التعليم في عهد "حبيب الملايين".. "ناصر" أيد المجانية وقيد المدارس الخاصة.. المناهج تعمق الانتماء الوطني وتحقق العدالة الاجتماعية.. وفصول محو الأمية تغزو الأرياف
اشتهرت الحقبة الناصرية، بتطبيق أسس التعليم المجاني تحت قيادة كمال الدين حسين، لإدراك الرئيس الراحل جمال عبدالناصر أن التقدم لابد أن يرتكز على تعليم متطور يواكب التغيرات العلمية والبحثية التي حدثت فى العالم بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وتفجير القنبلة الذرية، تطبيق المجانية جعل من التعليم مشروعًا وطنيًا مكتمل الأركان، اعتمد على المدارس الحكومية وقيد المدارس الخاصة في الخمسينيات والستينيات.
تطبيق مبدأ العدالة الاجتماعية
اعتمد الرئيس الراحل، على تطبيق مبدأ العدالة الاجتماعية، وساوى بين أبناء الفقراء والأغنياء وأجلس أبناء العمال والفلاحين بجوار أبناء الأغنياء وكبار موظفى الدولة فى فصول واحدة، وفق الذكاء والتفوق وليس وفق الاعتبارات الطبقية والمادية.
المناهج في عهد عبدالناصر
وبالنسبة للمناهج فأقرت تعميق فكرة الانتماء والالتفاف حول الوطن والتضحية من أجل التنمية الوطنية المستقلة، وبرز ذلك من خلال مناهج: اللغة العربية والدراسات الاجتماعية والتربية الوطنية والتربية الدينية، وكذلك أيدت مبادئ العروبة والوطنية وجعل الطلاب على وعى كامل بكل ما يدور خارج مصر من صراعات فى السياسات الدولية والإقليمية.
الطبقة المتوسطة
وتقول الدكتورة هدى جمال عبدالناصر، ابنة الرئيس الراحل، في أحد مقالاتها، إن عبد الناصر لم يدع قط أنه أدخل مجانية التعليم فى مصر، وكلنا يعرف دور طه حسين فى المناداة بذلك بالنسبة للمرحلة الابتدائية، عندما عمل مع وزير المعارف أحمد نجيب الهلالى فى عام 1943، وكذلك بالنسبة للتعليم الثانوى والفنى عندما أصبح وزيرا للمعارف فى وزارة مصطفى النحاس فى عام 1950.
وأضافت ابنة الرئيس الراحل، أن والدها أدرك الحمل الذى تتكبده الأسرة المتوسطة من أجل تعليم أبنائها، من خلال مشاركته والده فى هذا العبء بالنسبة لإخوته، لذلك طبق مجانية التعليم في إطار مراعاته لمصلحة الأسر المتوسطة التي شعر بمتاعبها.
معالجة آثار الاستعمار
ومن جانبه، قال أيمن البيلي، مؤسس جبهة تحرير نقابة المعلمين، إن مصر شهدت تطورًا في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، بسبب اعتباره أن التعليم مشروع قومي وتنموي، وهو ما ساعده في تحقيق نهضة تاريخية، وعالج ما تركه الاستعمار من آثار على الأمة العربية.
وأضاف "البيلي"، في تصريحات صحفية، أن مصر في عهد "عبدالناصر" شهدت انتشارًا للمدارس في كثير من المحافظات، وشهد أيضًا إنشاء الجامعات، وعدم التفرقة بين طبقات أو فئات المجتمع في خقهم بالتعليم، فلم يفرق بين غني وفقير ولا رجل وامرأة، وكذلك رفض التمييز بين الطلاب ولذلك أرسى زيًا موحدًا لكافة الطلاب في المدارس.
وأشار مؤسس تيار استقلال المعلمين إلى أن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر كان أكثر الرؤساء إنفاقًا على التعليم الحكومي لابتعاده عن تطبيق فكرة التعليم الخاص، كذلك عمل على محو الأمية من خلال إنشائه لمدارس ليلية بالأرياف، وأنشأ مراكز بحوث مختلفة، للتأكيد على أن التعليم مسئولية الدولة الكاملة.
المجانية في كل المراحل
وأوضح كمال مغيث، الخبير التعليمي، أن الرئيس جمال عبدالناصر، حقق مجانية التعليم بشكل تدريجي في المرحلة الابتدائية حتى وصل للجامعية، بالاهتمام بالمدارس الحكومية دون الخاصة، وهو ما انتهى دورهم في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات الذي ساعد على ظهور المدارس الخاصة على حساب الحكومية، لأنه كان لا يتفق مع "عبد الناصر" في سياساته التعليمية.