مصر بلد "العقول المهاجرة".. لماذا لم تستفد مصر من "زويل"؟.. خبراء: "ميزانية البحث العلمي مخجلة وهروب العلماء طبيعي"
تمتلك مصر العديد من العلماء المصريين في الخارج الذين لم يحصلوا على التقدير الكافي من بلدهم، فاتجهوا إلى الخارج لتنمية مهاراتهم، وعلى رأسهم "أحمد زويل، وفاروق الباز، ومجدي يعقوب، والبرادعي"، وغيرهم الكثير، فهناك الحريص على إفادة بلده بعلمه، وقد عاد بعد حفر أسمائهم من دهب وسط العالم، وهناك من فقد الأمل بهذا البلد، وقرر أن يعيش مغتربًا في بلاد الحريات والتقدير.
لكن منذ أن توفي العالم المصري، أحمد زويل، منذ يومين، فتح الباب لتساؤل حول استغلال مصر من العلماء المصريين، وهل استغلت مصر بالتحديد العالم أحمد زويل أم أخفقت فى تحقيق ذلك؟.
ميزانية البحث العلمي "مخجلة" وهروب العلماء طبيعي
في البداية، قال الدكتور حسني السيد، أستاذ المناهج بالمركز القومي للبحوث التربوية لـ"العربية نيوز"، إن "السبب الرئيسي في هروب كوادر العلماء هو ميزانية البحث العلمي المخجلة التي تنفق على كل من لديه حلم النهوض بهذه الدولة"، فيلجأ الكثير إلى الهروب من هذا القمع المحاصر لأحلامهم إلى الدول المتقدمة والتي تسعى لبناء مؤسسات كبرى من هؤلاء العلماء.
وأضاف "السيد"، أن الفساد المسيطر على مؤسسات البحث العلمي فى مصر يعرقل من حركة التنمية وازدهار الاقتصاد المصري، ويخفض من حدة المنافسة بين الدول وبعضها، وتعمل على اللجوء الدائم للعمالة الخارجية.
وأشار أستاذ المناهج، إلى أن هناك أزمة واضحة في تمويل البحث العلمي في مصر، حيث لا تتوفر ميزانيات كافية لإجراء البحوث العلمية المتطورة، وكذلك ليس هناك مكافآت بالقدر الكافي للباحثين وأساتذة الجامعة، وهذا المناخ للبحث العلمي أدى لهروب الكفاءات المصرية بأحلامهم وطموحاتهم للخارج.
بيروقراطية التعليم أدت لهروب العقول المصرية للخارج
ومن جانبه، أكد الدكتور كمال مغيث، الباحث التربوي بالمركز القومي للبحوث، أن هروب العلماء للخارج يعود لاعتماد المناهج التعليمية بمصر على نظام بيروقراطي قديم تحكمه لوائح وقواعد وثقافات عقيمة وروتينية، لذلك يلجأ عدد من المبدعين إلى الهروب، لتنمية قدراتهم وإثبات مهاراتهم العلمية للعالم بأجمع.
وأكد "مغيث"، أن فقر المؤسسات مع كبر حجم الأحلام المعروضة من أساسيات الدول النامية التي لا تشجع العلماء، ثم التطرف الديني مثلما حدث للعالم النابغة الدكتور مجدي يعقوب، وعدم تعيينه معيدًا بكلية الطب لحمله الديانة المسيحية، وهذا أدى به للهروب للخارج ليرجع مصر حاملًا ثقافته بيده ويثبت أنه جدير بلقب العالم.
وأشار الباحث التربوي، إلى أن من الأسباب الرئيسية للهجرة، يرجع لنمطية التعليم والمناهج الدراسية التي تعتمد على الحفظ، فلا يستطيع الطالب أن يبتكر أو يخترع أو يبدع، لافتًا إلى أن عندما يظهر علينا عالم أو مخترع، فإن الدولة لم تهتم به أو بعلمه أو اختراعاته، فيلجأ للسفر، وتتبناه بعض الدول من أجل الاستفادة من علمه، والانتفاع بمخترعاته وتنمية قدراته العلمية.
الدولة
تحتاج إلى أموال طائلة لتطوير "البحث العلمي"
وفى
السياق ذاته، قال عبدالحفيظ طايل، مدير المركز المصري للحق في التعليم، إن "هجرة
العقول ليست بجديدة علينا، فهناك الكثير من العلماء المصريين الذين استفاد بهم
غيرنا من الدول ودعموا مهاراتهم العلمية والعملية، ونحن عندما يلمع العلماء
كالنجوم بالخارج تحاول الدولة الاستفادة منهم سياسيًا وليس علميًا، كما هو الحال
المتعارف بين الدول".
وأضاف "طايل" أن الحريات العامة وتشمل حرية الرأي والتعبير والفكر والعقيدة، لن نمتلكها
ولا نؤمن بها، مضيفًا إلى أن حرية البحث العلمي الذي يحتاج أموالا باهظة لتطوير
عملية البحث العلمي، وجميع الدول المؤمنة بذلك، والتي لا تدخر جهدًا من الإنفاق
الكثير للنهوض بدولتهم وبناء المزيد من العلماء لكونهم مستقبل هذا الوطن، ولكننا
لا نسعى ولا نمتلك حكومات تمتلك ذلك.
وأشار
مدير المركز المصري إلى أن الدولة عليها الاهتمام بالعلم والعلماء والمخترعين
وتطوير التعليم والبحث العلمي وتحديد ميزانية ضخمة للأبحاث والعلوم والاختراعات، وأن تحتضن هؤلاء وتستفاد من عملهم وخبراتهم من أجل النهضة الحقيقية للبلاد.