علماء يحذرون من أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيكون "كارثيا"
حذرت مجموعة من كبار العلماء والأكاديميين في بريطانيا، اليوم الأربعاء، من أن خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي سيكون له مردود كارثي على الجامعات والبحث العلمي، مشيرين الى أن ذلك سيكلف البلاد عشرات الملايين من الجنيهات للتمويل، بجانب ترك المؤسسات المرموقة في المملكة المتحدة تعاني من أجل المنافسة على الساحة العالمية.
كما حذر نواب رؤساء الجامعات من أن ضررا لا مفر منه سيصيب مراكز التعلم والتعليم، مؤكدين على أن عضوية الاتحاد الأوروبي كانت عاملا حاسما في اكتساب الجامعات البريطانية سمعة عالمية.
ونقلت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن علماء من مجالات متنوعة مثل علم الأعصاب، وعلم الفلك، والمناعة، والزراعة المستدامة، والبيولوجيا الجزيئية، وتكنولوجيا النانو، والسرطان بأن خروج بريطانيا سيؤدي إلى قطع التمويل عن الجامعات، ووضع العراقيل أمام جذب أفضل المواهب للمؤسسات البريطانية، اضافة الى اصابة التعاون العابر للحدود في مجال البحوث بالشلل.
وعلى الرغم من أنه ليس من الواضح حتى الآن ما هو شكل علاقة بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي في حالة خروجها، إلا أن الأغلبية الساحقة من الأكاديميين والعلماء أكدوا للصحيفة على أن الوضع سيكون سيئا، ضاربين المثل بسويسرا وهي دولة ليست عضو، حيث تم تخفيض تمويل الابحاث من الاتحاد الأوروبي لديها العام الماضي بعد أن صوتت ضد تقييد حرية الحركة لمواطني دول الاتحاد.
يأتي ذلك بعد أن أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس الثلاثاء أن الاتحاد الأوروبي بحاجة لأن يقلص دوره في بعض المجالات، التي تتعلق بأداء الدول الأعضاء على نحو يوسع نسبيا من الصلاحيات الوطنية لكل دولة عضو في الاتحاد.
وعرض كاميرون تصوراته عن إصلاح الاتحاد الأوروبي قبل إجراء استفتاء في بلاده على استمرار عضوية بريطانيا بالاتحاد في رسالة إلى رئيس المفوضية الأوروبية دونالد تاسك حدد فيها مطالبه في هذا الخصوص، التي تتلخص في: عدم التمييز داخل الاتحاد الأوروبي بين دول منطقة اليورو وسواها (حيث أن بريطانيا ليست عضوا في منطقة اليورو) والتركيز بشكل أكبر على القدرة التنافسية للسوق الواحدة.. واستثناء بريطانيا إذا ما قررت الدول الأعضاء أن تكون على هيئة "اتحاد أوثق".. والسماح لها بفرض رقابة أكبر على الهجرة.
ومن المقرر إجراء الاستفتاء على عضوية بريطانيا قبل نهاية عام 2017.