عاجل
الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

رفاعة الطهطاوى.. قائد النهضة الفكرية وبداية التنوير

رفاعة الطهطاوى
رفاعة الطهطاوى

من قادة النهضة العلمية بمصر بعهد محمد على باشا، ترك بصمة فى تاريخ البلاد، فكان ميلاد النابغة رفاعة رافع الطهطاوي في 15 أكتوبر 1801، بمدينة طهطا إحدى مدن محافظة سوهاج بصعيد مصر، يتصل نسبه بالحسين السبط.

نشأ في عائلة ملحوظة من القضاة ورجال الدين، حفظ القرآن الكريم، وبعد وفاة والده رجع إلى موطنه طهطا، ووجد من أخواله اهتمامًا كبيرًا حيث كانت زاخرة بالشيوخ والعلماء.

التحق رفاعة وهو في السادسة عشرة من عمره بالأزهر في عام 1817 وشملت دراسته في الأزهر الحديث والفقه والتفسير والنحو والصرف، وغير ذلك.

فى طريقة لفرنسا:-
يبدأ المنعطفُ الكبير في سيرة رفاعة الطهطاوي مع سفره خارج مصر لأول مرة سنة 1826م إلى فرنسا ضمن بعثة عددها أربعين طالبًا أرسلها محمد على على متن السفينة الحربية الفرنسية،لدراسة اللغات والعلوم الأوروبية الحديثة، وكان عمره حينها 24 عامًا.

وكان الشيخ حسن العطار وراء ترشيح رفاعة للسفر مع البعثة كإمامٍ لها وواعظٍ لطلابها، وكان بينهم 18 فقط من المتحدثين بالعربية، بينما كان البقية يتحدثون التركية،اجتهد ودرس اللغة الفرنسية هناك وبدأ بممارستة،بعد خمسٍ سنوات حافلة أدى رفاعة امتحان الترجمة، وقدَّم مخطوطة كتابه الذي نال بعد ذلك شهرة واسعة "تخليص الإبريز في تلخيص باريز".

العودة للوطن:-
عاد رفاعة لمصر مفعمًا بالأمل منكبًّا على العمل، فاشتغل بالترجمة في مدرسة الطب، ثُمَّ عمل على تطوير مناهج الدراسة في العلوم الطبيعية.

وأفتتح مدرسة الترجمة، التي صارت فيما بعد مدرسة الألسن وعُيـِّن مديرًا لها إلى جانب عمله مدرسًا بها ـوفى هذه الفترة تجلى المشروع الثقافى الكبير لرفاعة الطهطاوى،ووضع الأساس لحركة النهضة.

استمر جهد رفاعة يتنامى بين ترجمةً وتخطيطًا وإشرافًا على التعليم والصحافة، فأنشأ أقسامًا متخصِّصة للترجمة (الرياضيات - الطبيعيات - الإنسانيات).

وأنشأ مدرسة المحاسبة لدراسة الاقتصاد ومدرسة الإدارة لدراسة العلوم السياسية، كما أصدر جريدة الوقائع المصرية بالعربية بدلًا من التركية، هذا إلى جانب عشرين كتابًا من ترجمته، وعشرات غيرها أشرف على ترجمتها.

الخديوى عباس ونفى طهطاوى:-
مع تولِّى الخديوى عباس حكم مصر، أغلق مدرسة الألسن وأوقف أعمال الترجمة وقصر توزيع الوقائع على كبار رجال الدولة من الأتراك، ونفى رفاعة إلى السودان، وهكذا عَبَس وجه الثقافة، وعُوِّقَ رفاعة عن مشروعه لتحقيق النهضة.

ولكنه لم يستسلم فواصل المشروع في منفاه، فترجم هناك مسرحية تليماك ل "فرانسوا فنلون"، وجاهد للرجوع إلى الوطن وهو الأمرُ الذي تيسَّر بعد موت الخديوي.


فصل رفاعة عن عمله:-
قضى رفاعة فترةً حافلة أخرى من العمل الجامع بين الأصالة والمعاصرة حتى انتكس الخديوى سعيد فأغلق المدارس وفصل رفاعة عن عمله سنة.

يتولى الخديوي إسماعيل الحكم بعد وفاة سعيد، فيعاود رفاعة العمل ويقضى العقد الأخير من عمره الحافل في نشاط مفعم بالأمل، فيشرف مرة أخرى وأخيرة على مكاتب التعليم، ويرأس إدارة الترجمة.

مؤلفاته:-
حيث أشهر مؤلفاته: أَنْوارُ تَوْفِيقِ الجَلِيل فِى أَخْبَارِ مِصْرَ وتَوْثِيقِ بَنىِ إِسْمَاعِيل، وفى التربية والتعليم والتنشئة (مَبَاهِجُ الأَلْبَابِ المِصْرِيَّةِ فِى مَنَاهِج الآدَابِ العَصْرِيَّةِ)، (المُرْشِدُ الأَمِينِ للبَنَاتِ والبنَينِ)، وفى السيرة النبوية (نِهَايَةُ الإِيجَازِ فِى تَارِيخِ سَاكِنِ الحِجَازِ)ومن مؤلفاته أيضًا (القول السديد في الاجتهاد والتجديد) و(تعريب القانون المدني الفرنساوى)
و(مغامرات تليماك)و(قلائد المفاخر)و(المعادن النافعة) والكتير من المؤلفات الأخرى.

وفاته:-
توفى رفاعة الطهطاوى سنة 1873م. عن عمر ناهز الإثنتين وسبعين سنة.