"زلات اللسان" أطاحت بالوزراء والمسئولين.. آخرهم الزند.."وخبراء": التصريحات العشوائية أزمة الحكومة الحالية ولا مجال للارتجال
كلمات تخرج دون أن يشعروا بها ومواقف غريبة دون أدنى إحساس بالمسئولية التى تقع عليهم، هذا هو حال بعض الوزراء والمسئولين فى مصر، فهناك تصريحات غير مسئولة لبعض الوزراء، فتحت النار عليهم وهددتهم بالاستقالة، وبالفعل قد أقيل بعضهم.
إنها زلة اللسان.. التي تسبب في الفترة الأخيرة من إقالة بعض الوزراء كان آخرهم المستشار أحمد الزند زير العدل، حين تحدث عن سجن النبي عليه أفضل الصلاه والسلام لو أخطأ، ولم يكن الزند هو اول وزير يتم إقالته أو إجباره على تقديم الاستقالة بسبب التصريحات المستفزة أو زلات اللسان.
"العربية نيوز" ترصد بعض التصريحات والكلمات للوزراء وكبار المسئولين، التي تسببت في إقالتهم وإعفائهم من مناصبهم..
"الزند" تاريخ من التصريحات المستفزة
اشتهر في الفترة الأخيرة بتصريحاته المستفزة، والتي كانت سببًا كافيًا لإقالته، إنه المستشار أحمد الزند، وزير العدل، فتفجرت الانتقادات ضد وزير العدل، بعد أن قال في أحد البرامج التليفزيونية "سأحبس أي مخطئ بحق الدولة، إذا لم يكن هؤلاء مكانهم في السجون، فأين سيكون مكانهم، سأسجن أي أحد حتى لو كان النبي عليه الصلاة والسلام"، ليفتح على نفسة حرب السوشيال ميديا، حتى تم الاستغناء عنه من قبل رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل.
فلم يكن هذا هو التصريح المستفز الوحيد للمستشار أحمد الزند، فقال قبل ذلك إن "المصري يمكن أن يعيش بـ2 جنيه فى اليوم"، الأمر الذي أثار سخرية البعض منه، وقال أيضًا "نحن أسياد الوطن وغيرنا عبيد"، هذا بخلاف قوله حول تعيين أبناء القضاة، فقد صرح أن من يهاجم أبناء القضاة هم الحاقدون والكارهون ممن يرفض تعيينهم، وسيخيب آمالهم، وسيظل تعيين أبناء القضاة، ففي الحقيقة هناك تاريخ حافل للمستشار أحمد الزند من التصريحات التي تزيد من الاحتقان بين الشعب والقضاء.
محفوظ صابر وابن عامل النظافة
"أقيلوا_وزير_العدل" كان هذا الهاشتاج الذي انتشر بقوة على وسائل التواصل الاجتماعي، والذي تسبب في إقالة وزير العدل الأسبق، المستشار محفوظ صابر، حين قال إن "لا يحق لابن عامل النظافة الالتحاق بالسلك القضائي لأن القاضي لابد أن يكون قد نشأ في وسط بيئي واجتماعي مناسب لهذا العمل"، مؤكدًا أن "ابن عامل النظافة سوف يتعرض لضغوط كبيرة لو أصبح قاضيًا"، فكان هذا سببًا لإقالة وزير العدل الذى كان ضمن حكومة المهندس إبراهيم محلب.
تصريح "البنبوني" أقال شفيق
الفريق أحمد شفيق آخر رئيس وزراء لنظام مبارك، فقد قدم استقالته بعد أن تعرض لموجة شديدة من الانتقادات، إثر تصريحه الخاص ببعض المعتصمين في ميدان التحرير، فاقترح أن يتم تحويل ميدان التحرير إلى هايد بارك، ويتم توزيع "بنبوني" على أي تظاهر في الميدان، هذه التصريحات أشعلت الرأي العام ضد رئيس الوزراء حتى قدم استقالته في مارس 2011.
تصريحات هددت وزراء بالإقالة
فهناك بعض التصريحات الإعلامية التى هددت بعض الوزراء في الحكومة الحالية بالإقالة من مناصبهم، إذ قال السيد عبد الخالق، وزير التعليم العالي السابق، إن "المستشفيات المصرية أفضل من المستشفيات في بريطانيا"، كما تابع أشرف العربي وزير الاستثمار، قائلا: "الشعب المصري من أسعد شعوب العالم"، ليكمل القصة وزير السياحة حين قال للسياح البريطانيين: "هنسد الخرم اللي قلقانين منه".
كما قالت غادة والي، وزيرة التضامن وتأكد، أن الجنة بها مزيكا وباليه، وصرح وزير البيئة خالد فهمى، أن إلقاء الفوسفات في المياه مفيد للصحة، وكان هذا إثر غرق صندل محمل بالفوسفات في نهر النيل، فهذه التصريحات المستفزة لم تكن كافية لإقاله هؤلاء الوزراء.
الوضع لا يسمح بالارتجال
في البداية، أكد الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام السياسي بجامعة القاهرة، أن الوزراء والمسئولين يجب عليهم معرفة أهمية الكلمة المذاعة التي يراها المجتمع كله، فلابد أن يكون المسئول على درايه كاملة بما يتحدث، لكن ما يحدث الآن من تصريحات المسئولين والوزراء هو ارتجال فربما يصيب وربما يخطئ"، لافتًا إلى أن هناك بعض الوزراء يظهرون على الشاشات دون أي سبب ويتحدثون كثيرًا وفي كل شيء، وهذا سبب كافٍ لوقوعهم في أخطاء كثيرة عن طريق التصريحات الغير مسئولة.
وأشار أستاذ الإعلام السياسي، إلى أن تصريحات بعض الوزراء يمكن أن تشكل خطورة على الحكومة ككل حتى لو كان أداء الحكومة جيد على أرض الواقع، فيجب أن تكون التصريحات الإعلامية من أهم الملفات التي يهتم بها المسئولون.
التصريحات الغير مسئولة جزء من الأزمة الحالية
وأوضح الدكتور محمود علم الدين، أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أن أي شخص يظهر على التليفزيون لابد أن يعي خطورة موقف ويعرف بأي كلام يتحدث، خاصة لو كان المتحدث وزيرًا، فلابد أن يتحدث بطريقة جيدة تفيد المشاهد ولا تضلله، لافتًا إلى أن مثل هذه التصريحات تؤدي إلى حالة من الغضب بين الجماهير واهتزاز صورة الوزير أمام أعينهم.
وأشار أستاذ الصحافة، إلى أن المسئولين عليهم عدم التهوين أو التهويل من المشكلات، وكذلك عليهم أن يتسموا بالمصداقية والصدق في الطرح. لافتًا إلى أن التصريحات غير المدروسة لها آثار سلبية كثيرة، وسوف تنعكس على المواطنين والمجتمع، لافتًا إلى أن التصريحات الغير مسئولة أصبحت جزءًا من الأزمات التى نعيشها الآن وأصبحت تشكل خطورة على الحكومة الحالية.