عاجل
الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

أثري: مصر أول من عرف نظام "الانتخاب" في العالم

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

أكد الدكتور حسن محمد سليمان مدير عام آثار الوجه البحرى بوزارة الآثار، أن مصر عرفت قبل دول العالم باسره نظام الانتخاب والذى يعد اليوم من أكبر مظاهر الحرية والديمقراطية وعنوان التقدم والازدهار، ففى الوقت الذى كانت تتمتع فيه مصر بأزهى عصورها المتقدمة ورقى حضارتها وتشع منها مصابيح العلم والتقدم كانت الدنيا كلها تجب فى غياهب الظلام. 

وقال سليمان اليوم: إن مصر القديمة عرفت نظام الانتخاب فى واحدة من أكبر وأخطر المناصب الدينية التى تمثلت فى طبقة الكهنة والتى تعتبر من أرفع المراتب ولا سيما وإن الملك المصرى يعد هو الكاهن الأكبر رسميًا حيث إذ أنه الكاهن الأكبر للمعبودات منذ أوائل التاريخ.

وأضاف أن الملك من الناحية النظرية كان هو كبير الكهنة الحقيقى إلا أن ثقل واجباته وأعباء مهامه لا تجعله يستطيع القيام بدوره ككبير للكهنة لذلك فقد منح بعض واجباته الدينية لشخص يستطيع القيام بها ربما لمكانته العالية بين أسرته أو لأمانته وثقة الملك فيه، أو ربما لتدرجه فىً سلك الكهانة.

وتابع أن تصنيف مراتب الكهنة ليس بالأمر الهين فهى مختلفة فى كل عصر فقد تكونت فى الدولة الحديثة من خمسة أنواع من الكهنة أو أكثر حيث يمكن إحصاء أكثر من ذلك من المراتب الكهنوتية منها ثلاثة أساسية وثابتة والباقي متغيره. 

وأوضح أنه في مصر القديمة عرفت عدة طرق للوصول إلى الكهنوت هى الوراثة، التعيين، الاختيار، الانتخاب، الترقى، والمنح، ورغم أن الوراثة لعبت دورًا مهمًا فى اختيار الوظائف الدينية حيث إن جميع الشعائر الدينية فى المعابد كانت تجرى باسم الملك والذى كان من حقه تعيين رجـال الـدين وفصلـهم. 

فقد أعتبر أن اختيار كبير الكهنة فى الأصل من حق الإله حيث إن الملك هو خليفة الإله على الأرض، مشيرًا إلى أنه في الدولة الحديثة تدخل الإله فى تعيين الكهان أو كبير الكهنة بصفة خاصة عند إنشاء معابد جديدة، وتعتبر التـدخـلات الملكية فى الاختيار نادرة وذلك فيما يخص الطبقات المتخصصة وعامة رجال الدين ولكنها كانت واضحة فيما يخص الكهنة الكبار من المرتبة الأولى.

وأشار إلى أنه أحياناً لم تكن قوانين الوراثة أو غيرها من الطرق الأخرى كافيه لسد الحاجات من الرجال فى عبادة معينة او فى مركز دينى معين ، فكان هناك من بين الطرق التى طبقت فى اختيار الكهنة هى طريقة الانتخاب والتى عرفها المصريون القدماء وطبقوها فى مجتمعهم الكهنوتى وفى ظائفهم الدينية.

وعن طريقة الانتخاب فى مصر القديمة، قال الدكتور حسن سليمان: إن الانتخاب كان يتم بطريقة ديمقراطية تمامًا مثلما يحدث الآن في أرقي المجتمعات تحضرًا وازدهارًا حيث تجتمع هيئة الكهان الذين لهم حق ممارسة مهام العبادة عمليا ويعقدون جلسة فيما بينهم على شكل لجنة يختلف اعضاؤها بحسب كل معبد ومكانه وعدد رجال الكهنوت حينئذ، ويتفقون فيما بينهم حول شخصية معينة أو أكثر سيتم انتخابها أو التصويت عليها فيما بينهم وبالتالى اذا ما حصلت على الأغلبية يتم ضمها إلى المجموعات المقدسة.