محمد فودة: «عبد الغفار» يعيد الاعتبار للحرم الجامعى.. ويغرس الانتماء بتقديم «تحية العلم»
اشاد الاعلامى محمد فودة بقرار الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى بشأن عودة "تحية العلم" من جديد داخل الجامعات المصرية.
وقال فودة "تحيا جمهورية مصر العربية" جملة بسيطة تتكون من بضع كلمات ولكنها فى حقيقة الأمر تعنى الكثير والكثير وتحمل فى طياتها اسمى وأنبل واعظم علاقة بين المواطن والوطن محاط بخيط رفيع يضرب بجذوره فى أرض المحروسة هذا الخيط الذى يسمى " الانتماء" لا يراه الا المخلصين والوطنيين وعشاق تراب الوطن .
لقد اسعدنى قرار الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى بشأن عودة "تحية العلم" لتجلجل من جديد داخل الجامعات المصرية بترديد جملة "تحيا جمهورية مصر العربية" حين يرددها طلاب الجامعة وهم يقفون أمام العلم فى هيبة وإجلال وتعظيم ، ولم تكن سعادتى بهذا القرار كونه أصبح جزءاً من تصحيح منظومة التعليم العالى وإنما أراه فى حقيقة الأمر واحداً من أهم القرارات التى تم اتخاذها لهذا الشأن فبتلك الخطوة الشجاعه أراه يعيد الاعتبار للحرم الجامعى بالكامل ويعظم من شأن قدسية التعليم بتأكيده الذى لايحتمل التأويل على ضرورة أن تعود الجامعة مكاناً طبيعياً لتحصيل العلم وتلقى أصول الاخلاق الرفيعة فلا مجال للسياسة ولامجال للعبث ولا تهاون مع طالب يفتقر لأبسط قواعد التعاملات الانسانية الا وهى حق "المواطنة" الصحيحة فلن يتم السماح لتلك الفئة من المخربين بالقيام بأية أنشطة بعيدة عن الإطار العام للتعليم وتحصيل العلوم المختلفة لتعود الجامعة بحق لتصبح قلعة تصون مبادئ الاخلاق وبوتقة تنصهر بداخلها الرؤى والطموحات الشابة والمواهب البكر التى بلا حدود لتعطينا فى نهاية الأمر مشاريع حقيقة لنماذج تبشر بعلماء المستقبل فى شتى مجالات الحياة .
لقد أحسن وزير التعليم العالى صنعاً بقرار عودة تحية العلم ، فهذه الخطوة وان كنت ارى انها تأخرت كثيرا الا أنها من شأنها غرس قيمة الانتماء فى نفوس الطلاب وتعيد الاعتبار لتلك "الراية" المصنوعة من قطعة قماش تحمل الون الاحمر والابيض والاسود وفى منطقة الوسط نرى النسر المجنح لتشكل لنا علم جمهورية مصر العربية.
هى بالفعل قطعة قماش ولكن التاريخ يحمل الكثير والكثير من قصص الكفاح التى خاضها اجيال من الشرفاء والوطنيين من أجل أن تظل هذه الراية خفاقة عالية ترفرف فى عنان السماء تعزف لحن الحرية بصوت لايسمعه الا عشاق الوطن الذين يسمعون بقلوبهم لا بآذانهم ويعشقون بوجدانهم بلا حسابات او توازنات .
وبينما أتحدث الآن عن تحية العلم وترديد الجملة الشهيرة " تحيا جمهورية نصر العربية" اشعر بقشعريرة تسرى فى جسدى واشعر بحالة خاصة نحو تراب هذا الوطن الذى يسكن بداخلنا .. وهو ما يدعونى للتساؤل : هل الذين يعارضون تحية العلم مصريون حقاً وهل شربوا من نيلها ومشوا فوق ترابها وأكلوا من خيرات طينها .. أنا شخصياً اشك أن يكون هؤلاء يعرفون شيئا عن الوطنية .. نعم فإن كان لديهم أدنى احساس بالارتباط بالوطن ما كنا سمعاً اصلاً عن تلك الدعوات التى ارتبطت ببعض رموز الاسلام السياسى ومشايخ الدعوة السلفية الذين يرون ان تحية قطعة قماش نوع من الجاهلية .. كيف طاوعتهم قلوبهم لقول هذا الكلام "التافه" المضلل وإن كنت أشك اصلا بأن لهم قلوب مثل بقية المواطنين الأسوياء .
فحين يرى هؤلاء ان تحية العلم حرام ولا يجوز للمسلم القيام إعظامًا لأى علم وطنى أو سلام وطنى باعتبار ذلك من البدع المنكرة فإننى أقول لمن وراء تلك الأفكار المضلل أن الفتاوى الحقة والشيوخ الافاضل الذين يفتون عن علم سبق وأصدروا فتوى شرعية تقول أن "تحية العلم أمر حياتى وهو حلال شرعًا، فضلا عن أن تحية العلم له حيثية مهمة جدًا ألا وهى التعبير عن الانتماء للوطن الذى نعيش فيه، لذلك نلجأ لهذه الرمزية من أجل أن نعبر عن ولاءنا لبلادنا.
وإن كنت أتساءل أيضا: ماذا يقصد مروجى هذا الكلام "المسف" بتحريم تحية العلم هل من أجل ضرب انتماء الأبناء لبلدهم؟.. فكما نعرف جميعاً أن الأصل فى الأشياء هو الحلال، فالذى يفتى بتحريم تحية العلم عليه أنى يأتى لنا بالأدلة التى يستند عليها، فرسولنا محمد صلى الله عليه وسلم كان له راية وقد رفعها جعفر بن ابى طالب فى أحدى الحروب وعندما قطع يده اليمنه رفعه بيده اليسرى، وهذا دليلا عن أن العلم له أهمية لدى الأوطان والشعوب.. كما أن الممالك والامبراطوريات السابقة خاضت المعارك دفاعاً عن "العلم" .
لذا فإننى اعود وأكرر اننا الان نعيش حالة متفردة صنعها وغزل خيوطها الرائعة الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى فلم يكتف باصداره قرار عودة تحية العلم وحسب بل أنه ترك مكتبه واختلط بابنائه من الطلاب داخل الحرم الجامعى ليعطى المثل والقدوة للمسئول الذى يتخذ قراراً ويكون هو نفسه جزءا من تنفيذه فحرص الوزير على النزول الى الطلاب والاختلاط بهم يعد جزءاً اساسياً من التنفيذ على أرض الواقع .فما فعله يتسق بالفعل مع تعاليم الاسلام بل مع تعاليم كافة الاديان السماوية التى تحض على أن يكون القول مفقتوناً بالعمل فى نفس الوقت .. حيث يقول الله عز وجل فى القرآن الكريم .
" كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لاتفعلون" صدق الله العظيم وذلك فى اشارة الى ان الله جل شأنه يحب ان يرى القول مقترناً بالعمل على أرض الواقع وهو ما رأيناه ولمساه فى تصرفات معالى وزير التعليم العالى بحرصه على تنفيذ ما يقوله بشأن إعادة الاعتبار للحرم الجامعى والتأكيد على قدسية العملية التعليمية التى للأسف الشيديد كانت قد تعرضت لهزات عنيفه على مدى السنوات الماضية .