اليسار "خرج ولم يعد".. حصد مقعدًا وحيدًا في الانتخابات.. نافعة: أهم شريحة يخاطبها التيار لا يعلمون عنه شيئًا.. مارجريت عازر: فقير ولا يستطيع تحمل تكلفة الدعاية
حصل حزب
التجمع على مقعد وحيد بالانتخابات البرلمانية بعدما فاز مرشحه بالمرحلة الثانية
عبد الحميد كمال عن دائرة السويس، ولم يحقق الحزب أي مقاعد على مدار المرحلة
الأولى، فيما لم تحقق باقي الأحزاب اليسارية أو القريبة منها أيديولوجيا أي مقاعد
في البرلمان المصري الجديد 2015 وهي أحزاب التحالف الشعبي الاشتراكي، الكرامة، العربي الديمقراطي، الأمة الوفاق، العمال، الشيوعي، مصر العربي، الأحرار الاشتراكيين
حزب الحضارة، الثورة مستمرة.
وفيما
يشبه ورقه التوت جاء فوز الناصرية نشوى الديب، وهيثم أبوالعز الحريري كمستقلين
ليستر جزءا من عورة التيار اليساري في مصر الذي فشل في عهد مبارك وفشل في عهد
المجلس العسكري، وفشل فيما بعد حكم الأخوان في أن يتواجد في الحياة السياسية بشكل
مقبول، وأن يتواصل شعبيًا مع الجماهير ففشل الأحزاب اليسارية لم يقتصر على الانتخابات البرلمانية بل أمتد للنقابات واتحادات الطلاب.
الحياة
السياسية تمر بظرف استثنائي
عن هذا
الشأن تحدث رئيس قسم الاقتصاد والعلوم السياسية حسن نافعة لـ"العربية نيوز"
قائلا "من الصعب تقسيم البرلمان الحالي إلى يمين ووسط ويسار فالحياة السياسية
الآن تكتسي بلون واحد، وإن تعددت الأحزاب فمعظم الفائزين بالمقاعد الانتخابية من
بقايا نظام مبارك أو يتبعون نفس الفكر الذي يسيطر عليه رجال الأعمال وبالتالي فإن
وجود الأحزاب اليسارية في نظام انتخابي وحياة سياسية يسيطر عليها رأس المال هو شيء
مخالف للمنطق".
وأضاف
نافعة أن "الحياة السياسية ماتت إكلينيكيا لأن المناخ غير طبيعي قائم على الاستقطاب
الحاد وهو مناخ استثنائي يعكس اللحظة ولا يمكن تقييم الأحزاب حاليا كما أن هناك
عزوف من الكتلة التصويتيه الكبرى عن التصويت بما لا يعكس قوة الأحزاب السياسية
الحالية.
وأشار
نافعة إلى أن اليسار يحتاج إلى تجديد خطابه السياسي، وأن تلمس برامجه المواطن
البسيط فعلي الرغم من أن اليسار أهم أولوياته الفقراء نجد أن الفقراء لا يشعرون
بوجود الأحزاب اليسارية ولا يجدون أن هذه الأحزاب تقدم حلولا لمشاكل ارتفاع
الأسعار، كما أن قيادات اليسار فئة نخبوية لم تستطع أن تتواصل مع الجمهور البسيط.
كل الأحزاب ضعيفة وليس اليسار فقط
فيما
قالت النائبة البرلمانية الحالية عن قائمة في حب مصر مارجريت عازر لـ"العربية
نيوز": "إن كل الأحزاب المصرية ضعيفة وليس الأحزاب اليسارية فقط؛ ولكن النظام
الانتخابي قائم علي المال السياسي ولا أقصد هنا الرشاوى الانتخابية، بل الدعاية
الانتخابية التي تعددت أشكالها وارتفعت تكلفتها ومن المعروف أن معظم الأحزاب
اليسارية هي أحزاب فقيرة تعتمد علي قواعدها بشكل مباشر في الدعاية، كما أن
التواصل بينها وبين الفئات التي تهتم بها مثل العمال أصبح فيه قصور فنجد أن العمال
حاليا ينتخبون رأس ماليين من رجال الأعمال ولا يعطون أصواتهم لليساريين".
وأوضحت
عازر أن "نسبة التصويت في انتخابات برلمان 2015 بعد ثورتين هي نسبة غير مرضيه ولكن
في حالة عدم الشعور بالخطر تعتبر مناسبة، وتسبب تغيير طريقة الانتخاب في إرباك
الناخب والأحزاب علي حد سواء بما فيها الأحزاب اليسارية التي تعاني من ضعف قدراتها
على الحشد والتواصل مع الجمهور فكانت الغلبة للأحزاب التي يتوافر لديها المال".
سقوط
الاتحاد السوفيتي أثر على اليسار في العالم كله
فيما
قال الباحث بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية الأحزاب اليسارية د. عمار علي حسن
لـ"العربية نيوز": "الأحزاب اليسارية اختفت بشكل مزري نظرا لأن الخطاب السياسي
الحالي ينحي اليسار جانبا فالأعلام يذكر الليبراليين والأسلاميين سواء بالسلب أو
الإيجاب ولا يذكر أي شيء عن اليساريين".
وأوضح
حسن أن "الليبراليين والإسلاميين لديهم الأموال التي تتيح لهم إنشاء القنوات
الفضائية وطباعة الجرائد وعمل المواقع الالكترونية ووجود لجان الكترونية تمثلهم
علي مواقع التواصل وبالتالي يصلون لشريحة كبيرة من المجتمع وهذا لا يتوافر للأحزاب
اليسارية".
وأشار
حسن إلى أن "التيار اليساري تعرض في الربع قرن الأخير إلي التفتيت والتهميش في
العالم كله بعد سقوط الاتحاد السوفييتي ولكنه عاد مرة أخرى في أوروبا بعد تضرر
الكثيرين من الرأس مالية المتوحشة في العديد من الدول الأوربية، وفي مصر مازال
وضع التيار اليساري صعب بسبب تفتت الأحزاب اليسارية وانقسامهم علي أنفسهم وعدم
وجود رؤيه واحده للمشروع اليساري فهناك أحزاب يسارية تتقارب مع السلطة وهناك أحزاب
أخرى تنادي بالديمقراطية".
مبارك والسادات لعبا دورًا في تحجيم اليسار في مصر
فيما قال رئيس حزب مصر العربي الاشتراكي وحيد الاقصري لـ"العربية": "أن مصر تسير تحت مظلة الأغنياء يتقدمون والفقراء يمتنعون علي الرغم من أن الفقراء هم الغالبية العظمي من هذا الشعب مازال الأغنياء يحتلون المقاعد ويخترقون كل المؤسسات ويسيطرون على الإعلام ليزداد الأغنياء غني ويزداد الفقراء فقرا.
وأشار الأقصري إلى أن نظامي السادات ومبارك قاما بحصار القوي اليسارية وعقدا اتفاقات سريه مع التيارات الإسلامية تمكنهم من العمل العام والتواصل مع الجمهور في الشارع شرط عدم الخروج على الحاكم.