الصين تأمل في استئناف المفاوضات الأفغانية في أقرب وقت
أعربت الصين ،اليوم الاثنين، عن أملها في أن تسعى الحكومة الأفغانية وجماعة طالبان والأطراف المعنية بالشأن الأفغاني إلى العمل معا لاستئناف مفاوضات السلام الأفغانية في أقرب وقت ممكن.
جاء هذا على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونج لي تعليقا على تصريح صادر عن جماعة طالبان أول أمس قالت فيه ان زعيمها لم يعطى أي أحد تفويضا بالمشاركة في المفاوضات المباشرة التي كانت مجموعة التنسيق الرباعية -أفغانستان وباكستان والولايات المتحدة والصين - أعلنت، خلال اجتماعاتها التي عقدت يوم 23 فبراير الماضي، عن احتمال إجراءها خلال الأسبوع الأول من الشهر الجاري.
ونوه هونج إلي قول الرئيس الأفغاني أشرف غاني أمس انه ما يزال هناك أمل في استئناف المحادثات المباشرة بين الحكومة الأفغانية وطالبان، معربا عن مساندة الصين لعملية مصالحة أفغانية شاملة ونابعة من الشعب الأفغاني نفسه.
وأضاف ان الصين كانت وما زالت دائما تؤمن ان الأطراف المتصارعة في أفغانستان تستطيع ان تحل ما بينها من خلافات عبر الحوار السياسي الذي يهدف للتوصل إلى سلام دائم.
وأشار هونج إلى ما قامت به مجموعة التنسيق لخلق مناخ ملائم للمحادثات المباشرة بين الحكومة الأفغانية وطالبان واثني على الدور الإيجابي الذي لعبته منذ إقامتها في بناء التوافق وتعزيز عملية المصالحة.
وأشاد كذلك بالدور الذي تلعبه طالبان في عملية السلام والمصالحة، معربا عن أملة في ان يعمل الجانبان معا وان يراعى كل طرف ما يشعر به الطرف الأخر من مخاوف ويسعيا لاستئناف مفاوضات السلام في اقرب فرصة ممكنة.
وأكد حرص الصين على القيام بدور بناء لاستئناف المفاوضات الأفغانية وللتوصل إلى السلام القائم على احترام سيادة البلاد وإرادة الأطراف المعنية جميعها.
كانت الصين نددت فى أوائل شهر فبراير الماضي بالهجوم الانتحاري في كابول بأفغانستان، متعهدة بمواصلة دعم عملية المصالحة الأفغانية.
وأعرب وقتها المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لو كانغ عن الصدمة من هذا الهجوم الذي أعلنت جماعة طالبان مسئوليتها عنه والذي استهدف مجمعا للشرطة النظامية المدنية الأفغانية مسفرا عن مقتل 20 شخصا وإصابة 29 اخرين.
وقال ان الصين كدولة صديقة وجارة لأفغانستان، تتمنى لها بكل إخلاص وصدق ان تنجح في تحقيق السلام والاستقرار والتنمية فى اقرب وقت ممكن، وشدد على حرص مجموعة التنسيق الرباعية على السعي لخلق ظروفا افضل لاستئناف المفاوضات بين الحكومة الأفغانية وطالبان وكذا المساعدة في جعل الحكومة الأفغانية تتوصل إلى خارطة طريق يمكن تطبيقها بنجاح لتحقيق المصالحة الوطنية الأفغانية.
واعرب عن أملة فى ان تستمر المجموعة فى جهودها لصياغة خارطة طريق تحظى بقبول ومباركة جميع الأطراف.
وكان وزير الخارجية الصيني وانغ يى أكد في اواخر يناير الماضي ان المفاوضات هى افضل طريق لاستعادة السلام والهدوء فى أفغانستان.
وقال خلال مؤتمر صحفي عقده عقب لقاءه بنظيره الأفغاني صلاح الدين رباني خلال أول زياره له للعاصمة الصينية ان التوصل إلى السلام فى أفغانستان شئ هام وأساسي بالنسبة لتحقيق سلام واستقرار المنطقة، مشيرا الى انه لهذا فإن الصين ترغب فى تقوية الاتصالات مع روسيا وإيران والهند والدول الإقليمية الأخري للتنسيق بشأن المساهمة فى تقدم عملية المصالحة الأفغانية.
وتعهد بأن تستمر بلاده فى القيام بدور الوسيط والراعي لعملية السلام فى أفغانستان، منوها بالدور الهام الذي تلعبه كلا من باكستان والولايات المتحدة فى الدفع قدما بمفاوضات السلام الافغانية.
ومن جانبه دعا ربانى جماعة طالبان للقدوم الى طاولة المفاوضات، معربا عن إيمانه بأن المشكلة الأفغانية يمكن حلها فقط من خلال التفاوض والسلام وليس من خلال الحل العسكري.
وقال وانغ خلال المؤتمر ان بلاده ستساهم فى اعادة البناء فى افغانستان وخاصة فى إنشاء المناطق السكنية وتدريب الكوادر وتحسين الظروف الحياتية للشعب الأفغاني.
ورحب بالموقف الإيجابي لأفغانستان إزاء مبادرة "حزام وطريق الحرير"، مشيرا الى ان الصين ستساعد أفغانستان فى التخطيط لإقامة بنيتها التحتية كما كشف عن اتفاق الجانبين على تعزيز التعاون فى مجال مكافحة الإرهاب.