مقتطفات من مقالات كتاب الصحف المصرية
اهتم كتاب الصحف الصادرة صباح اليوم الأحد بعدد من الموضوعات، من بينها الحديث عن العلاقات المصرية السعودية، والاحتفالات بتخريج الكليات العسكرية.
ففي مقاله بصحيفة "الأهرام" قال الكاتب فاروق جويدة ، لا أحد يعترض حين يحصل مواطن مصرى ، على جنسية دولة أجنبية هاجر إليها وعاش فيها فهذا حق مكتسب وإن كان هناك من يرفض تماما تغيير جواز سفره.. ومنذ سنوات انتشرت عادة غريبة بين أعداد كبيرة من رجال الأعمال وأثرياء مصر من أبناء الطبقة الجديدة..كان الواحد منهم يأخذ زوجته وهى في آخر شهور الحمل ويذهب إلى أمريكا وهناك يحصل طفله الوليد على الجنسية الأمريكية وبعد فترة وجيزة تحصل الأم على نفس الجنسية حتى يلحق بها الأب..انتشرت هذه الظاهرة في عائلات مصرية كثيرة وكانت المفاجأة التى ظهرت بعد وصول الأخوان المسلمين إلى السلطة أن أعدادا كبيرة منهم كانت تحمل الجنسية الأمريكية وهناك من يحمل الجنسية الانجليزية وكانت المفأجاة الأكبر أن أعدادا من السلفيين ساروا على نفس الطريق ولديهم أكثر من جنسية غير جنسيتهم المصرية.
وقد دار هذا السؤال في رأس الكثيرين من البسطاء في مصر لماذا يحصل داعية إسلامى أو رجل دين أو عضو في حزب دينى على جنسية أجنبية هل هى مصدر حماية ام هى وسيلة هروب سريعة أم انها ضمان لحماية أموال أو أرصدة في بنوك خارجية..إن تيارات الإسلام السياسى كانت على خصام دائم مع الغرب وهى لم تؤمن يوما بثوابت الحياة الغربية في الحريات والديمقراطية وكانت تسخر من مقولات مثل حقوق الإنسان وحقوق المرأة والمجتمع المدنى وترى في كل هذه الشعارات خروجا على ثوابت الشورى والمرأة في الشريعة الإسلامية..ما الذى جعل الكثيرين من أبناء هذه التيارات يتجهون إلى الحصول على جنسيات أجنبية بل إن أعدادا كبيرة منهم تتجه إلى مراكز الأبحاث والدراسات لتقديم الرأى والمشورة حتى ولو كانت ضمن أشياء تتسم بالسرية والغموض.
وأضاف الكاتب قائلا ، هناك تغيرات جوهرية حدثت في نماذج كثيرة من أبناء مصر لأن المصرى كان عاشقا لبلاده وكان من الصعب ان يسعى للحصول على جنسية أجنبية لأنه يرى ان جواز سفره الأخضر وسام دائم..هل هو الهروب أم البحث عن وطن بديل بعد ان سقطت هيبة الأوطان أمام مصالح زائلة ومكاسب سريعة حين غاب الانتماء وتراجعت قيم المواطنة.
وفي مقاله بصحيفة "الأخبار" قال الكاتب جلال دويدار ، كما تمنينا وطالبنا بضرورة تصاعد وتعاظم التواصل بين مصر والسعودية دعما للوشائج المصرية بين البلدين ، وظهرت البوادر الإيجابية بعد زيارة سامح شكري وزير الخارجية للرياض. تمثلت مستجدات هذا التحرك الذي شهدته القاهرة في اليومين الماضيين بزيارة كل من الأمير محمد بن سلمان آل سعود ولي ولي العهد وزير الدفاع بالسعودية وعادل الجبير وزير الخارجية.
وتعبيرا عن قوة العلاقات الأخوية والاستراتيجية بين البلدين جري استقبال الرئيس السيسي لولي ولي العهد ، كما اجري سامح شكري جلسة من المباحثات مع الجبير وزير الخارجية السعودي ، هذا اللقاء في غاية الأهمية لتأكيد رسوخ وقوة ومتانة وتاريخية العلاقات. أنها سوف تكون خطوة ايجابية لتأكيد قدرة هذه العلاقات علي مقاومة المؤامرات والشائعات ومحاولات الوقيعة التي يقوم بها الكارهون لأي تقارب بين البلدين الشقيقين باعتبارهما جناحي الامن القومي العربي. ولا يقتصر هؤلاء الكارهون لهذا التقارب علي جماعة الإرهاب الإخواني وانما هناك ايضا المتربصون من القوي الخارجية اقليميا ودوليا.
اصبح واضحا وجليا أن الاستجابة لدعوة إتمام لقاء القمة السعودي - المصري في القاهرة مرهونة بانتهاء الاجازة التي يقضيها خادم الحرمين حاليا خارج السعودية.. والزيارة التي قام بها سمو الأمير محمد بن سلمان ولي ولي عهد السعودية قد جاءت للقضاء علي اي شكوك بشأن العلاقات، وأنها في نفس الوقت تعد تمهيدا لزيارة الملك سلمان للقاهرة بعد أسابيع قليلة باذن والله.
وقد جاء إعلان القاهرة الذي صدر عن زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي بعد لقائه بالرئيس السيسي انها استهدفت تعظيم ما تمثله العلاقة الوثيقة بين البلدين وقائديهما.. ونقل الأمير محمد بن سلمان تحيات الملك سلمان الي الرئيس السيسي كما تناولت المباحثات استعراض مجمل العلاقات وسبل تعزيزها في كافة المجالات.
وأضاف انه وبناء علي ما تم الاتفاق عليه بين القائدين تم وضع حزمة من الاليات التنفيذية لتحقيق هذا الهدف لصالح العلاقات والمضي قدما في تطوير التعاون العسكري واتخاذ خطوات إنشاء القوة العربية المشتركة. وفي مجال العلاقات الثنائية اكد علي تعظيم الاستثمارات وتحقيق التكامل الاقتصادي ودعم التعاون والتكامل في مشروعات الطاقة والربط الكهربائي والنقل.
واختتم الكاتب بأنه من المؤكد أن ما أسفرت عنه زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد ووزير الدفاع في الشقيقة السعودية جاء بمثابة صفعة قوية لكل الساعين الي الصيد في الماء العكر من الذين يؤلمهم التقارب والتحالف القوي بين البلدين الشقيقين.
وفي مقاله بصحيفة "الأخبار" أيضا قال الكاتب جمال الغيطاني ، إن مصر تمر بمرحلة من أخطر فترات تاريخها ، فلأول مرة يواجه شعبها خطر إسقاط الدولة منذ يناير ٢٠١١ ويأتي التهديد من أربعة محاور وهذا يحدث لأول مرة. فدائما كان الشرق هو مصدر التهديد، هذا الظرف الاستثنائي يقتضي وجود جيش قوي يعلمنا التاريخ أن صعود مصر أو انحدارها مرتبط بقوة وضعف جيشها.
وأشار الى أن إطلاق اسم الفريق سعد الشاذلي علي الدفعات التي تخرجت من الكليات العسكرية ورد الاعتبار لقائد عظيم بعد ما وجه إليه من تشهير وأتخذ ضده من إجراءات ظالمة أمر يتسق مع مبادئ الجيش المصري، ومن أهمها حفظ الذاكرة الوطنية سليمة ، قويمة ، في مواجهة المنصة كانت صور الطلبة الثلاثة الشهداء في حادثة إرهابية تطالعنا، أعرف أن كل طالب في هذه الكلية يلقن أصول الوطنية وتقبل الشهادة من أجل الوطن، ومما يقال لهم قبل النوم: ليتذكر كل منكم أن هذا السرير كان يرقد عليه زميل ربما احتسب الآن في عداد الشهداء ، يرافق ذلك الحفاظ علي التراتبية واحترام القيادات السابقة لاحظت الإجلال الذي كان يعامل به القادة المتقاعدون الذين خرجوا من الخدمة.
لم يكن طابور العرض مقتصرا علي طلبة الكلية الحربية، انما كان للعناصر الأساسية للدولة، شارك طابور من أكاديمية الشرطة، وخريجو الفنية العسكرية ذلك الصرح العلمي الذي تأسس في الستينيات وضم النوابغ، يبرز هنا اسم الفريق محمد إبراهيم سليم ما شاهدناه في طابور العرض من انجازات علمية، يثبت أن التقدم العلمي لن يأتي إلا من أبناء مصر ومن المعاهد العلمية المصرية الخالصة، ظهرت المرأة لأول مرة في طابور العرض ممثلة في خريجات معهد التمريض، وهذا يتم لأول مرة في حدود ما أعلم وإذا لم تخني الذاكرة.
لفت نظري بلاغة الكلمة التي ألقاها مدير الكلية الحربية التي استغرقت بالضبط ثلاث دقائق وقد تأكدت أنه كتبها بنفسه، إنها قطعة أدبية رفيعة ، وكانت أكثر اللحظات تأثيرا، التسليم والتسلم، عندما يسلم أقدم الخريجين العلم إلي أقدم الدفعة التالية، لحظات جياشة بالوطنية ودلالات التغير والزمن ، وكانت العبارة التي علقت بذاكرتي فتلك التي يختتم بها القسم: لا أترك سلاحي قط حتي أذوق الموت، وهذا ما تجسد بالفعل في آخر معركة خاضها الجيش في الشيخ زويد ضد الدواعش الذين صرخوا لأول مرة في الشرق الأوسط الحقونا بننضرب.
وفى صحيفة " الجمهورية " أشار رئيس التحرير فهمى عنبه الى أن إنجاز المصريين إقترب من الانتهاء.. ويحق لهم أن يفرحوا.. بل وأن يتباهوا أمام الأمم. لأنهم يقدمون للعالم أهم ممر ملاحي لحركة التجارة الدولية في صورة جديدة تساهم في الإسراع في نقل البضائع. واستيعاب ناقلات أكبر وأضخم. وأعمق غاطس.
وقال مازال العديد من المواقع الإلكترونية يهاجم المشروع وجدواه.. وهناك تعليقات تشكك في نتائجه وحصاده.. مما جعل الشباب يتساءل : ماذا سنجني منه.. ولماذا كل هذا الاحتفاء بقناة السويس الجديدة؟!!
تعالوا نتحدث بالعقل والمنطق.. ونترك لغة الحوار التي تعتمد علي التعصب للرأي. سواء مع أو ضد.. خاصة إذا كان الهدف هو المصلحة العامة. والعمل من أجل رفاهية الشعب. وعلو شأن الوطن .
علينا أن نعترف جميعاً أن يوم 6 أغسطس. عندما يحتفل العالم معنا بافتتاح القناة.. ليس هو نهاية المطاف.. ولكن بعد أن يغادرنا الضيوف. سنبدأ السير في طريق التنمية والبناء. بما سيتبعه من إقامة مدن عمرانية. ومصانع ومزارع ومناطق خدمية "لوجستية". وأحواض سمكية. ومشروعات تفتح الآلاف من فرص العمل في مختلف المجالات. وتلك هي الجائزة الكبري الذي ينتظرها المصريون عقب الافتتاح.
أما عن فوائد القناة نفسها. فهي حتماً ستزيد من الدخل القومي. لأن أعداد السفن العابرة ستتضاعف.. والأهم أنه بمجرد البدء في الحفر يوم 5 أغسطس الماضي. توقفت أحلام مَن كانوا يتوهمون إنشاء قنوات موازية. أو ممرات بديلة للقناة في المنطقة.
جاءت عمليات شق القناة الجديدة وتوسعتها وتعميقها. لتزيد من التصنيف الدولي لقناة السويس. كممر مائي. بعد أن كانت مهددة بتخفيض تصنيفها لعدم تطويرها.. وهو ما كشفه لي شخصياً الفريق مهاب مميش. رئيس هيئة قناة السويس.
وأضاف أن القناة أعادت المصريين للالتفاف حول مشروع قومي. وأيقظت فيهم الحس الوطني وأعادت لهم الثقة في قدرتهم علي تحقيق المعجزات. وأظهرت معدنهم الأصيل. وقضت علي الدعاوي الكاذبة. بأن العامل "ابن البلد" كسول ولا يتحمل العمل الشاق.. فقد كانوا يواصلون الليل بالنهار لإنهاء هذا الإنجاز بأسرع ما يمكن. ولم يعترفوا بالإجازات ولا الأعياد. ولم يتوقفوا وقت هطول الأمطار. أو تحت الشمس الحارقة.
أدي حفر القناة إلي حركة في المجتمع.. ودائماً في الحركة "بركة".. فقد تم توفير آلاف من فرص العمل. وظهرت طبقة جديدة من صغار المقاولين الذين بعد سنوات سيصبحون "كباراً".. وأخذ العديد من الشباب فرصتهم كمهندسين وخرجت منهم ابتكارات وكانت لهم أفكار ومقترحات تم الأخذ بها عند التنفيذ.. كما قامت شركات ومصانع وورش محلية بتصنيع العديد من المكونات اللازمة للحفر والتدبيش.
لو لم يكن لهذا المشروع من فائدة سوي تحرك المجتمع لكفاه.. فقد شعر الناس بأهمية العمل.. ودقت ساعته.. ودارت العجلة بعد سنوات طويلة من الخمول والكسل.
من حق المصريين أن يفرحوا.. ويتباهوا بإنجازهم.. وأن يستفيدوا من المشروع لأنه في الأصل مقام من أجلهم.. ومن حق كل مواطن أن يقول إن القناة ومحور تنميتها لنا نحن المصريين.