"وبعدهالك يا بلد".. الحكومة تبعد مفجر قضية القمح الفاسد عن منصبه.. استمرار "الضياع" الإداري داخل وزارة الزراعة.. و"فايد" مصمم على إدخال الشحنات "المضروبة" بعد الضغوط الفرنسية

أقصى وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، الدكتور عصام فايد، المسئول عن اكتشاف فطر "الأرجوت السام" داخل شحنات القمح - عن منصبه، في خطوة عجيبة ومثيرة وغير متوقعة، خصوصا بعدما رفض الدكتور سعد موسى، رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعي، دخول شحنة القمح القادمة فرنسا بدعوى إصابتها بفطر الإرجوت.

وبعد اتخاذ الوزير لهذا القرار، ثارت العديد من التساؤلات خصوصًا في ظل رغبة الوزير في عدم الإطاحة بالفاسدين والإطاحة بالمكافحين للفساد، ما يعني أن فايد مصمم على وجود الفساد ولا يعالجه.

ورفضت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي متمثلة في الإدارة المركزية للحجر الزراعي برئاسة سعد موسى المقال، شحنة القمح بعد إصابتها بنسبة 5% بفطر الارجوت وهي النسبة المحظورة قانونًا، وبعدها تدخلت جهات علية لتمرير الصفقة بعد ضغوط فرنسية وهو ما قبله القيادي المقال سعد موسى بالرفض، مؤكدًا أن الشحنة معدية وتُسبب أمراض خطيرة.

ويُثير "فطر الأرجوت" علامات استفهام كثيرة في صفوف المتخصصين من علماء النبات، حيث يعتبر متخصصين في أمراض النبات "أن الأرجوت يمكنه أن يسبب أضرار بالغة بصحة الإنسان، خصوصًا أنه ينتشر في مساحات كبيرة من القمح الذي يعتبر المكون الرئيسي لغذاء ملايين المواطنين".

ورفض الدكتور أشرف السعيد، مدير بحوث معرض أمراض النبات "المعين بقرار وزاري، اليوم الأحد، أن فطر الإرجوت سبب مشاكل للمعهد ووزارة الزراعة خلال الشهرين الماضيين، مؤكدًا أن هناك تعليمات مشددة لمنع الحديث الصحفي داخل المعهد وخصوصًا في الجزء المتعلق بفطر "الأرجوت".

وألقى السعيد في تصريحات خاصة لـ "العربية نيوز"، الضوء على ما يسببه هذا الفطرة من خطورة على الصحة العامة إذا زادت نسبته عن المحدد قانونًا، لافتًا إلى وزارة الزراعة أعدت خطة تمنع تسرب الشحنات المصابة بهذا الفطر إلى الداخل.

وعن قرار إقالة الدكتور سعد موسى، رفض السعيد التعليق على هذا القرار مكتفيًا بالتأكيد على أنه "لن يُسمح بدخول شحنات مصابة بالفطر أيا كان مصدرها وأيا كانت الجهات التي تقف خلف ذلك".

من جانبه، رفض المستشار الإعلامي لوزير الزراعة، الدكتور عيد حواش، ربط إقالة الدكتور سعد موسي بقضية "القمح المشهور"، مؤكدًا أن تلك حركة تنقلات عادية قام بها الوزير، كما أحدث في وقت سابقة حركة مماثلة.

وأكد حواش في تصريح خاص لـ "العربية نيوز"، أن الوزير تسلم وزارة الزراعة وكانت تعج بالفساد وكان مطلوبا منه تطهيرها وإعادتها لدورها، وتغيير القيادات يأتي في سياق تجديد الدماء لمزيد من تطهير الوزارة.

كان الوزير عصام فايد قد كلف الدكتور إبراهيم أحمد إمبابي رئيس بحوث بمعهد بحوث أمراض النباتات بمركز البحوث الزراعية بالعمل رئيسًا للإدارة المركزية للحجر الزراعي، بالإضافة إلى عمله خلفًا للدكتور سعد موسى.