خبير تنمية: مصر في حاجة للدولار أكثر من المجمعات السكانية
قال الأستاذ الدكتور صلاح هاشم، أستاذ التنمية والتخطيط والأمين العام للاتحاد المصري لسياسات التنمية والحماية الاجتماعية، أن الحكومة فشلت فى تحويل أحلام الرئيس إلى خطط عملية قابلة للتطبيق فى الواقع كما فشلت في استغلال القدرات الخرافية المكبوتة لدى الشباب المصري، متزرعة بتأهيلهم نظريًا للمناصب القيادية دون فتح منافذ حقيقية لاستغلال تلك الطاقة، مؤكدًا أن الشباب يحتاج إلى مصانع إنتاجية يفجر فيها طاقته لتحول إلى سلع تنافس المنتجات العالمية.
وحذر هاشم، في بيان له اليوم، الرئيس عبدالفتاح السيسي من مصيدة "الفيل الأبيض" المتمثلة في المشروعات القومية العملاقة التي عملت على استنزاف ما تبقى من موارد الدولة، وقضت على ما بقى من أمل في نفوس البسطاء والعامة في وقت ينزف فيه الوطن، وأوشك أهله على المجاعة، مشيرًا إلى أن مصر حاليًا على عاتقها ديون خارجية تجاوزت 46 مليار دولار، وجاءت فيه مصر في ذيل الدول من حيث إشباع المتطلبات الأساسية لمواطنيها، مشددًا على أن حاجة مصر للدولار أكبر بكثير من حاجتنا لفنادق وفيلات.
ورأى أستاذ التنمية أن الحكومة زينت في ذهن الرئيس أن هذه المشروعات هي المنقذ الوحيد للبلاد، والضامن الأكيد لارتفاع شعبيته محليًا ودوليًا، ما أدى إلى انخفاض عائد قناة السويس نحو 300 مليون دولار في 2015م وهو العام الذي افتتح فيه مشروع "التفريعة" الجديدة وتوقعت الحكومة فيه عائد يصل إلى 100 مليار دولار، فضلًا عن ارتفاع موجات الغلاء ورفع الدعم عن كثير من الخدمات والسلع الأساسية حتى وصل الأمر إلى التأثير على مياه الشرب، وما زال الشعب أيضًا ينتظر عائد كل هذه المشاريع.
وأكد أن التنمية الحقيقية لا تقوم على بناء الشاليهات والفنادق والمجمعات السكانية الفاخرة، وإنما تلك التي تجعل من أولوياتها تنمية الفقراء والقرى الأكثر احتياجًا وإنشاء مصانع جديدة، وفتح المصانع المغلقة والتي تجاوز عددها 4603 مصانع، خاصة وأننا نستورد أكثر من 70% من احتياجاتنا.