أوضاع السودان.. تدخل صيني وتحذير من كارثة
في السودان، دخل الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أسبوعه الثالث، وسط عدم رغبة الطرفين في الجلوس على طاولة المفاوضات.
تحذير من كارثة في السودان
وتحولت الأزمة الصحية التي كان السودان يعانيها إلى "كارثة بكل معنى الكلمة" جراء تواصل المعارك منذ أكثر من أسبوعين، في ظل نقص العاملين والمستلزمات الطبية وانتشار الأوبئة، وفق ما أفاد المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية.
وقال المدير الإقليمي لشرق المتوسط أحمد المنظري خلال حوار في مقره بالقاهرة: "إنها كارثة بكل معنى الكلمة".
وتعرضت المستشفيات والمراكز الصحية في السودان، أحد أفقر بلدان العالم، إلى قصف متكرر واحتل بعضها مقاتلون من طرفي النزاع، أو باتت خالية من العاملين أو الأدوية والمستلزمات الطبية، بحسب ما قال مرارا الأطباء السودانيون منذ 15 أبريل.
وأوضح المنظري أنه قبل المعارك الأخيرة "مرّ النظام الصحي في السودان كما هو معروف بسنوات من الأزمات المختلفة مما عرّضه للكثير من الهشاشة والضعف الحقيقي، ضعف بكل ما تعنيه الكلمة من حيث البنى التحتية، أي المستشفيات أو مراكز رعاية صحية أولية بمختلف مستوياتها في عموم السودان".
وتابع: "هناك فعلا نقص حقيقي في الكادر الطبي، وخصوصًا بعد ظهور هذه الأزمة خلال الأسبوعين الماضيين.. وخصوصا الكادر الطبي المتخصص على سبيل المثال في الجراحة والتخدير".
وقال المنظري إنه "بلغة الأرقام.. هناك ما يقارب من حوالي 61 % من المؤسسات الصحية العاملة في الخرطوم توقفت عن العمل بالإضافة إلى الهجمات العسكرية المباشرة والاحتلال العسكري لهذه المؤسسات وطرد العاملين منها".
وأشار إلى أن "23 % من المستشفيات في الخرطوم تعمل بشكل جزئي في حين تعمل 16% فقط بكامل طاقتها".
ووفق المنظري هناك كذلك "ما يقارب من أربعة ملايين امرأة مرضى أو حامل وطفل يعانون نقص تغذية حادا وبالأخص 50 ألف طفل يعانون من نقص حاد في التغذية يحتاجون إلى عناية على مدار الساعة، وللأسف هذا سوف يتوقف".
وأكد المنظري أن النظام الصحي في السودان كان يحتاج قبل المعارك "إلى مئات الملايين من الدولارات"، وأن الأمم المتحدة كانت وجهت "نداء لدعم السودان في العام 2023 في الجانب الإنساني والذي يشمل الجانب الصحي، بما يقارب من 1.7 مليار دولار".
ولكن "للأسف لم نتمكن من الحصول إلا على فقط ما يقارب 13% من هذه المساعدات"، وفقا للمسؤول ذاته.
تدخل صيني في أزمة السودان
وتتجه الأنظار نحو دور وساطة مرتقب من الصين التي لم تعلن انحيازها إلى أي من طرفي الصراع.
والتزمت بكين موقفًا محايدًا من الجيش وقوات الدعم السريع، في محاولة منها لتكريس نهجها الحذر في السياسة الخارجية من جهة، والحفاظ على مصالحها الاقتصادية وعلاقاتها الدبلوماسية مع الخرطوم من جهة أخرى.
وعلى عكس الموقف الروسي والأمريكي، تحظى الصين التي التزمت بالحياد، ولم تدعم أي طرف على حساب الآخر بثقة قيادة الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع.
فقد اقتصر دور الإدارة الأمريكية على إجلاء رعاياها والسعي إلى تعزيز وقف إطلاق النار وتمديده حتى لوكان هشًا.
كما أن طرفي الصراع قد يفضلان الدور الصيني في الوساطة المرتقبة على دور الاتحاد الأفريقي ومقره إثيوبيا؛ خشية تأثير أديس أبابا لصالح طرف على حساب الآخر.