خبير آثار: هجرة المسلمين الأولى للحبشة تؤسس لمبدأ قبول واحترام الآخر
أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان أن أول هجرة فى الإسلام كانت من مكة إلى الحبشة وأن سبب اختيار الحبشة هو وجود ملك عادل بها، وهى أرض صدق تدين بالمسيحية على عكس المناطق الأخرى الوثنية، وقد نصح محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه حين اشتد بهم بطش قريش بالهجرة إلى الحبشة دون غيرها.. قائلا " لو خرجتم إلى أرض الحبشة فإن بها ملكا لا يظلم عنده أحد وهى أرض صدق حتى يجعل الله لكم فرجا مما أنتم فيه".
وأضاف ريحان - فى تصريح له اليوم الثلاثاء - أن العلاقة بين قريش والحبشة قد تحسنت بعد الجفاء الذى نشأ بينهما بسبب موقف أبرهة العدائى من مكة والأحباش بعد طردهم من اليمن على يد الفرس، كما اعتبر الأحباش أهل مكة الوسيط التجارى بسبب عداء الفرس للأحباش وحلفائهم الروم وانهيار شأن تجارة اليمن ، ويأتى وصف النبى صلى الله عليه وسلم للحبشة بأنها أرض صدق لأن أهلها كانوا أصحاب كتاب سماوى يدينون بالمسيحية وكان يرى فى أهل الكتاب الحلفاء الذين يؤيدون ما يقول ويؤمنون بالحق الذى يدعو إليه وذلك طبقا لما جاء فى كتاب (الهجرة إلى الحبشة) للدكتور محمد عبد الفتاح عليان أستاذ التاريخ الإسلامى بجامعة الأزهر".
وتابع أن "المسلمين لم يختاروا بلاد الشام لهجرتهم الأولى وقد كان يحكمها هرقل وهو إمبراطور متجبر اضطهد رعاياه من المسيحيين المخالفين فى المذهب مما يؤكد رفض الإسلام لاضطهاد طائفة نتيجة اختلاف الدين أو المذهب مما يؤسس لمبدأ المواطنة والتعايش السلمى بين كل فئات المجتمع وقبول واحترام كل منهم للآخر.
وأوضح أن هجرتهم لم تكن كذلك لأرض يحكمها الفرس، وقد كان كسرى أبرويز يحكم مملكة الحيرة وهو الملك الوحيد الذى مزق كتاب النبى صلى الله عليه وسلم، حين أرسله إليه يدعوه للإسلام ولم تكن هجرتهم لأى أرض تسكنها القبائل العربية لأن الوثنية كانت غالبة على معظم هذه القبائل ولا يتوقع المسلمون منهم تعاطفاً مع الدعوة الإسلامية ضد قبيلة قريش الوثنية.
وأشار إلي أن النجاشى ملك الحبشة أكرم المسلمين المهاجرين لأنه رأى فيهم مبادئ الدعوة الإسلامية التى تتسق مع مبادئ المسيحية الجوهرية وقد كانت هجرة المسلمين الأولى للحبشة أول تجربة فى تاريخ الأديان تؤسس لمبدأ قبول واحترام الآخر.