على عهدة الأمم المتحدة.. تحسين التعليم يقضي على الجوع
كشف محمد بدران، مسؤول سياسات برامج الرقمنة والابتكار ببرنامج الأغذية العالمي، عن أن التعاون بين البرنامج والحكومة المصرية يشمل ثلاثة محاور رئيسية هي الشراكة مع الحكومة، بناء القدرات، والرقمنة والابتكار.
جاء ذلك في مداخلة له عبر الإنترنت خلال ورشة العمل التفاعلية التي نظمها مركز الأمم المتحدة للإعلام بالقاهرة، اليوم الخميس، تحت إشراف نهال القاضي، مسؤولة الاتصال والإعلام بالمركز، وأدار جلساتها، محمد القوصي، المستشار الإعلامي لمشروع أهداف التنمية المستدامة التابع للأمم المتحدة.
وأضاف "بدران" أن البرنامج يعتبر الرقمنة من بين أهم المجالات التي يتعاون فيها مع الحكومة في إطار خطط الدولة المصرية لرقمنة التعاملات.
وأشار مسؤول سياسات برامج الرقمنة والابتكار ببرنامج الأغذية العالمي، إلى أن القضاء على الجوع لن يتحقق من خلال توزيع وجبات ومساعدات على المناطق المعرضة لخطر المجاعات، وإنما يتحقق ذلك عن طريق تقليل نسب البطالة من خلال تحسين التعليم باعتباره مفتاح الوصول إلى الهدف الثاني من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة وهو القضاء على الجوع.
وقال إنّ الشراكة بين برنامج الأغذية العالمي ووزارة التربية والتعليم المصرية فيما يتعلق بالتعليم المجتمعي قد بدأت بين عامي 1991 - 1992، مشيرًا إلى أن السبب الرئيسي لظهور هذه النوعية من التعليم هو محاولة تقليل نسب التسرب من التعليم النظامي وخصوصًا في الريف، حيث تقوم أعداد كبيرة من أهالي الريف ولأسباب مادية بعدم إلحاق ابنائهم بالمدارس، وإلى جانب بعد المناطق التي تتوفر بها مدارس عن بعض القرى، وبالإضافة كذلك إلى حاجة الحقول إلى أيدي عاملة، ومن ثم يتم توجيه الأطفال إلى العمل بالزراعة، وبخلاف أيضًا التضييق على الفتيات ومنعهن من الحصول على حقهن في التعليم، وبالتالي جاء التعليم المجتمعي لمحاولة حل تلك المشكلات عن طريق مدارس اليوم الفصل الواحد لتغطية الدراسة بالمرحلة الابتدائية.
كما أضاف محمد بدران، أنه يوجد في مصر نحو 5 آلاف مدرسة مجتمعية، قام برنامج الأغذية العالمي بتطوير 3 آلاف منها بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم وتحويلها إلى مدارس ذكية، لافتًا إلى أن طالب التعليم المجتمعي يعفى من المصروفات الدراسية طوال مراحل التعليم التالي، وحتى مراحل الماجستير والدكتوراه.
وأشار إلى أن البرنامج عمل أولًا بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم والاتحاد الأوروبي على رفع كفاءة الـ 3 آلاف مدرسة مجتمعية المشار إليها، ثم عمل ثانيًا وبالشراكة مع برنامج مبادلة الديون الألمانية على تطوير هذه المدارس من خلال جعلها مدارس ذكية متصلة بالإنترنت.
وكذلك فقد أكد "بدران" على أن البرنامج قد دعم مدارس التعليم المجتمعي بأجهزة تابلت حديثة للاستفادة من الخدمات التي يتيحها بنك المعرفة المصري، وبالإضافة إلى دعمها بالشاشات التفاعلية، حيث تتيح هذه التقنية إمكانية توحيد الفصول الدراسية، كما أنها تعطي المعلم فرصة للدخول إلى شبكة الإنترنت والاستفادة من محتوى الشبكة الدولية في العملية التعليمية.
وفيما يتعلق بمبادرة المدرسة الرقمية، قال المسؤول ببرنامج الأغذية العالمي، إن هذه المبادرة تأتي بالتعاون بين "الأغذية العالمي" ووزارة التربية والتعليم المصرية، وبالإضافة إلى مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، وتهدف لاستغلال المنصات الإلكترونية في الاستفادة من قدرات المعلمين المتخصصين في التدريس لأكثر من فصل تعليمي في وقتٍ واحدٍ.
وأكد على أن هذه المبادرة يشرف عليها خبراء دوليون وتم تطبيقها في أكثر من دولة، مشددًا على أن طارق شوقي، وزير التربية والتعليم المصري، قرر أن يتم تطبيق هذه المبادرة أولًا بالمدارس المجتمعية باعتبار أنها تعالج مشكلة قائمة، وكان أول تطبيق فعلي لها في محافظة الأقصر، ثم يتم تعميمها لاحقًا بالمدارس العادية.