بالصور.. مقام السلطان الحنفي.. سبيل الفقراء إلى الله.. أحد أركان الطريقة الشاذلية.. ينتمي لسلالة سيدنا أبوبكر الصديق.. واشتهر بالحديث للموتى والمشي على الماء
في طريقك للخروج من سويقة اللالا بالسيدة زينب، يتناثر على جانبي الطريق مساجد عتيقة ومقامات للصالحين، سيدي محمد الخلفاوي يتخذ زاوية من أرض سويقة اللالا، ويبعد عنه بأمتار قليلة مسجد ومقام سيدي عيسى الكُردي، ويتبعهما بيوت متراصة ملتصقة بعضها ببعض على جانبي العطفة وعلى مد النظر يقف شاهد قبة مسجد الحنفي، وإلى هنا تنتهي عطفة سويقة اللالا التي تصلنا بمنطقة الحنفي.
طريق ممهد على يمينه يقع مسجد وضريح سيدي الحنفي، وعلى شماله أمام المسجد، تنشق عطفة علق عليها لوحة مكتوب فيها "منطقة حنفي"، وينتهي الطريق إلى شارع بورسعيد.
يقع المسجد وسط ساحة يرتفع منها أسوار لها أبواب، وأحد جوانب المسجد يطل على مسجد ومقام لأحد الصالحين، يتخذ واجهة المسجد زاوية، تدخلنا إليه، على اليمين طاولة خشبية مثبتة في الأرض خلفها وحدات لحفظ أحذية المصلين، وعلى شمال المسجد بهو كبير على يساره غرفة تحمل ضريح زوج ابنة سيدي حنفي وعلى الميمنة غرفة صغيرة تتصل بغرفة أخرى دون جدار بينهم.
يا نسل صديق النبي من انتمى لك... لا يضام ودام في عيش الرغد
حفر هذا البيت من ماء النحاس على واجهة مقام سيدي الحنفي، فهنا ينام سيدي الحنفي في ضريحه، ويحاوطه جدران عُلق عليها تواشيح مدح في شخص الشيخ الزاهد موقعة من الطريقة الشاذلية، ولوحات تذكر نسل وكرامات محمد الحنفي للمصلين.
شمس الدين أبومحمود محمد الحنفي، أحد أركان الطريقة الشاذلية لصحابها أبوالحسن الشاذلي، والذي تنبأ به قائلًا "سيظهر في مصر رجل حنفي المذهب، يعرف بمحمد بن الحنفي ويكون له شأن عظيم وهو خامس خليفة من بعدي" وقد تحقق ما تنبأ به العارف بالله أبوالحسن، ويرجع نسب سيدي الحنفي إلى الصحابي أبوبكر الصديق.
وقيل عنه "إنه ممن خرق الله له العوائد، وأظهر على يديه الكرامات وكان له الباع الطويل والتعريف النافذ واليد البيضاء في أحكام الولاية والقدم الراسخ في درجات النهاية".
اتبع سيدي الحنفي الكثير من أهل الطريق، وتتلمذوا على يديه، وعندما انطق الله الغيبات على لسانه وأيده بالكرامات، شاع ذكره وعلمه في أوساط الناس حتى دأبوا على القدوم إليه من كل الأقطار.
نشأ شمس الدين يتيم الأب والأم؛ وتحقق فيه قول ابن الفرج الجوزي في كتابه "صدر المجالس"، "إذا اختار الله عبدا رباه في طفولته واختصه بالتوفيق" فتم ذلك لسيدي محمد الحنفي.
شاع عنه أنه حفظ القرآن الكريم، واشتغل في بيع الكتب، حتى اعترضه رجل من الصالحين وقال له يا محمد ما لهذا خلقت، أنت إلى الآن لم تترك الدنيا، وكانت هذه آيه من الله له فلزم الخلوة والاعتزال، فاعتكف سبع سنوات بلا انقطاع، حتى هتف به هاتف ثلاث مرات أن يا محمد أخرج وأنفع الناس.
ويتوسط الغرفتين ممر نهايته حرم المصلين، ومنبر الإمام، وغرفة سيدي محمد الحنفي، كما يتوسط الحرم شاهد من الحجارة وحوله كراسي، لاجتماعات حفظ القرآن والذكر، ويتاورى عن أنظار المصلين بئر يقال إن مائة مستمدة من ماء زمزم حيث يمتد إلى مكة.
كرامات سيدي الحنفي
كان إذا زار المقابر سلم على أصحاب القبور فيردون السلام بصوت مسموع لكل الحاضرين معه، وكان ينادي المريدين بصوت عال فيسمعوه بإذن الله حتى لو كانوا في أقاص البلاد، وقيل عنه إنه كان يمشي على الماء.