عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

ثقافة الجمهور أمام تاريخ الأحمر


إذا كان هناك ما يسمى بعناصر القوة التي جعلت من أندية الأهلي والزمالك رموزا للقوة في مصر فإن أحد أهم هذه العناصر هو جمهور الناديين بالإضافة لعدد البطولات ووجود رموزا خالدة في هذه الأندية مثل المايسترو صالح سليم الذي رسخ القيم والمبادئ في النادي الأهلي وحلمي زامورا قائد الزمالك. 

فطوال تاريخ الناديين كان الجمهور يضرب مثالا رائعا في الالتزام وتشجيع الفريق بكل مثالية في ظل وجود المنافسة الشريفة، إلا أن ظاهرة جديدة هي الأميز وتسمى "الألتراس" بدأت تظهر في مصر، والألتراس كلمه لاتينية الأصل وتعني الشيء الفائق أوالزائد وهي فئة من مشجعي الفرق الرياضية المعروفة بانتمائها وولائها الشديد لفرقها وظهرت أول فرقة للألتراس في أمريكا الجنوبية عام 1940 وبالتحديد في البرازيل، وعرفت باسم تورسيدا ثم انتقلت لأوروبا وبالتحديد في يوغوسلافيا ثم كرواتيا وتميل هذه الفرق إلى استخدام الألعاب النارية أو الشماريخ كما يطلق عليها في دول شمال إفريقيا، وترديد الهتافات الغنائية لفريقها كما يقومون بتوجيه الرسائل لفريقها ويقومون بدخلات خاصة في المباريات الهامة حيث سجل الألتراس الأهلاوي ومن بعده الزملكاوي كأفضل الدخلات في العالم.

وقد تطورت فكرة الألتراس بصورة غريبة في مصر مع اندلاع ثورة 25 يناير حيث ظهر الألتراس على المشهد السياسي المصري وكان لهم دورهم الفعّال في الثورة وتواجدهم الشديد وأصبحوا من أهم كتل المتظاهرين في مصر وتحولوا من قوة ضاربة في الملاعب المصرية إلى فئة عنيفة ومثيرة للجدل حيث دخلوا في مواجهات حامية مع اتحاد الكرة وتحدي للأمن واقتحام المباريات المفروض أنها بغير جمهور أبرزها الزمالك والشرطة باستاد للقاهرة وظهرت قوة الألتراس بإجبار اتحاد الكرة ووزارة الداخلية على إلغاء عقوبة اللعب بدون جمهور وحدث ما حدث في استاد بورسعيد ووقعت المجزرة.

كل ما سبق شيء جيد جدا ويدعوا إلى الفخر ولكن:
1- سؤالي وعتابي إلى فئة قليلة من جمهور الأهلي الذي ذهب لمختار التتش مساندا لفريقه وبأعداد غفيرة بعد إخفاقاته في بطولة إفريقيا وكأس مصر: ماذا قدمتم لناديكم وبلدكم عندما تعديتم على منظومة النادي الأهلي واخترقتم أمنها وتوجهتم بالسباب والشتائم للاعبي النادي والتي رحل على إثرها مدرب له اسم كبير وباع في الكرة العالمية مارتن يول وأثر هذه الحادثة على اسم مصر عندما كتبت الصحف العالمية أن يول رحل خوفا على نفسه وأسرته وأضررتم بسمعة مصر.. ولماذا كل هذا الهجوم؟

2- هل لأن الأهلي أخفق في بطولتين!! ألم يشفع له كونه نادي القرن الإفريقي وحصوله على 38 بطولة دوري كأكبر نادي مصري يحصل على بطولة الدوري العام وحصوله على كأس مصر 35 مرة والسوبر المصري 9 مرات ودوري أبطال إفريقيا 8 مرات والكونفدرالية مرة وحيدة وكأس السوبر الإفريقي 6 مرات وكأس الكؤس الإفريقية 4 مرات وشارك في كأس العالم للأندية 5 مرات كأكثر أندية العالم مشاركة مع اوكلاند سيتي النيوزيلاندي.. ألم تشفع له 124 بطولة أحرزها طوال تاريخه محليا وعربيا وقاريا حتى أصبح أكثر نادي في العالم حاصل على بطولات قارية بعدد 20 بطولة ويليه نادي ريال مدريد الإسباني.

3- كل هذه الأرقام والبطولات والإنجازات لم تشفع للنادي الأهلي ولم تقف عائقا أمام بعض من الجمهور المزيف من وضع اسم وشكل وهيبة وتاريخ النادي الأهلي في هذه الصورة السيئة والمخزية بعد اعتدائهم على لاعبي النادي في مدينة نصر إذا كان هذا هو الألتراس؟ 

الحل: نرجع خطوات للوراء ونعود لجمهورنا المحترم الذي كان يملئ استادات مصر في الإسماعيلية والمنصورة والفيوم وبورسعيد والإسكندرية والمحلة وليعود الدوري المصري قويا بجماهيره كما كان وليس كدوري الشركات دون الجمهور شكرًا لكل من أساء لمصر دون وعي واحترام في غياب القانون الرادع الذي يحافظ على سلامة وأمن المواطنين والمنشآت.