أول اتصال بين السيسي والأسد.. خبراء يكشفون الأسباب والكواليس
تحول كبير شهدته العلاقات المصرية السورية، بعدما أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتصالا هاتفيا بنظيره السوري بشار الأسد، هو الأول بينهما على الإطلاق.
أول اتصال بين السيسي والأسد
ودفع الزلزال المدمر الذي شهدته سوريا لإعلاء المشاعر الإنسانية على الخلافات السياسية، وأجرى الرئيس المصري هذا الاتصال الذي رحب به نظيره السوري بشكل كبير.
وأكد الرئيس السوري بشار الأسد امتنانه لاتصال السيسي الذي عبر عن تعازيه الحارة للشعب السوري في ضحايا الزلزال المدمر، مشددا على اعتزاز سوريا بالعلاقات التاريخية والأخوية التي تربط البلدين وشعبيها الشقيقين.
وأعرب السيسي عن خالص التعازي في ضحايا الزلزال المدمر الذي وقع بالأمس 6 فبراير، والتمنيات بالشفاء العاجل للجرحى والمصابين.
كما أكد الرئيس المصري تضامن مصر مع سوريا وشعبها الشقيق في هذا المصاب الأليم، مشيرا إلى توجيهات بتقديم كافة أوجه العون والمساعدة الإغاثية الممكنة في هذا الصدد إلى سوريا.
وفي تصريحات لوكالة روسيا اليوم، قال البرلماني والإعلامي مصطفى بكري تعليقا عن أول اتصال بين السيسي والأسد: "هذه خطوة جيدة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الرجل العروبي الذي يعتبر الأمن القومي العربي كل لا يتجزأ".
وتابع بكري: "هذا ليس بموقف جديد هو سبق أن تحدث في مجلس الأمن في وقت سابق، مؤكدا على تضامن مصر مع سوريا ضد أي تدخل أجنبي وشدد على وحدة الشعب السوري ووحدة أراضي، مبادرة جيدة لعودة العلاقات كاملة مع سوريا لمواجهة كافة التحديات"
من جانبه قال المفكر المصري الكبير عبد الحليم قنديل إن اتصال الرئيسين المصري والسوري، ليس جديدا على العلاقات الجيدة بين البلدين، فالسياسة المصرية منذ سنوات مع عودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية، وعلاقات القاهرة ودمشق متواصلة رغم كل اجواء الحصار الذي تعاني منه سوريا، مصر دائما ما تعلن مع مبدأ الدولة الوطنية والجيش الوطني الواحد، ومع عودة السيطرة الكاملة للسلطة السوريةعلى أراضيها، مصر دائما تعلن أن حل الأزمة السورية مرتبط بحوار صادق تجريه السلطة السورية مع الأطراف الأخرى، مصر تعلن أن كل تدخلات الأجنبية في سوريا غير مشروعة، وأن سبيل الخلاص هو عودة سوريا إلى الانتظام كدولة وكجيش موحد.
وتابع: "الاتصال صحيح ارتبط بما تواجهه سوريا الآن من زلازل مدمرة، ولكن التواصل بين البلدين دائم وهناك دول عربية أخرى نجحت مصر في كسبها إلى عودة سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية".
وفي السياق ذاته، قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي أحمد رفعت إن الاتصال منطقي جدا في ظل الكارثة التي تتعرض لها سوريا فوق ما تعانيه، ويضع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اعتبارات الأمن العربي فوق كل اعتبار حتى كان الملف السوري حاضرا في جهود مصر في كافة المؤسسات الدولية المعنية بما فيها جامعة الدول، والجمعية العامة ومجلس الأمن.
وتابع: "بما فيها زيارة محددة للقضية السورية أمام مجلس الأمن في 21 سبتمبر 2016 تحدث الرئيس المصري فيها عن الحل هناك معتمدا على الثوابت المصرية الخمسة للصراع، أولها سلمية الحل، وثانيها ضرورة الحفاظ على وحدة التراب السوري وثالثها ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية الوطنية وطبعا في مقدمتها الجيش العربي السوري، ورابعها أن مستقبل سوريا يحدده السوريون فقط، وخامسها استبعاد قوى الإرهاب من أي اتفاق.
وأكد الخبير المصري أحمد رفعت أن الرئيس المصري أعلن بنفسه في حوار مع التلفزيون البرتغالي في 2016 عن دعم مصر الصريح للجيش السوري، كما زار مصر اللواء علي المملوك الذي يعتبر الرجل الثاني في سوريا في 24 ديسمبر 2018، وتباحث مع مدير المخابرات المصرية عباس كامل في قضايا أمنية واستراتيجية مهمة، وزار أكثر من مسؤول سوري القاهرة منهم وزير الإسكان محمد وليد غزال في 5 ديسمبر 2015 لحضور اجتماعات المهندسين العرب.
ونوه رفعت أن الأمن القومي المصري ممتد إلى حدود سوريا الشمالية، وطوال مؤامرة إسقاط سوريا لعبت مصر أدوارا مهمة في الداخل السوري، إذ استطاعت التوصل إلى أكثر من اتفاق لوقف العنف في أكثر من منطقة منها ريف حمص وريف دمشق والغوطة بالشراكة مع الصديق الروسي.