الدبلوماسية الهادئة
بعد 93 سنة أشغال شاقة سياسية، رحل الدكتور بطرس بطرس غالي الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، بأحد مستشفيات المهندسين بالجيزة، وبعد حياة قانونية وسياسية حافلة.
وغالي ..هو أول أمين عام مصرى - عربي للأمم المتحدة، وعرف بأنه "مهندس" الدبلوماسية الهادئة.
ولد الدكتور غالي في 14 نوفمبر 1922 لعائلة قبطية مصرية وأم أرمينية، وهو حفيد بطرس نيروز غالي رئيس وزراء مصر في أوائل القرن العشرين الذي اغتاله إبراهيم الورداني، وهو أيضًا عم يوسف بطرس غالي الذي كان وزيرًا للمالية " الهارب " فى عهد الرئيس الأسبق مبارك.
وكان الراحل أستاذًا للقانون الدولي والعلاقات الدولية بجامعة القاهرة في الفترة "1949- 1977"، ثم عمل مديرًا لمركز الأبحاث في أكاديمية لاهاي للقانون الدولي "1963-1964".
كما عمل الراحل صحفيًا وباحثًا ، بجريدة الأهرام ، وقام بتأسيس مجلة السياسة الدولية .
وتولى الفقيد منصب الأمين العام السادس للأمم المتحدة للأعوام 1992 – 1996 بمساندة فرنسية قوية ليصبح أول عربي يتولى هذا المنصب، في فترة سادت فيها صراعات في رواندا والصومال وأنجولا ويوغوسلافيا السابقة، فيما لم تمتد رئاسته لفترة ثانية بسبب استخدام الولايات المتحدة لحق الفيتو بعد انتقادها له.
وترأس "غالي" منظمة الفرنكوفونية الدولية بعد عودته من الأمم المتحدة.
كما شغل الدكتور بطرس غالى منصب نائب رئيس الوزراء للشؤون الخارجية في مصر منذ مايو 1991، وكان وزيرًا للدولة للشؤون الخارجية من أكتوبر 1977 وحتى عام 1991 ، فى عهدى الرئيسين .. الراحل السادات، والأسبق مبارك، وشهد مراحل مفاوضات عملية السلام بين مصر وإسرائيل.
ثم كان آخر مناصبه رئاسته للمجلس الأعلى لحقوق الإنسان في مصر، والذي استقال منه بعد ثورة يناير 2011.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسى، أجرى اتصالًا هاتفيًا مساء الخميس الماضى، ببطرس غالى، اطمأن خلاله على صحته فى أعقاب الوعكة الصحية، التى تعرض لها، والتى نقل على إثرها إلى المستشفى، وكان آخر اتصال تلقاه قبل رحيله.، وقد نعته رئاسة الجمهورية فى بيان رسمى، وأشادت بمواقفه السياسية والوطنية وخدمة بلده على مدى سنوات طويلة.
