ننشر نص كلمة رئيس البرلمان في حضور السيسي
أكد رئيس مجلس النواب الدكتور علي عبدالعال أن مجلس النواب عازم أن يواجه كافة المشكلات التي يواجهها المجتمع المصري بصفته السلطة التشريعية التي تجسد إرادة الشعب، والتي تعبر عن جميع طموحاته وأحلامه.
وقال عبدالعال- عقب افتتاح جلسة البرلمان التي سيلقي خلالها رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي خطابه أمام مجلس النواب بمناسبة انعقاد الدورة التشريعية الجديدة- "إنه لمن دواعي سرورنا مشاركة الرئيس في هذا الجلسة، والتي تتواكب مع مرور 150 عاما على بدء الحياة النيابية في مصر".
وأضاف "ولقد آثرت أن تكون رئيسا لكل أبناء الوطن على اختلاف انتمائهم السياسية دون تفرقة أو انحياز، ولقد أنجزت ما وعدت وأنقذت مصر من الفتنة وأكملت بناء مؤسسات الدولة الدستورية ووقفت مع شعبك تحمل رأسك على كفيك، تسدوا عنا طالع الفتن وتحمي وحدتنا الوطنية التى ظهر مدى تشابكها في نسيج قومي متين لا تزيد الأيام خيوطه إلا متانة.. ولا لونه إلا نصاعة تستمد زادها من الديانتين الإسلامية والمسيحية فكلاهما منزل من لدن حكيم خبير.. فنزعت الأمن والرخاء لنحصد الخير في ربوع مصر، مصر البلد الطيب معاف، فمن أرادها بسوء قسمه الله".
وقال رئيس مجلس النواب الدكتور على عبدالعال- في كلمته أمام البرلمان اليوم السبت- "إن سبعة آلاف سنة من الحضارة تنظر إلينا من خلال قبة البرلمان تذكرنا بما كان وتوحي لنا بما هو كائن، وتنادينا بأن نؤمن ونتفائل بما هو قادم.. وقد استطعتم سيادة الرئيس بحكمة بالغة وصبر وتأن ومن خلال ما، إتاحة الدستور والقانون من قواعد أن يكون تكوين مجلس النواب الجديد تكوينا عبقريا فريدا ليعطي أملا جديدا في التعددية السياسية والحزبية، وسماع صوت كل طوائف الشعب وفئاته".
وأضاف "يكفي هذا المجلس فخرا أنه يضم بين أعضائه من النساء ما يقارب الـ90 نائبة، وهو ما يضع البرلمان المصري بين برلمانات العالم الأفضل تمثيلا للمرأة، ويزيد هذا المجلس فخرا أنه يكفل تمثيلا حقيقيا وفعالا للشباب.. فالشباب هم أمل الحاضر وكل المستقبل".
وأكد عبدالعال أن مجلس النواب الجديد عازم أن يقوم بدور رئيسي في التغلب على كافة المشكلات التي يواجهها المجتمع فهو السلطة التشريعية التي تجسد إرادة الشعب، وتعبر عن جميع توقعاته وأحلامه وتساعد في حل جميع مشكلات المجتمع اليومية الأكثر إلحاحا.. وإننا لنستشعر المسئولية العظيمة الملقاة على عاتقنا في ضرورة التوفيق بين المصالح المتعارضة وتحقيق التوازن بينها بما يحقق أفضل وجة للصالح العام مع الأخذ بأسباب التقدم والتطوير عبر وسائل الديمقراطية في الحوار والتسوية.
وشدد على أن المجلس سيظل يمد يد التعاون للحكومة من أجل وضع التشريعات اللازمة للإصلاح الإداري لمؤسسات الدولة ورفع كافة الاقتصاد القومي حتى ينعم شعب مصر بالخير، فضلا عن مسئولية الرقابة الواعية والمسئولة عن أعمال السلطة التنفيذية، مشيرا إلى أن مد التعاون بين السلطات قد كرثة الدستور المصري، حيث قام النظام السياسي للدولة على أساس مبدأ الفصل بين السلطات.. وهذا إنما يعني في الدرجة الأولى ووفقا للفهم الصحيح تعاون سلطات الدولة وتكاملها وتعاضضها، وأن تعمل جميعا في تناغم وتناسق واتصال في إطار من احترام الدستور والقانون.
وتابع "إن أهدافنا كنواب للشعب أن نصل عبر وسائل الحوار وأحكام الدستور والقانون واللائحة إلى أن يكون مجلس النواب معبرا عن كل فئات الشعب يرعى مصالحه ويصون وحدته، وأن يكون مجلس النواب شفافا يتيح لوسائل الإعلام المختلفة متابعة نشاطته المتعددة، وأن يكون مجلس متواصلا مع جماهير الشعب بفتح قنوات متعددة للتواصل والحوار مع كافة الفئات والأفراد والاستماع إلى مقتراحتهم وشكواهم، وأن يكون مجلس النواب فعالا ويتناول كافة القضايا الحيوية ذات الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعملية والثقافية".
وقال رئيس مجلس النواب الدكتور على عبدالعال "إننا لندرك عن يقين أن أعضاء مجلس النواب مسئولون أمام جماهير ناخبيهم في إطار من احترام الدستور والقانون وتغليب وإعلاء المصلحة العليا للبلاد والصالح العام الأولي بالرعاية.. فمن أحسن فسيجد شكرا وتأييدا.. ومن أهمل فسيكون الشعب عليه بعد الله رقيبا".
وأضاف "السيد الرئيس الأخوة والأخوات... لقد أثبت رجال القوات المسلحة أنهم درع الوطن وسيفه وحماة سيادته، وأثبت رجال الشرطة أنهم سياج الأمن والأمان لكل مواطن علي أرض مصر، وقد استشهد من هؤلاء وهؤلاء أطهر الشهداء وهم يقومون بواجبهم يطاردون ويتصدون لخفافيش الظلام وأعداء الحياة الذين يريدون لنا أن نستقل قطار الموت، وأن يحولوا مصر الحب والنماء إلي بحر من الدماء والأشلاء".
وتابع "ولكن مصر ستظل بفضل قيادتها وجيشها وشعبها صامدة بمبادئها الراسخة وبأزهرها الشريف وأبنائه من صفوة العلماء، وستظل مصر قادرة علي نشر صحيح الدين وتصحيح مفاهيمه.. وستظل مصر بكنيستها الوطنية منارة للتسامح والمحبة والوحدة الوطنية".
واستطرد رئيس مجلس النواب "السيد الرئيس لقد أادركتم بحسكم الوطني الصادق أن مصر ترتبط بأشقائها العرب بوشائك صنعتها يد التاريخ ورفرفت عليها عناية الله وآمنت بأن هذا الروابط أعمق في جذورها من المواثيق، وأن أمن الدول العربية واستقرارها هو امتداد للأمن القومي المصري، وأن أي تهديد لسلامتها هو تهديد لمصر ذاتها".
وقال "السيد الرئيس... لقد أعطتنا مغازل التاريخ أعظم الخيوط لكي نمارس الديمقراطية ممارسة سليمة في عالم يموج بالأهواء والتيارات ويموج بالفتن وما يحدث في المنطقة من حولنا ليس ببعيد عنا بحيث أصبحنا لا نميز بين الغناء والبكاء، وكم حذرتم من أن الإرهاب لا دين له ولا وطن له وأنه يطال الجميع.. وها نحن نواجه تحت قيادتكتم سيادة الرئيس بكل قوة من أجل ان تكون مصر آمنة حرة قوية.. ولقد أكدتم دوما سيادة الرئيس أن أنضل الأسلحة في مواجهة التحديات هي أن يرسخ في ضميرنا أن الحرية هي الإيمان بحرية الآخرين، وأن الديمقراطية هي احترام سيادة القانون، وأنه إذا انحرفت الحرية والديمقراطية عن ذلك، وإذا انتهكت سيادة القانون صارت الحرية فوضى والديمقراطية شعارا".
وأضاف رئيس مجلس النواب "أننا نعلم سيادة الرئيس مدي الجهد الذي تبذلوه داخليا وخارجيا، وجماهير شعب مصر تقف خلفكم تؤاذركم كما وقفتم أنتم معها".
واختتم رئيس مجلس النواب الدكتور علي عبدالعال كلمته أمام البرلمان قائلا "لذا فإن علينا جميعا أن نشمر عن ساعد الجد في عزم وإصرار، مدركين بيقين أننا مقبلون علي مرحلة جديدة وحاسمة في مسيرة العمل الوطني تواجهننا فيها تحديات عظيمة ونتطلع فيها إلي آمال كبار.. وكلنا ثقة فيكم ربانا ماهرا تقود السفينة بإذن الله".