الرئيس السيسي.. و الأقزام
ما حدث في مصر منذ أربع سنوات مضت، لهو تغير جذري في سياسة الدولة و التعاطي مع المعطيات والأحداث داخليا وخارجيا.
فعلى المستوى المحلي الداخلي نجد أن الرئيس السيسي قد أنجز أشياء كثيرة غاية في الأهمية للمواطن البسيط، مثل مشروع تطوير العشوائيات الذي بدأ و لا يزال قيد التنفيذ على قدم و ساق في المناطق الأكثر فقرا في العاصمة، مثل سكان منشأة ناصر و الذين تم نقل غالبهم إلى منطقة الأسمرات ذات المساكن الآدمية المشفوعة بالخدمات المتطورة في كافة المجالات التي يحتاجها المواطنون.
و لعل المتفحص بعين الاعتبار و النظر فيما يجري من تطوير و نهضة في المحافظات يلمس ذلك من خلال تمهيد الطرق و إعادة رصفها وفق القياسات و المواصفات العالمية.
و أما عن شق طرق جديدة دولية، فحدث و لا حرج، فهناك طريق الضبعة و طريق الجلالة و الطريق الساحلي الدولي و طريق القاهرة_ إسكندرية الصحراوي و طريق العلمين الجديد الذي اختصر فترة السفر إلى مطروح من القاهرة ذهابا و إيابا من ست ساعات إلى ثلاث ساعات فقط.
و لا يقتصر الأمر على مشروعات البنية التحتية التي تمتد من طول البلاد إلى عرضها، بل هناك مشروع السلع التموينية الذي رفع العناء عن كاهل المواطن البسيط صاحب الحق الأصيل في الحصول على دعم الدولة، و ذلك من خلال مشروع البطاقات الذكية التموينية ذات النقاط و المبالغ المدفوعة في حساب المواطن نفسه، الأمر الذي يجعل المواطن الفقير يستفيد من الدعم مباشرة دون الحاجة إلى وساطة أو محسوبية أو رشوة لنيل حقه.
ولا يخفى على أحد ما يتمتع به الشارع المصري من أمن و أمان تفتقده كل دول الجوار، بل إنني لا أبالغ لو قلت كل دول المنطقة و العالم أيضا.
و للأسف الشديد لنا في الأحداث الجارية العبرة و العظة، وهي أحداث لعمر الله تدمي القلب على دولنا العربية و الإسلامية على السواء، بسبب الأحداث الطاحنة و صراعات كل أطيافهم على السلطة، مثل سورية و العراق و اليمن الذي كان يوما ما سعيدا و لبنان و أخيرا و ليس آخرا انقلاب زيمبابوي على الرئيس موجابي.
و ليس هذا إلا من قبيل مهام الرئيس الذي لا يألو جهدا في سبيل تحقيق أمن المواطنين من جهة و توفير حياة مستقرة معيشيا لهم من جهة أخرى وفقا لمعدلات النمو الاقتصادي في مصر في الوقت الراهن.
و أما على المستوى الدولي، فمصر قد استردت عافيتها و دورها الإقليمي الهام في المحافل الدولية الكبرى بين كبريات الدول، فالمتابع الجيد للأحداث العالمية ذات الصلة بالمنطقة العربية و إفريقيا يجد أنه لا يصدر قرار يخص أيا منها قبل التنسيق إن لم يكن الرجوع ابتداء إلى زعيمة المنطقة مصر بقيادة رئيسها السيسي الذي أعاد لها مكانتها و لشعبها قيمته في عيون العالم الخارجي، بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من ضياع البقية الباقية من ثقله بين الأمم.
و لعل المواطن البسيط الذي لا يفقه عن التحليل السياسي شيئا قد رأى بأم عينه رعاية مصر في شخص الرئيس و أجهزته الأمنية للمصالحة الفلسطينية- الفلسطينية بين فتح و حماس، الأمر الذي دفع مواطني غزة و رام الله للخروج إلى الشوارع رافعين أعلام مصر و صور الرئيس السيسي فرحا برأب الصدع و لم الشمل و حلحلة الأزمات بين الأخوة في البيت الفلسطيني الواحد.
أما بخصوص الانتخابات الرئاسية المقبلة، فالميدان مفتوح على مصراعيه لمن أراد منافسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ليعرف الجميع حجمه و وضعه الحقيقي عند الشعب المصري و الذي لا يمكن خداعه مرتين، فالمرة الأولى انخدع في جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية التي زينت للشعب المصري سوء أعمالها ليختار المواطنون منها رئيسا لمصر ، فاختاره الناس بخديعة كبرى انطلت عليهم لأنهم ألبسوها ثوب الدين و منح الصكوك للجنة و العقوبات للنار، فكان ما كان و هو ما لا يخفى على أحد، و كادت مصر أن تفقد وضعها الإقليمي و الدولي، لولا أحداث ثورة 30 يونيو .
و الكل يعرف أن قزما مثل خالد علي، ذاك الذي أعلن ترشحه لرئاسة الجمهورية، لا يمكنه منافسة الرئيس السيسي أو مقارعته في ميدان العمل و النهضة أو حتى داخل الصناديق الانتخابية، و لكن ليرنا براعته، هو أو غيره، ممن ترددت أسماؤهم..
و أخيرا تحيا مصر و عاش شعبها العظيم.