عاجل
السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

هادي يتهم إيران والانقلابيين بعرقلة الانتقال السياسي في اليمن

الرئيس اليمني عبد
الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي

أكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أن إيران عرقلت كل الإجراءات التي قامت بها اليمن على طريق الانتقال السياسي للسلطة في إطار المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرارات مجلس الأمن الدولي، بعدما دربت عناصر ميليشيات الحوثيين في مسعى منها لفرض التجربة الإيرانية في اليمن.

وقال هادي - في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك - إنه تحدث أمام المنظمة الدولية من 3 سنوات وأوضح كيف قامت إيران بتدريب الميليشيات، فضلاً عن احتجاز سفن إيرانية محملة بالأسلحة إلى هذه الميليشيات، مضيفاً: "اليوم وفي خلال هذه الفترة قامت اليمن بالمضي قدمًا في مسار الانتقال السياسي الذي أنتج عملية سياسية أدت لصياغة مسودة لدستور مدني ديمقراطي حديث".

وتابع الرئيس اليمني: "كانت المنظمة الدولية مع اليمن في كل الأوقات سواء من خلال الدعم المباشر من قبل الأمين العام وزيارته لليمن والجلوس مع كافة المكونات المشاركة في الحوار بينهم الحوثيين أو جهود مبعوثه الخاص إلى اليمن أو من خلال قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصِلة وبيانات رئاسة مجلس الأمن وزيارة مجلس الأمن لليمن.

واتهم هادي- في كلمته التي بثتها وكالة الأنباء اليمنية الحكومية- جماعة الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح بالانقلاب المسلح على العملية السياسية والإنجازات التى تحققت مع اقتراب عملية الانتقال السياسي من نهايتها بمراجعة مسودة الدستور وعرضها لاستفتاء شعبي.

وأضاف أن الميليشيات وصالح قاموا بعملية انقلاب مسلح مكتملة الأركان تم خلالها احتلال العاصمة صنعاء والمدن الأخرى وقتل الأبرياء وهجرت الأسر ونهبت المعسكرات والمؤسسات وقصفت المستشفيات والمساجد ودور تحفيظ القرآن وانتشرت تلك الميليشيات المدججة بكل الأسلحة التي تم نهبها والاستيلاء عليها من معسكرات الدولة في معظم المحافظات. 

ووصف ما حدث من قبل الميليشيات في حربها على المحافظات خاصة في عدن وتعز والضالع بالإبادة الجماعية في محاولة يائسة لفرض التجربة الإيرانية العقيمة.

وأدان الرئيس هادي عمليات الاعتقال والاختطاف التي قامت بها ميليشيات الحوثيين ضد القيادات السياسية ورجال الدولة وآلاف المواطنين ومصادرة الحريات الإعلامية والدينية، وإغلاق وسائل الإعلام واعتقال الصحفيين ووضعهم كرهائن في المواقع العسكرية وتجنيد آلاف الأطفال وتوزيعهم على كافة الجبهات، وزراعة الألغام واستهداف السفارات والدبلوماسيين وتحويل المناطق السكنية والمباني العامة إلى مناطق لتخزين السلاح وتحويلها إلى مناطق عسكرية، وكذلك تصريحات قادتهم بالحديث عن مشاريع توسعيه في الدول المجاورة وتهديد الأمن الإقليمي والدولي. 

وأوضح أن الدولة تعاملت بالكثير من حسن النوايا مع صالح والحوثي منذ البداية فأعطت الحصانة لصالح والتي سمحت له بالعمل السياسي لكنه استغل هذا التسامح في الانقلاب على النظام والانتقام من الشعب اليمني الذي ثار عليه، متابعًا: "وكذلك الحوثي الذي قبلته شريكا في الحوار الوطني رغم أنه كان لازال يحمل السلاح رافضًا تكوين حزب سياسي وتم قبوله رغم تمرده على الدولة منذ عام ٢٠٠٤ ولم يكن نضاله سلميًا مثل الحراك السلمي الجنوبي كما تم تخصيص محور كامل لقضية صعده في الحوار رغم أن أبناء محافظة صعده كانوا يعانون من التهجير بسبب اقتطاع هذه الحركة المسلحة للمحافظة بقوة السلاح من تحت يد الدولة وحتى قيامهم بتهجير الأقليات بصورة عنصرية".

وأكد أن الدولة تعاملت إيجابيًا مع الجماعة رغم كل هذه الممارسات وعقدت معها اتفاقيات إلا أنها في كل مرة تنكث بالتزامها بل واستغلت كل ذلك للانقلاب على النظام والتنكيل بالمدن وأهلها. 

وأوضح هادى أن الدولة حين أدركت حجم الكارثة التي ستقودها إليها ميليشيات الحوثي وصالح نتيجة انقلابهم وجهت نداء لأشقائها في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة بالتدخل للوقوف مع اليمن وشعبه لكبح جماح تلك الميليشيات التي تستهدف مقدرات البلد وشرعيته فكانت الوقفة الصادقة والشجاعة لدول التحالف بقيادة السعودية.

ووجه هادي الشكر لملك السعودية وقادة دول التحالف على وقفتهم حتى لا يسقط البلد في أيدي التجربة الإيرانية التي لديها طموحات كبيرة منها السيطرة على باب المندب. 

وقال الرئيس اليمنى: إن أبناء الشعب وقفوا في وجه تلك الميليشيات وسجلوا انتصارات عظيمة في عدن والضالع ومأرب وأبين وصمدوا في تعز والبيضاء والحديدة وغيرها من المدن.

موضحًا أنه زار عدن قبل أيام وبالرغم من الفرحة بتحرير هذه المدينة الاستراتيجية من أيدي الميليشيات الانقلابية للحوثي وصالح.

وأردف: "إلا أن هناك أسى وحسرة من حجم الدمار والخراب الذي سببته تلك العصابات الإجرامية بالمدينة وأهلها وهو ذات المشهد والمأساة التي تحدث الآن في مدينتي تعز ومأرب.

مشيرًا إلى أن عدد الشهداء في مدينة عدن وحدها وصل إلى 1350 وعدد الجرحى 11160".

وطالب الرئيس اليمني بمضاعفة الجهود الدولية والوقوف مع الشعب اليمني والوفاء بتعهداتها للتخفيف من تلك المأساة الإنسانية وإعادة الإعمار.

 مشيرًا إلى أنه بالرغم من إعلان الأمم المتحدة في كل عام عن خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن إلا أن ما يتم تقديمه لا يغطي إلا الجزء اليسير من الاحتياج الفعلي المتزايد بسبب الأوضاع المأساوية الصعبة التي يعيشها أبناء الشعب اليمني. 

مؤكدًا حرص الحكومة اليمنية على أن تصل المساعدات الإنسانية العاجلة إلى مستحقيها في كل محافظات الجمهورية دون استثناء بعد انتقالها إلى مدينة عدن وممارستها لكافة أعمالها من هناك. 

وجدد هادى تأكيده على التعامل بإيجابية تامة مع كافة الجهود المخلصة التي يتبناها المجتمع الدولي خاصة الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه لليمن لإنهاء الانقلاب من خلال التطبيق الكامل والحقيقي لقرار مجلس الأمن الدولي ٢٢١٦ ثم استئناف العملية السياسية وفقًا للمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني.

ووجه الرئيس دعوة لمن وصفهم بالانقلابيين بإنهاء كافة مظاهر الانقلاب وإلقاء وتسليم السلاح والعودة إلى تحكيم العقل والجلوس إلى طاولة الحوار لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي ٢٢١٦ بنية صادقة ومخلصة بهدف تحقيق السلام ولكن ليس السلام الذي يحمل في طياته بذور تلغيم المستقبل بل هو السلام الدائم الذي يؤسس للعدالة والنظام والقانون. 

وطالب المجتمع الدولي بمضاعفة جهوده لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الأخير الذي أعطى مصداقية لمجلس الأمن الدولي وسيعززها بالإصرار على التنفيذ الحرفي له باعتباره سيد قراره ويحترم قرارته.

وأكد الرئيس اليمني أن الإرهاب يمثل تهديدًا حقيقيًا لكافة الدول، قائلًا: "عملت اليمن بكل صدق وحزم للوقوف في وجه الإرهاب وخاضت حربًا معه وكانت تمضي بشكل ممتاز بالشراكة مع دول صديقة لولا انقلاب المتمردين وتطرفهم والذي لعب دورًا محوريًا في توفير بيئة مناسبة للإرهاب.

وجدد التزام حكومة بلاده الجاد بالشراكة مع كافة الجهود الدولية في مكافحة الإرهاب من موقع اليمن الاستراتيجي والحيوي الهام والذى يمثل الاستقرار فيه عامل استقرار للمنطقة والعالم".