عاجل
الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

"أوتشا": الصومال تفلت من مجاعة.. لكن قد تقع الربيع المقبل

نيوز 24

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إنه بينما تم درء خطر المجاعة في الصومال حتى الآن، إلا أن أزمة الأمن الغذائي الكامنة في البلاد لم تتحسن، ومن المتوقع أن تعاني أجزاء من البلاد من المجاعة في عام 2023 ما لم يتوسع الدعم الإنساني.



لا مجاعة في البلاد


تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي للصومال، الذي صدر أمس الثلاثاء، لم يؤد إلى إعلان المجاعة في البلاد خلال هذه الفترة كما كان متوقعًا، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى استجابة المنظمات الإنسانية والمجتمعات المحلية.

وردًا على أسئلة الصحفيين في جنيف حول ما إذا كانت المنظمات الإنسانية قد دقت ناقوس الخطر بشكل مبكر، أكد المتحدث باسم الأوتشا، يانس لاركيه، أن المجتمع الدولي لم يرفع الصوت بما يكفي.

وأوضح "لاركيه" أنه على الرغم من عدم تلبية العتبات التقنية لإعلان المجاعة، مضيفًا: "هذا لا يعني أن الناس لا يعانون من نقص كارثي في الغذاء".

وأشار إلى أن التقرير يكشف أن عدد الأشخاص المتوقع أن يكابدوا ظروفا كارثية لأمنهم الغذائي سيرتفع من 214 ألفاً إلى 727 ألف شخص بحلول الفترة ما بين أبريل ويونيو 2023، وأضاف: "لذا، فإن الوضع بالكاد يمكن أن يزداد سوءًا".

وشدد يانس لاركيه على أن سبب عدم إعلان المجاعة كما كان من المتوقع هو أن المنظمات الإنسانية تقوم بعملها وأن المجتمعات المحلية كثفت جهودها، وقال: "لقد تجنبوا حدوث المجاعة، لكن لا أحد يعرف إلى متى".

كما قال المتحدث إن الدوافع وراء أزمة الأمن الغذائي في الصومال لا تزال قائمة وتلقي بظلال طويلة ومظلمة على العام المقبل. وشدد على ضرورة تكثيف الجهود الدولية لمساندة المنظمات الإنسانية في مواصلة عملها المنقذ للحياة على الأرض. وأشار كذلك إلى أنه في حين أن البيانات ليست متاحة بسهولة في الصومال، فمن المؤكد أن الناس يموتون من الجوع في البلاد.



توقعات


توقع التقرير حدوث مجاعة بين أبريل ويونيو 2023 في جنوب الصومال بين السكان الزراعيين الرعويين في مقاطعتي بيدوا وبورهاكابا، وبين السكان النازحين في مقديشو وبلدة بيدوا، ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات، ولا سيما في قطاعات الصحة والمياه والصرف الصحي والنظافة.

تظهر النتائج الواردة في تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أيضًا أن أزمة الغذاء في الصومال ستتعمق وتتوسع العام المقبل، حيث من المتوقع أن يصل بين أبريل ويونيو حوالي 8.3 مليون شخص إلى المرحلة الثالثة من انعدام الأمن الغذائي - أي مستويات الأزمة - أو أسوء، بمن فيهم حوالي 2.7 مليون سيكونون في المرحلة الرابعة، والتي تعتبر مستويات طارئة وتتميز بنقص كبير في الغذاء، وسوء تغذية حاد شديد، وارتفاع معدلات الوفيات.

 



فرار مئات الآلاف


أكدت الأوتشا أن فقدان المحاصيل على نطاق واسع ونفوق الماشية واحتمال حدوث مجاعة صريحة قد أجبر مئات الآلاف من الأشخاص بالفعل على الفرار من ديارهم بحثًا عن المساعدة.

وحدد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ثلاثة دوافع رئيسية وراء التنبؤات التي جاءت في التقرير، بما في ذلك انحصار الأمطار لخمسة مواسم متتالية، حيث حقق موسم الأمطار الأخير نصف متوسط هطول الأمطار في العديد من الأماكن؛ وانخفاض الإنتاج المحلي للحبوب وانخفاض الواردات بسبب زيادة أسعار الغذاء العالمية، مما جعل المواد الغذائية الأساسية بعيدة عن متناول الأسر الفقيرة؛ واستمرار النزاع المسلح وانعدام الأمن، لا سيما في وسط وجنوب الصومال، مما يؤدي إلى تشريد المزيد من السكان، وتعطيل الوصول إلى الأسواق، وتقييد الوصول إلى المساعدات الإنسانية.