي انتهجتها السلطة منذ ثورة يناير وحتى الآن أدت إلى تفاقم بعض المشكلات الاقتصادية والاجتماعية، وخلق مشكلات جديدة، وتدهور أوضاع قطاعات واسعة بالدولة، فلزم ظهور ووضوح دور مجلس النواب الذى تشكل للاهتمام بمثل تلك القضايا، لكن على الرغم من ذلك غاب دور البرلمان وتدخلت السلطات الأخرى فى تشريعاته، مما أدى إلى ظهور الضغوط والقيود حول وجود معارضة حقيقية فعالة تحت قبة البرلمان، فهل انعدام الرؤية السياسية الواضحة وقلة الخبرة أدى إلى فشل البرلمان فى أداء دوره؟
فى هذا السياق أكد خبراء سياسيون أن غياب دور الأحزاب السياسية ومشاركتها أدى إلى فشل البرلمان فى تحقيق دوره وأن هذا التشكيلات التى تمت داخل البرلمان جاءت برغبة من الأمن لاسيما مع عدم قدرته بالتعامل بشكل محترف مع القضايا المجتمعية والمؤثرة.
لا وجود لبرلمان غابت فيه المشاركة الحزبية
فى البداية قال أحمد عبد الحفيظ، أمين عام مساعد الحزب الناصرى، إن ضعف البرلمان فى مواجهة المشكلات والقضايا المهمة يرجع إلى غياب المشاركة الحزبية داخل المجلس.
وأضاف عبد الحفيظ في تصريحات خاصة إلى "العربية نيوز"، أن أعضاء البرلمان ليس لديهم الوعى السياسى الكافى لإدارة المشاكل والأزمات الموجودة فى المجتمع الآن، لافتًا إلى أن غياب التنظيمات الحزبية ومشاركتها داخل البرلمان من أبرز الأسباب التى أدت لتفاقم فشله.
وأوضح أمين عام مساعد الحزب الناصرى، أن البرلمان الذى يتدخل فى حل أزمات لابد من وجود رؤية واضحة له ومراعاة رأى الأغلبية، مشيرًا إلى أنه لم يعد هناك آراء أغلبية أو أقلية، مضيفًا أنه لا يجوز تجاهل دور الأحزاب في تشكيل الوعي البرلماني.
وأكد أن أعضاء البرلمان حديثى الخبرة وليس لهم ثقل برلمانى أو شخصيات عامة كما حدث فى البرلمانات السابقة.
البرلمان الحالي صناعة أمنية
وأكد أمين إسكندر، وكيل مؤسسي حزب "الكرامة"، أحد مؤسسي حركة "كفاية"، إن هناك عجزًا كاملاً داخل البرلمان فى قدرته على مواجهه المشكلات، خاصة قضية اعتداء وزارة الداخلية على نقابة الصحفيين، لافتًا إلى أن هذا يؤكد أن التشكيلات التى تمت داخل البرلمان جاءت برغبة من الأمن.
وأضاف إسكندر لـ"العربية نيوز" أن البرلمان ضعيف فى مواجهة المشكلات الحالية، مشيرًا إلى أن حتى الأحزاب الموجودة جاءت لتأييد نظام معين والتعبير عن اتجاه سياسى محدد، لافتًا إلى أن أغلب أعضائه يتكون من رجال المال والحزب الوطنى المنحل.
وتابع "هذا ليس قلة خبرة، بل هى انحيازات واضحة للدفاع عن مصالحهم"، لافتًا إلى أن هذا اتضح منذ بداية التشكيل بالثلاثة قوانين التى لم يتشاور فيها السيسى مع أحد"، منوهًا إلى أن هذا طبيعى لبرلمان جاء بصناعة أمنية، مشيرًا إلى أن البرلمان قديمًا كان يتكون من شخصيات عامة مشهورة لها تأثيرًا واضحًا وقدر من الشعبية، وهذا غاب فى البرلمان الحالي.
البرلمان فشل في حل أزمة "الأطباء" و"الصحفيين"
وأوضح
الدكتور يسري الغرباوي، الخبير السياسي بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية
بالأهرام، إن "البرلمان يعاني ضعفًا واضحًا في طريقة التعامل مع القضايا السياسية
الهامة، مثل أزمة نقابة الأطباء ونقابة الصحفيين وكذلك قضية تيران وصنافير".
وأضاف في تصريح خاص لـ"العربية نيوز" أن البرلمان لم يتعامل بشكل محترف مع القضايا المجتمعية التي تهم المجتمع، لافتًا إلى أن هذا يعود للعديد من الاعتبارات الهامة مثل قلة الخبرة السياسية لأعضاء البرلمان ووجود تخوفات حول الحديث عن قضايا شائكة ومؤثرة.
وتابع: "على الرغم أن رئيس لجنة الإعلام صحفيًا، وكان من المتوقع أن يُلقى من جانبه ردًا أقوى فيما يتعلق بمشكلة النقابة مع الداخلية، إلا أنه عندما حاول التدخل وحل الأزمة فشل"، مضيفًا أن هناك خللاً واضحًا حول قدرة أعضاء المجلس في المعارضة داخل قبة البرلمان بوجه عام.
وأضاف في تصريح خاص لـ"العربية نيوز" أن البرلمان لم يتعامل بشكل محترف مع القضايا المجتمعية التي تهم المجتمع، لافتًا إلى أن هذا يعود للعديد من الاعتبارات الهامة مثل قلة الخبرة السياسية لأعضاء البرلمان ووجود تخوفات حول الحديث عن قضايا شائكة ومؤثرة.
وتابع: "على الرغم أن رئيس لجنة الإعلام صحفيًا، وكان من المتوقع أن يُلقى من جانبه ردًا أقوى فيما يتعلق بمشكلة النقابة مع الداخلية، إلا أنه عندما حاول التدخل وحل الأزمة فشل"، مضيفًا أن هناك خللاً واضحًا حول قدرة أعضاء المجلس في المعارضة داخل قبة البرلمان بوجه عام.