زيادة حدة الانقسام داخل "العمال" البريطاني يهدد مستقبل "كوربين"
زادت حدة الانقسام داخل حزب العمال البريطاني بشأن قضية التصويت على قصف تنظيم داعش في سوريا، مع رفض زعيم الحزب جريمي كوربين دعم العمل العسكري، ودعوة وزير الخزانة في حكومة الظل جون ماكدونيل لتصويت حر، وهو ما يهدد مستقبل السياسي الاشتراكي كزعيم للحزب، في حال أصر نواب الحزب على تحديه ودعم رئيس الوزراء ديفيد كاميرون في سعيه نحو عمل عسكري في سوريا.
ودخل زعيم الحزب جريمي كوربين في خلاف مع العديد من أعضاء حكومة الظل حول قصف مقاتلات التايفون لتنظيم داعش في سوريا، وهي الخطوة التي يعارضها بشدة، إلا أن التصويت الحر يبدو أنه أفضل حل للأزمة، مع تزايد عدد كبار أعضاء الحزب الذين يدعمون هذا الحل، وكان آخرهم وزير الخزانة جون ماكدونيل، ونائب زعيم الحزب توم واطسون.
وقال جون ماكدونيل لاذاعة (بي بي سي راديو 4) "هناك بعض القضايا مثل شن حرب والتي يجب أن تكون مسألة فوق سياسة الحزب"، مضيفا "لا ينبغي أن يكون هناك أي انضباط حزبي بشأن مسائل من هذا القبيل، يجب عليك اتباع تقديرك بشأن ما هو الأفضل لدائرتك ولبلادك".
وتزايد عدد النواب المطالبين باستقالة جريمي كوربين، حيث أشارت صحيفة "ذي تايمز" إلى أن كبار أعضاء حزب العمال سعوا إلى الحصول على استشارة قانونية بشأن كيفية الإطاحة به.
ورفع كوربين من حالة الغضب داخل الحزب بعد إرسال استبيان يطالبهم فيه بإبداء رأيهم حول الضربات العسكرية المحتملة.
ويخشى أعضاء الحزب بأن يستخدم السياسي اليساري القاعدة الشعبية التي يتمتع بها بين داعمي الحزب لمحاولة إجبار أعضاء حكومة الظل لدعم موقفه.
وأرسل كوربين خطابا الى نواب الحزب قال فيه "إن رئيس الوزراء فشل في توضيح كيفية مساهمة الغارات الجوية ضد التنظيم في سوريا في حماية الامن القومي البريطاني أو التقليل من خطر داعش"، وأضاف "عندما تم انتخابي قلت أني أرغب في أن يصبح الحزب أكثر شمولية وديموقراطية".
وتابع "لذا أكتب اليكم لاستشارتكم بشأن ما الذي برأيكم يمكن أن تفعله بريطانيا، هل يجب على البرلمان التصويت لتخويل كاميرون قصف سوريا؟".
وذكرت صحيفة "الجارديان" أنه في الوقت الذي انتقد فيه وزير خارجية حكومة الظل هيلاري بن، كوربين، أكد أن رئيس الوزراء أوفى بتعهداته التى أقرها في مقترح الحكومة وهو ما يتضارب بشدة مع موقف كوربين.
وأضافت أنه إذا لم تفلح المحاولات الجارية للم شمل قيادات حزب العمال على موقف واحد بخصوص هذه القضية فإنه من المرجح أن يسمح كوربين لنواب الحزب بالتصويت بحرية دون إلزامهم بقرار معين.
واتهم الوزير العمالي السابق جون سبيلار، زعيم الحزب، قائلا إنه يمارس ضغوطا على زملائه، موضحا "أنه بالتأكيد يحاول اجبار أعضاء حكومة الظل على معارضة عمليات القصف المقترحة"، وقال سبيلار "أعتقد أنه سوف يكون له تأثير عكسي، اعتقد ان النواب سيقولون أنه لن يتم اجبارنا حول قضية كتلك".
ومن المحتمل أن يقترح رئيس الوزراء التصويت على تلك القضية يوم الثلاثاء القادم، إلا أن كاميرون قد أكد في أكثر من مناسبة على أنه لن يثير التصويت قبل التأكد من حصوله على الأغلبية المطلوبة في مجلس العموم.
ويحاول كاميرون الحصول على تأييد أكبر عدد من نواب حزب العمال في عطلة نهاية الأسبوع قبل اجتماع الحزب يوم الاثنين، للوصول الى قرار نهائي.
وذكرت صحيفة تليجراف أن ما يصل إلى 115 نائبا من نواب حزب العمال مستعدون لدعم التحرك العسكري في سوريا.