الدروس الخصوصية أزمة كل عام.. الوزارة تواجهه بـ"الضبطية القضائية".. المعلمين والطلاب يعترضون.. وخبراء: إجراءات روتينية.. والمواجهة الأمنية ليست حل
مع بداية كل عام دراسي جديد يبدأ معه كثير من المشاكل والقضايا، أبرزها هى أزمة "الدروس الخصوصية " التى يرفضها معظم الأسرة المصرية فإنهم لم يتمكنوا من الاستغناء عنها، لأنها طريقهم الوحيد للخروج من المرحلة التعليمية بسلام نظرا لعدم وجود تعليم بشكل صحيح بالمدارس من وجهة نظرهم.
ومن ضمن الأساليب التى حددتها وزارة التربية والتعليم كان القرار الذى أصدره وزير التربية والتعليم الدكتور الهلالى الشربينى بإغلاق مراكز الدروس الخصوصية بجميع المحافظات، وتكليفه للجهات الأمنية بالمديريات التعليمية باعداد جميع المعلومات الخاصة بتلك المراكز وعن أصحابها وملاكها ليتمكنوا من القبض علي من يقوم بإدارة مراكز للدروس الخصصية، ومع بداية العام الدراسى، هل المواجهات الأمنية كفيلة للتصدى لظاهرة الدروس الخصوصية.
استعدادت لتنفيذ القرار والمعلمين يحتجون
ومع بداية العام الدراسي شنّت مديرية أمن البحيرة، بالتنسيق مع أعضاء لجنة الضبطية القضائية بمديرية التربية والتعليم بالمحافظة، حمله أمنيه على مراكز الدروس الخصوصية وتم إغلاقها وتشميعها.
ولكن المعلمين لم يقبلوا بذلك وقاموا بإصدار بيان ليعبروا عن احتجاجهم، فقد اتفق مدرسو الدروس الخصوصية، من منطلق الحفاظ على كرامة المعلم باعتباره أحد رواد الفكر والتنوير، تعليق العمل بالدروس لأجل غير مسمى، وعدم المشاركه نهائيا في مجموعات التقوية بالمدارس، مع احترم سياسات الدولة، وفي الوقت نفسه احترام أصحاب الفكر والعقول، الذين يجب ألا يعاملوا معاملة أصحاب الجرائم".
احتجاج الطلاب بقنا قبل تنفيذ القرار
كما نظم طلاب الثانوية العامة مسيرة طافت شوارع مدينة قنا، احتجاجًا على قرار إلغاء الدروس الخصوصية، والتفت حولهم قوات الأمن أثناء تواجدهم أمام ديوان المحافظة، وعللوا تلك الاحتجاج بأنهم فى حاجة للدروس الخصوصية لأنهم لا يحصلون على العلم الكافي بالمدارس.
المواجهة الأمنية لن تقضي على الدروس الخصوصية
وفي هذا السياق يقول الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوى والباحث بالمركز القومى للبحوث التربوية، إن الدول فشلت في مواجهة الدروس الخصوصية، لافتًا إلى أن قرار وزير التربية والتعليم الذي يحث على المواجهة الأمنية لمراكز الدروس الخصوصية لم ولن ينفذ، لأن هذه مجرد إجراءات روتينية صعبة التنفيذ على أرض الواقع.
وأضاف "مغيث"، في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، أن الدروس الخصوصية أسلوب غير صحيح للتعليم، مشيرًا إلى أن التعليم ليس مجرد "سرد" للمعلومات أمام الطالب وهو عليه أن يحفظها، ولكن الطريق الصحيح هو أن يتم توفير التعليم بكافة جوانبه التربوية الصحيحة بالمدارس.
وأكد الخبير التربوى، أن القضاء على ظاهرة الدروس الخصوصية يبدأ بمواجهة أسباب ظهور تلك الظاهرة، لافتًا إلى أنه يجب القضاء على الأسباب التى جعلت الطلاب يلجأون إلى الدروس الخصوصية قبل إتخاذ أي قرار بإغلاق تلك المراكز.
"احنا مش فى حرب"
وأكد الدكتور سامي محمد نصار عميد معهد الدراسات التربوية سابقا، وأستاذ التربية بجامعة عين شمس، فى تصريحات لـ"العربيىة نيوز"، أن من المحتمل حدوث مقاومة شعبية مع بداية العام الدراسى الجديد تجاه قرار وزير التربية والتعليم بإغلاق مراكز الدروس الخصوصية بالقوة الأمنية، لافتًا إلى أن قرار إغلاق مراكز الدروس الخصوصية قرار سليم ولكن يجب توفير عملية تعليمية جيدة بالمدارس تبرر الإغلاق.
وأضاف "نصار" أن تكليف وزير التربية والتعليم لمديريات الأمن بإغلاق تلك المراكز طريقة غير سليمة، مشيرا إلى أن المواجهة الأمنية ليست الحل قائلا: "احنا مش فى حرب".
وأكد عميد معهد الدراسات التربوية، أن الطريقة السليمة لمنع الدروس الخصوصية هى توفير التعليم الجيد بالمدارس، وتطوير المناهج التى تعتمد على التسميع فقط وليس الفهم، وتوفير أجور مجزية للمعلمين حتى لا يلجأوا للدروس الخصوصية ويهتمون بالفصول والمدارس.