مرصد الإفتاء: 70% من المنضمين لـ"داعش" لا يعرفون شيئًا عن الإسلام.. التنظيم يستقطب الأوروبيين لقلة درايتهم بالعلوم الدينية.. دحر التنظيم في تعاون الغرب مع المسلمين
بين الحين والآخر يخرج علينا مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، بتقرير تحليلي يشرح فيه ممارسات وأفعال التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم "داعش" الإرهابي.
ويعتبر هذا المرصد أداة رصدية وبحثية لخدمة المؤسسة الدينية باعتبارها المرجعية الإسلامية الأولى في مجال الفتوى، حيث يقدم الدعم العملي والفني والشرعي اللازم لتمكين المؤسسة الإفتائية من تحديد الظاهرة وبيان أسبابها وسياقاتها المختلفة.
ويقدم المرصد، العون والدعم للمؤسسات الدينية والاجتماعية المصرية في مواجهة الفكر المتطرف والمتشدد، بالإضافة إلى تقديم أنماط التشدد والمتشددين، ودليل تعامل مع الفكر والفرد المنتمي والمتبني لهذا الفكر.
%70 من العناصر المنضمة لـ"داعش" لا يعرفون إلا القليل عن الإسلام
فى آخر تقرير عن تنظيم "داعش" قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية إنه لا يمكن بحال من الأحوال أن ينجح تنظيم "داعش" الإرهابي في استقطاب أي مسلم على علم ودراية بصحيح الإسلام ومقاصده العليا، أو أن يخدعه بدعايته وأكاذيبه الفعلية والقولية المنتشرة على الساحة، لما تمثله ممارسات "داعش" من انتهاك لقيم الإسلام وتعاليمه وأحكامه الثابتة، لذا يلجأ التنظيم دومًا إلى استقطاب الأفراد الأقل دراية ومعرفة بالعلوم الدينية، ليسهل عليه خداعهم.
وأكد مرصد الإفتاء أن ما كشفت عنه الوثائق المسربة من التنظيم الإرهابي والتي حصلت عليها وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، تؤكد ما ذهب إليه المرصد من قبل، حيث تشير تلك الوثائق إلى أن 70% ممن جندهم التنظيم عامي 2013/ 2014 هم من الأقل علمًا ودراية بالإسلام، حسب تصنيفات التنظيم للمقاتلين المنضمين له، فيما بلغت نسبة أصحاب المعرفة المتوسطة بالدين الإسلامي من المنضمين إلى التنظيم في الفترة ذاتها، نحو 24%، بينما أصحاب المعرفة "المتقدمة" – حسب تصنيف التنظيم الإرهابي – فقد بلغت نسبتهم 5% فقط.
"داعش" يستقطب الأوروبيين لقلة درايتهم بعلوم الدين
وأوضح المرصد أن استقطاب التنظيم للعناصر الأجنبية، خاصة من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية تعتمد على أساسين، أولها وهو استغلال ضعف المعرفة الدينية للعديد من المسلمين هناك، وفقدانهم للمرجعية القوية التي تمثل السند والزاد لهم فيما يخص أمور دينهم.
وأكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، أنه يسهل على التنظيم أن يطرح أفكاره وقيمه وأهدافه باعتبارها تحقيقًا لمقاصد الشرع وغاياته، خاصة وأنه يجيد تأويل النصوص وتحريفها عن معانيها بما يحقق التوافق بين أهداف التنظيم وتفسير النص المقدس.
وأضاف مرصد الإفتاء أن الأساس الثاني الذي يعتمد عليه التنظيم في استقطابه للشباب الغربي هو استغلال المشكلات الاجتماعية والدينية التي تواجه بعض المسلمين هناك، وتوظيفها بما يخدم التنظيم ويحقق أهدافه، وتصوير الانضمام إلى التنظيم باعتباره مخلصًا للشباب والمسلمين في الغرب من المشكلات التي تواجههم في مجتمعاتهم، وانتقاما من المجتمعات الغربية التي تعادي الإسلام وتحارب المسلمين – حسب تصوراتهم.
تحصين مسلمي الغرب من دعاية داعش وأكاذيبه
وأوضح المرصد أن مواجهة هذه الدعاية الخادعة لداعش تتطلب نشر الوعي الديني الصحيح لدى أوساط المسلمين في الخارج، وتعريفهم بصحيح دينهم وقيمه ومقاصده وتاريخ المسلمين ودورهم الحضاري، وقاية من الوقوع في شباك تلك التنظيمات ودعايتها السامة.
وأشار المرصد إلى أن هذا يتطلب جهدًا دؤوبًا وتعاونا جادًا بين الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية من جهة، والمؤسسات الإسلامية الوسطية من جهة أخرى، بالإضافة إلى محاربة كافة أشكال التمييز والاضطهاد الممارس ضد المسلمين في مجتمعاتهم الغربية والتأكيد على حقوق المسلمين وحرياتهم الأساسية وتمتعهم بكافة حقوق المواطنة المكفولة لغيرهم من مواطني الدول الغربية.